سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرتزقة بوب دينار مهدد بالسجن بعدما كان "الذراع الطويلة" لفرنسا طيلة عقود . باريس : الحكم على "قرصان الجمهورية" اليوم وطي ملف "مغامراته" وآخرها في جزر القمر
تُصدر محكمة الجزاء الباريسية اليوم الثلثاء حكمها على المرتزقة الفرنسي الشهير بوب دينار 76 عاماً الملقب بپ"قرصان الجمهورية"بتهمة القيام بمحاولة انقلابية لحسابه الشخصي في جزر القمر سنة 1995. ونفى دينار الذي ارتبط اسمه في شكل وثيق بالسياسة الفرنسية في القارة الافريقية على مدى عقود، ان يكون أطاح الرئيس القمري سعيد جوهر في 26-27 أيلول سبتمبر 1995، برفقة مجموعة من المرتزقة، بدافع شخصي. وأكد للمحققين ان العملية التي نفذها وأدت الى تسليم الحكم الى المعارضين محمد تقي وسعيد علي كمال، كانت تحظى بتأييد الاستثمارات الفرنسية، وانها تكللت بالنجاح لولا اتفاقية التعاون الدفاعي القائمة بين فرنسا وجزر القمر، التي أدت الى تدخل وحدات من المظليين الفرنسيين، لإطلاق سراح جوهر واعتقال دينار ومرتزقة وإعادتهم الى فرنسا. وشكلت هذه العملية آخر مغامرة عسكرية لدينار، وهو جندي سابق في الجيش الفرنسي، عرف بتهوره وشغفه بالقتال الذي جعله طرفاً أساسياً في كل النزاعات التي أعقبت فترة ما بعد الاستعمار من زيمبابوي الى نبجيريا الى اليمن وايران، مروراً بأنغولا وزائير. واعتبر دينار من المقربين من جاك فوركار، مهندس السياسة الفرنسية في القارة الافريقية، خلال عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، عندما كانت فرنسا تعتبر ان تدخلاتها في النزاعات الداخلية في الدول الافريقية، ضرورة للدفاع من مصالحها الاستراتيجية. وكان نائب المدعي العام لدى المحكمة الجزائية أوليفييه براي طالب لدينار بعقوبة السجن لمدة خمس سنوات، معتبراً انه لا يجوز انشاء مجموعة"للسطو على بلد مثلما يُسطى على مصرف". كما طالب براي بعقوبة السجن لأربع سنوات لدينار وثلاثة سنوات مع وقف النفاذ للمتهمين الآخرين. وبمعزل عما اذا كانت هيئة المحكمة ستماشي الادعاء العام في العقوبة التي طلبها ام ستصدر عقوبة مخففة على دينار، نظراً الى تقدمه في السن ومعاناته من مرض"الزهايمر"فإن وقائع المحاكمة خيبت أمل الكثيرين في أوساط الرأي العام والوسط الاعلامي الفرنسي. وواكب محاكمة دينار وشركائه في بعض الاوساط نوع من الترقب، لجهة ما اذا كانت المحاكمة ستنحصر بشخصه ام انها ستتحول الى جلسات مفاتحة تقر فيها فرنسا بالاعمال السلبية التي ارتكبت في دول عدة وعلى مدى سنوات باسم الدفاع عن الجمهورية ومصالحها. وما عزز هذا الترقب التفاصيل التي أوردت عن العملية التي نفذها دينار في جزر القمر والتي استدعت عدداً لوجستياً وعسكرياً غير ممكن لشخص يتصرف منفرداً، ان يحققها. وعلى رغم المحاولات التي بذلها المحامي المعين من قبل المحكمة للدفاع عن دينار، ايلي حاتم اللبناني الاصل، لاظهار موكله، كمنفذ لسياسة رسمية كانت معتمدة على مستوى الدولة الفرنسية، فإن الاهتمام بقي مركزاً على دينار العجوز، ربما لأن فرنسا التي تشهد ما يكفي من الاضطراب على المستوى الداخلي ليست على استعداد حالياً لفتح ملف هذه الحقبة ومواجهة ما يترتب عليها.