رحبت موسكو بإعلان الإدارة الأميركية استعدادها للمشاركة في مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين حول الملف النووي، ووصف الناطق باسم الخارجية ميخائيل كامينين الخطوة ب"المهمة جداً"، معتبراً العرض"فرصة حقيقية"لتسوية الأزمة القائمة، ودعا إيران إلى الرد"في شكل بناء"لا سيماً أن لا بديل عنها من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة. تزامن ذلك مع اجتماع وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والترويكا الأوروبية بريطانيا وألمانيا وفرنساوروسياوالصين في فيينا أمس، لمواصلة المحادثات في شأن الأزمة النووية الإيرانية. وألمح مسؤولون روس أمس إلى أن التطور يشكل انتصاراً للديبلوماسية الروسية، واعتبر محللون في موسكو أنها نجحت في تحويل مسار النقاش من زاوية فرض العقوبات واحتمالات توجيه ضربات عسكرية إلى المسار التفاوضي السياسي،"على أمل في أن تقوم القيادة الإيرانية بخطوات جدية من أجل نزع مخاوف المجتمع الدولي حيال البرامج النووية الإيرانية". ورحبت الصين بعرض الولاياتالمتحدة للحوار مع إيران إذا علقت برنامجها النووي. وقال ليو جيانشاو الناطق باسم الخارجية الصينية:"نرحب برغبة الولاياتالمتحدة في تسوية المسألة عبر المحادثات". لكنه أعلن أن بلاده لا تؤيد"الاستخدام الاعتباطي للعقوبات في الملفات الدولية". وكان مسؤول أميركي كبير طلب عدم كشف اسمه قال إن روسياوالصين مستعدتان للعودة إلى مجلس الأمن والنظر في فرض عقوبات على إيران إذا لم توافق على تعليق التخصيب واستئناف المفاوضات النووية، ما يشكل منعطفاً بالنسبة لموقف بكين. وبعدما أوحى بأن الصين يمكن في يوم ما أن تدعم موقف الأميركيين، بدا الناطق باسم الخارجية وكأنه يريد التذكير بالموقف المبدئي للنظام الشيوعي الخاضع لحظر أوروبي على مبيعات الأسلحة منذ مجزرة تيانانمين عام 1989. ومعارضة العقوبات تعتبر أيضاً من مبادئ النظام الصيني في الملف النووي الكوري الشمالي. وأفادت شبكة"سي أن أن"بأن الرئيس الأميركي اتصل بنظيره الصيني هو جينتاو، فيما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة بأن وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ تحدث هاتفياً مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، وأن"المكالمة تناولت خصوصاً طريقة حل المسألة النووية الإيرانية عبر السبل الديبلوماسية"لكن من دون أن تكشف عن مضمون الحديث. مواقف آسيوية جاء ذلك في وقت وافقت الصين و22 دولة عربية أمس، على زيادة التعاون في مجال الطاقة ومحاربة الإرهاب، في خطة عمل وقعها وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في اختتام المنتدى الصيني العربي الذي عقد في بكين. وفي طوكيو، صرح وزير الخارجية الياباني تارو أسو بأن بلاده لا تعتزم في الوقت الحالي فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وأضاف أنه لا يعتقد بأن الولايات وصلت إلى مرحلة اتخاذ قرار بفرض عقوبات على طهران، وذلك بعد إجرائه محادثة هاتفية مع نظيرته الأميركية. فرنسا واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان في تصريح أدلى به من شارتر غرب فرنسا:"إنها مرحلة مهمة إن لم نقل حاسمة، وبهذه الطريقة سنتمكن من المضي قدماً في هذه المسألة الصعبة"المتعلقة بالملف النووي الإيراني. ورأى أن"وحدة الأسرة الدولية هي التي ستأتي بنتيجة"في هذه المسألة، مضيفاً"إننا في حاجة إلى التزام الجميع وفي طليعتهم الولاياتالمتحدة". واعتبر أن الأميركيين حققوا"انفتاحاً لا بد منه"من خلال عرضهم الأخير. وزاد:"بالطبع يتعين على الأوروبيين أن يلعبوا دورهم كاملا"، مشيراً إلى أنهم"فتحوا الطريق"ببدء حوار مع طهران، مضيفاً:"لدينا علاقات قديمة مع إيران ولدينا قدرة خاصة على نقل رسائل". ورأت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في بيان:"العرض الأميركي... سيضيف وزنا للمقترحات التي يناقشها وزراء الخارجية في فيينا" إسرائيل واعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية إعلان بوش"خطوة تكتيكية"يراد منها إثبات أن إيران لا يمكن أن تكون شريكة في مفاوضات جدية"ولذا لا مكان بعد للذرائع". وتابعت أن القرار الأميركي الذي وصفته صحف إسرائيلية ب"الدراماتيكي"يمكن أن يكون بمثابة بشرى لإسرائيل"الولاياتالمتحدة هي من يأخذ زمام قيادة المفاوضات مع طهران وهي التي تملك الأدوات لإقناع الإيرانيين بوجوب وقف تخصيب اليورانيوم". على صعيد آخر، رجح خبير ألماني في حديث مع صحيفة"دير شتاندرد"النمسوية أن تمتلك إيران قنبلة ذرية في غضون أربع إلى ست سنوات في حال استمرارها في تخصيب اليورانيوم. وقال رئيس قسم البحوث السياسة - الأمنية في المؤسسة العلمية والسياسية في برلين أوليفر ترانرت:"المسألة تعتمد على العديد من الأمور المجهولة. على سبيل المثال، ليس معروفاً إذا كان لا يزال هناك منشآت تخصيب لليورانيوم لم يعلن عنها". ومن الصعب تقويم مدى حاجة إيران إلى عدد ضخم من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل من دون أخطاء فنية أو لفترات طويلة نسبياً لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب كمادة أساسية لإنتاج قنبلة ذرية".