تشهد عواصم مختلفة في أنحاء العالم أحداثاً عالمية تُعنى بالموضة، وتسلّط الضوء على الأزياء المتوافرة في الأسواق العالمية على اختلافها. يتمثل معظم هذه الأحداث في ما يُسمى بپ"أسبوع الموضة"الذي يأخذ طابعاً مختلفاً في كل عاصمة أو بلد. والمشاركون في"أسابيع الموضة"أصبحت أسماؤهم معروفة ومقرونة بهذه المناسبات، وتتكرر في كل عام وفي كل موسم. معيار النجاح تنظيم أسبوع للموضة في أي وقت من السنة وفي أي بلد يعتمد في شكل دقيق على الأسماء التي يضمها هذا"الأسبوع"الذي غالباً ما يكون عبارة عن ثلاثة أو أربعة أيام على أبعد تقدير تكثر خلاله العروض الموقّعة بأسماء كبار المصممين العالميين الذين يُشكلّ حضورهم أو عدمه معياراً أساسياً لنجاح الحدث أو فشله. وفي حين تُعتبر القارة الاوروبية رائدة في هذا المجال، لا سيما عبر أسبوعي الموضة في باريس وروما، أشارت تقارير عدة إلى أن بريطانيا تسعى إلى احتواء الهوّة التي تفصلها عن مثل هذه الأحداث على رغم الحضور الملحوظ للمصممين الإنكليز في العالم. من جهة ثانية، تنظم دول كثيرة وولايات مثل هذه المعارض الجامعة وإن اقتصرت في أحيان كثيرة على أهلها، وبالتالي نصبح أمام أسبوع موضة للمصممين من الهند، ساراييفو، اسبانيا، ميامي... هذه الاحتفالات، إذا صحّ التعبير - وعلى رغم انتشارها الواسع - تبقى بعيدة وشبه غائبة عن البلدان العربية، هذا إذا استثنينا بيروت التي باتت تُصنّف عاصمة للموضة العربية. إذ تقوم بدور المستقطب الأساس وشبه الوحيد للمصممين العرب، لا سيما الرجال منهم الذين يصعب عليهم تقديم صورة عن عروضهم في بعض البلدان العربية والخليجية في شكل خاص. إلا أن العروض في بيروت لا يزال يطغى عليها الطابع المنفرد، علماً أنه ينُظّم"أسبوع للموضة"في كل عام. لم ينجح"أسبوع موضة"عربي في الوصول الى المستوى العالمي، على رغم المحاولات الحثيثة لدرء أي خطأ في التنظيم، لكن يبقى هذا الحدث محصوراً في المستوى المحلي والعربي على الأكثر وإن شمل في بعض الأحيان أسماء مصممين أوروبيين، لكنهم محدودو الانتشار. ومن اللافت في هذا المجال أن عاصمة الموضة العربية، لم تستطع استقطاب سوى القليل من المصممين اللبنانيين الذين اقترن اسمهم بالعالمية عبر مشاركاتهم المتكررة في أسابيع الموضة العالمية. تقديم الجديد السعي الى تقديم الجديد في عالم الموضة هاجس لدى مصممي الأزياء، وبات اليوم هاجس أكثر من قطاع لما تشهده هذه الصناعة من تطور وانعكاسات على مختلف المستويات، لا سيما الاقتصادية منها. والتمييز في صناعة الحدث لا يقل أهمية عن التمييز الذي يسعى إليه المعنيون في هذا المجال. MASTER OF EXCELLENCE أو"روّاد التميّز"عنوان جديد يدخل عالم الموضة، معلناً دخول حدث كبير إلى منطقة الخليج العربي، وتحديداً إلى أبو ظبي."