كما كانت حياة السندريللا مثيرة للجدل وحملت وفاتها الكثير من الغموض، فإن أول عمل فني يتناولها يحمل كثيراً من صفاتها لا سيما المتمثل منها في المشاكل والأحزان. يمكن قول هذا بعد الولادة المتعثرة لمسلسل"السندريللا"تأليف عاطف بشاي واخراج سمير سيف وبطولة منى زكي والخلافات التي نشبت بين منتجه"جهاز السينما"بالتعاون مع شركة طارق نور للدعاية والإعلان وشركة"العدل غروب". فهذه الأخيرة تتهم الاولى بأنها ليست صاحبة الحق في انتاج مثل هذا العمل لشرائها حق انتاج عمل فني يحمل الاسم نفسه بعد دفع الشركة 3.5 مليون جنيه مصري أي ما يعادل 600 ألف دولار لورثة الفنانة الراحلة - 17 أخاً وأختاً اشقاء وغير اشقاء - وحكم المحكمة الادارية وجهاز الرقابة المصرية لمصلحة الشركة المنتجة الاولى بأن سعاد حسني شخصية عامة يحق للجميع تناولها من دون الرجوع الى اسرتها. اليوم يفاجأ صنّاعه بالمطربة الكبيرة نجاة التي اعتزلت الغناء منذ نحو 5 سنوات واشتهرت بصمتها وعزوفها عن الظهور في وسائل الإعلام والمناسبات العامة، تعترض على تناول شخصيتها تجسدها المطربة الشابة غادة رجب في اولى تجاربها الدرامية لا سيما أن القانون المصري يكفل هذا الحق باعتبارها لا تزال على قيد الحياة ولحياتها الخصوصية كلها. نجاة أبدت اعتراضها في مذكرة قانونية وجهت الى الجهات المعنية والرقابية في المسلسل بعدما فوجئت بتجاهل اسرة المسلسل لاخذ رأيها وعرض السيناريو عليها. وتوحي المؤشرات الاولى لخطوة نجاة هذه، بأنها جزء من سيناريو شركة العدل غروب لاجهاض المسلسل في مهده، بعدما فشلت محاولتهم الاولى لعرقلة انتاج هذا العمل وتعطيله، خصوصاً انهم بصدد انتاج مسلسل عن السندريللا ايضاً، يشرع في كتابته حالياً السيناريست الشهير محفوظ عبدالرحمن - الذي سبق له صياغة المسلسل الشهير"أم كلثوم"-. ومن المقرر أن يرى هذا العمل النور في رمضان بعد المقبل لا سيما أن شركة العدل مشغولة هذا العام في انتاج وتسويق مسلسل آخر لا يقل أهمية وشهرة عن السندريللا وهو"العندليب"اخراج جمال عبدالحميد. يذكر أن هناك أكثر من شخصية من المتوقع أن تخطو خطوة نجاة وهم الفنان القدير احمد رمزي يجسد دوره احمد السقا، والفنانة نادية لطفي تجسد دورها ندى بسيوني وسواهما ممن عاصر السندريللا وكان له دور بارز في حياتها الشخصية والفنية، خصوصاً ازواجها، وآخرهم السيناريست ماهر عواد - الذي لا يزال على قيد الحياة - للغموض الذي سيطر على علاقتهما، وفي شكل خاص الغموض المتعلق بطلاقهما قبل وفاة السندريللا بعام. وهناك ايضاً نادية يسري صديقتها المقربة والتي حامت حولها الكثير من الشكوك حول ضلوعها في الوفاة الغامضة للسندريللا من قبل الرافضين لفكرة انتحار سعاد حسني وزعمهم بأنها لاقت حتفها على يد فاعل. وهناك ايضاً اسرة العندليب الراحل عبدالحليم حافظ يجسد دوره مدحت صالح خصوصاً أن المسلسل يتناول، وفق ما أكده كاتب السيناريو عاطف بشاي وكاتب القصة ممدوح الليثي، علاقة سعاد حسني بالعندليب وزواجه منها، وهو الأمر الذي نفته اسرة العندليب جملة وتفصيلاً في الفترة الأخيرة خصوصاً أنه لا توجد وثيقة تتناول هذا الأمر سوى ادعاء الكاتب والاعلامي مفيد فوزي بأنه شاهد عيان على تلك الزيجة. ومفيد فوزي ايضاً حاضر في المسلسل، وقد يثير ظهوره اعتراضه هو شخصياً. الأمر الذي يدفعنا الى السؤال عن مصير هذا العمل، ويعيدنا الى نقطة مهمة تشهدها الساحة الفنية العربية حول مصير الاعمال التي تتناول المشاهير، إذ لا تزال المشاحنات التي دارت حول مسلسلات"نزار قباني"و"إمام الدعاة"و"أم كلثوم"، ماثلة للأذهان، الى جانب الاعمال الاخرى التي لم تر النور بفعل تلك الخلافات مثل زكريا احمد واسمهان وإمام الأزهر الشيخ عبدالحليم محمود.