بعد ان كرم مهرجان استوكهولم السينمائي الدولي دولاً وحضارات بعيدة مثل الصين والهند ودول اميركا الجنوبية، تفتح ادارة المهرجان لهذا العام ابوابها امام العالم العربي بعد ان قررت تسليط اضواء المهرجان الذي يجري بين 16 و26 تشرين الثاني نوفمبر 2006 على الافلام العربية تحت عنوان"سبوتلايت ارابيكا". وأعلنت ادارة المهرجان انها اختارت عدداً من الافلام العربية المعروفة على الصعيدين العالمي والعربي لتقدمها خلال فترة المهرجان الذي من المتوقع ان يحضره اكثر من مئة الف زائر حيث ستقدم معظم الافلام في دور عرض سينمائية في العاصمة السويدية استوكهولم. وشرحت مديرة المهرجان غيت شوينيوس ل"الحياة"ان الادارة اختارت العالم العربي ليكون العنوان العريض لهذا العام"لأن هذه المنطقة من عالمنا تمكنت في السنوات الاخيرة من الارتقاء الى الانتاج السينمائي العالمي كما انها منطقة لم تأخذ حقها الطبيعي في المهرجانات السنمائية العالمية. نعم هناك مهرجانات سينمائية ضيقة ولكن على مستوى دولي لم يعط احد حتى الآن العالم العربي حقه". وأشارت غيت الى ان ادارة المهرجان غير مسيسة في اختيار عناوين مهرجاناتها ولكن"عندما تفهم الثقافات بعضها بعضاً يصبح من السهل حل الامور السياسية المعقدة. نحن نعرف ان الثقافة العربية بعد 11 أيلول سبتمبر 2001، وضعت في الظل ولكن نتمنى من خلال إلقاء الضوء على السينما العربية ان نساهم في نشر وعي ايجابي عن الثقافة العربية". وأضافت غيت ان موضوع التطرق الى الافلام العربية في مهرجان استوكهولم الدولي كان مطروحاً منذ سنوات ولكن"وجدنا الآن ان الظروف مناسبة خاصة ان هناك افلاماً عربية ناضجة وتستحق ان تعرض للجمهور الدولي بخاصة انها تطرح مواضيع نقدية للمجتمعات العربية لم تطرح من قبل". ومن بين الافلام التي كشفت عنها ادارة المهرجان فيلم"عمارة يعقوبيان"الذي اصبح معروفاً لدى المشاهد العربي. وقيّمت ادارة المهرجان الفيلم معتبرة اياه الفيلم"الأكثر كلفة في تاريخ السينما المصرية". ومصر التي تتمتع بمكانة خاصة لدى السويديين ليست الدولة الوحيدة التي ستسلط عليها اضواء المهرجان، حيث ستنال دول المغرب العربي، التي شاركت في معظم دورات المهرجان في السنوات الماضية، حصة وفيرة من الافلام ايضاً. وستتمثل بالفيلم السياسي"بركات"للمخرجة الفرنسية من اصل جزائري جميلة صحراوي، وتدور احداث الفيلم في قرية جزائرية ساحلية في فترة التسعينات ويروي قصة طبيبة الطوارئ امل التي يخطف زوجها الصحافي مراد على يد عناصر مسلحة اسلامية. وتقرر امل البحث عنه وتساعدها في ذلك الستينية خديجة التي شاركت في حرب التحرير ضد الاحتلال الفرنسي. نال الفيلم شهرة واسعة في فرنسا وعدد من الدول الاوروبية الا انه لم ينل حقه من العرض في الدول العربية. اما المغرب فلم يغب عن المهرجان ومن الافلام التي ستبرز خلال فترات العرض فيلم"أبواب الجنة"من اخراج الاخوين عماد وسهيل نوري. وقالت مديرة المهرجان غيت"هناك افلام اخرى قيد البحث". ومن المتوقع ان يزور مهرجان هذا العام اكثر من 100 مخرج من دول العالم المختلفة. ومن المعروف ان زيارة المخرجين العالميين للمهرجان تشجع جمهوراً كبيراً من مختلف الاعمار للمشاركة والحضور بكثافة. وتقول غيت"العمر الوسطي لجمهورنا 28 سنة وهو جمهور مثقف وعلى اطلاع كبير على شؤون السينما العالمية وأخبارها. والذي يميزنا عن بقية المهرجانات السينمائية الاوروبية الاخرى اننا لا ندبلج الفيلم بل نتركه بلغته الاصلية لأن جمهورنا يحب ان يسمع اللغات الاخرى". جمهور يزداد عدداً هذه هي المرة الاولى التي يدخل فيها الفيلم العربي الى اكبر مهرجان افلام دولي في شمال اوروبا من اوسع ابوابه. ومن المتوقع ان يجذب عنوان المهرجان جمهوراً كبيراً يتوق الى معرفة المزيد عن منطقة ارتبط اسمها بالعنف والحروب. وتشير غيت الى ان"هناك دراسات تقول ان جمهور دور السينما تراجع في السنوات الاخيرة لمصلحة الاقراص المدمجة. ولكن جمهور مهرجانات الافلام في ازدياد مستمر بخاصة ان مهرجانات الافلام تخطت لونها كمهرجان لعرض الافلام فقط واصبحت مهرجاناً ثقافياً كبيراً يأتي الناس اليه للتلاقي وتبادل الأفكار. ونتوقع ان يستقطب عنوان مهرجان العام المزيد من الرواد". وجرت العادة في السنوات السابقة ان تعرض الافلام في دور السينما الموجودة في وسط العاصمة استوكهولم. ولكن هذا العام اختارت ادارة المهرجان عرض الكثير من الافلام في ضواحي العاصمة حيث يعيش الكثير من الاقليات الاجنبية ومن بينها المهاجرون العرب.