روّاد التميز"حدث جمع كل المنتجات الفاخرة من اليخوت والسيارات الى المجوهرات والاكسسوارات والساعات الى فنون المائدة والازياء في مكان واحد. ومن مأكولات الشيف بيار جاجنيز الذي أعدّ قوائم الطعام الخاصة بحفلات العشاء، إلى أفخر الأقمشة وأغلى المجوهرات مروراً باليخوت والسيارات، شهدت أبو ظبي تظاهرة شارك فيها نحو سبعة آلاف شخص، توافدوا من مناطق الخليج كافة للاحتفاء بهذا الحدث. فالينتينو، كريستان لاكروا، ايمانويل أنغارو، جيفنشي، دونا كاران، كالفن كلاين، فيفيان ويستوود، ماثيو ويليامسون، جايلز ديوكن، غراف، شوبار، هاري وينستون... وغيرها من الأسماء اللامعة في عالم الأزياء الراقية والمجوهرات والعطور. أسماء توالت لأربع ليالٍ، بدأت بليلة عروض مخصصة للموضة الايطالية وتحديداً دار ازياء فالنتينو ومجوهرات بولغاري التي عرضت آخر منتجاتها امام جمهور من أفراد المجتمع المخملي، فليلة ثانية اميركية، ضمت عروضاً للمصمم كالفن كلاين والمصممة دونا كاران ومجوهرات هاري وينستون، ثم ليلة بريطانية مع مصممة الازياء فيفيان ويستوود والمصمم ماثيو ويليامسن. واختُتمت بليلة فرنسية مع دور كريستيان لاكروا وإيمانويل انغارو وجيفنشي. حدث أطلقت عليه وسائل الاعلام اسم"التظاهرة"، لكثرة الأحداث"المتميزة"التي جمعها على مدى أربع ليال. ماركات فاخرة الحدث الذي نُظّم برعاية دائرة التخطيط والاقتصاد في ابو ظبي، هدف إلى جمع الماركات الفاخرة في مجالات عدة وتتوجه الى جمهور واحد مكون من اناس ذوي قدرة شرائية عالية، بحسب ما صرح دنيس مولر مدير شركة"ايموشن"، المنظمة للحدث، لوكالة"فرانس برس". وأضاف ان"الشرق الاوسط يضم 40 في المئة من زبائن دور الازياء الراقية وهذه نسبة كبيرة وتحتل السعودية المرتبة الاولى في المنطقة". "التميّز"في هذا الحدث يبدأ بفكرته التي قدمت لمحة عن الخطوط المختلفة في عالم الموضة وإن كانت بمعظمها في هذا الحدث أوروبية، لكنها ألقت الضوء على الاختلاف في اللمسات الخاصة التي يتمتع بها كل من المصممين ومن ثم التمايز بين الفرنسيين والايطاليين والبريطانيين والأميركيين. المجموعات التي عُرضت في"رواد التمييز"، لم تصمّم خصيصاً لهذا الحدث، بمعنى آخر كانت هي نفسها التي عُرضت في أسابيع الموضة في مختلف أنحاء العالم. أي أن عرضها في منطقة من مناطق الخليج لم يحتم ادخال أي تعديلات عليها. ذلك أن المرأة العربية،"امرأة كغيرها من نساء العالم، وإن اختلفت ثقافتها وطريقة عيشها"، بحسب ما أكّد منظمو الحفل. وأضافوا:"هناك مصممون عرب يعدون أشياء خصيصاً للمرأة العربية. اما نحن فإن ما نعرضه هنا هو نفسه الذي نعرضه في نيويورك وروما وباريس". أربع ليالٍ أدخلت الألوان العالمية إلى رمال الصحراء في أبو ظبي، فاختلطت ألوان الأقمشة من دور الأزياء الراقية ببريق الألماس والحجارة الكريمة. والنجاح الذي لقيه هذا الحدث، يُبشر بتكراره حدثاً موسمياً أو سنوياً. وفي"أسوأ"تقدير يبقى تنظيم MASTER OF EXCELLENCE في مدينة أبو ظبي، نقطة من أهم نقاط التمييز في هذا الحدث، الذي سيُكرّس"تاريخياً"حتى لو لم يتكرر.