قال مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي إن المهرجان الذي يحتفل بعامه العاشر الشهر المقبل "يهدف إلى تصحيح الصورة المشهوة للمواطن العربي والمسلمين منذ تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر". وأضاف أن هدف المهرجان منذ دورته الأولى أن يقدم للعالم المنتج السينمائي الذي يظهر الصورة الحقيقية للعرب بعيداً عن المغالطات التي تبثها وسائل إعلام خارجية وقد نجح في تحقيق هذا الهدف. وتابع "أطلق المهرجان أيضاً ليساهم في دفع السينما العالمية وتوفير بيئة خصبة للمبدعين العرب لعرض إنتاجهم السينمائي". ووصف أمر الله المهرجان بأن "قلبه عربي وروحه دولية"، موضحاً أنه "يفتح الباب واسعاً للسينما العالمية لكن اهتمامه الأكبر للمنتج السينمائي العربي". وذكر أن الدورة الجديدة من المهرجان والمقرر انطلاقها يوم السادس من ديسمبر المقبل سوف تشهد وجوداً كبيراً للفيلم العربي، معلناً أن 60 بالمئة من برنامج المهرجان هذا العام سيكون للسينما العربية. وقال أمر الله "منذ انطلاق المهرجان وهمنا الأكبر دعم السينما العربية وتحقق هذا الهدف بدليل أن كثيرين ينتظرون مهرجان دبي السينمائي كل عام ليختاروا أفلاماً عربية منه لعرضها في بلادهم كما أن كثيراً من المهرجانات السينمائية الدولية تحضر مهرجان دبي لتختار منه أفلاماً تعرضها في برامجها". وأضاف "كان آخر مشروعاتنا في مجال دعم السينما العربية إصدار أول مرجع يؤرخ لأهم مئة فيلم عربي والمرجع الذي صدر الأسبوع الماضي باللغتين العربية والإنجليزية يرصد أهم محطات السينما العربية خلال العقود الماضية". وحمل الكتاب عنوان "سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي" وصدر بعد استفتاء شارك فيه أكثر من 475 من أبرز النقاد والمخرجين والكتاب والروائيين والأكاديميين وخبراء صناعة السينما من كافة أرجاء العالم العربي والغربي. ويسلط الكتاب الضوء على الثراء السينمائي في العالم العربي، واضعاً الكثير من أسماء المخرجين المعاصرين إلى جوار آخرين مؤسسين، تأكيداً على الخصوبة الفكرية والإبداعية التي يتمتع بها العالم العربي عبر عقود مضت.وقال أمر الله "لم يحدث في تاريخ السينما العربية أن أجري مثل هذا الاستفتاء والكتاب يتيح للعالم الغربي التعرف على روائع السينما العربية وربما يساهم في إعادة إحياء بعض تلك الأفلام". وأضاف "نحرص في اختيارنا للجان التحكيم أن يساهم أعضاؤها أيضاً في دعم السينما العربية". قوال: "نختار عضو لجنة التحكيم الذي يتمتع بخبرة كبيرة ونحرص على أن يكون عضواً مؤثراً في مهرجانات سينمائية كبرى أو ناقداً في مطبوعات دولية حتى يطلع المحكمون على السينما العربية في مهرجان دبي ويعودوا إلى مهرجاناتهم حاملين بعض تلك الأفلام أو يكتبوا عنها في إصداراتهم الصحفية". وأضاف أمر الله "كثير من الأفلام التي يعرضها المهرجان تحقق نجاحات كبرى على المستوى العربي والدولي، فقد تم ترشيح عدد من الأفلام التي عرضها (دبي السينمائي) العام الماضي لنيل جوائز الأوسكار، منها فيلم "الشتا اللي فات" للمخرج إبراهيم البطوط، و"وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، وفيلم "قصة ثواني" للمخرجة اللبنانية لارا سابا". وأعلن أن المهرجان قرر منح الناقد السينمائي المصري سمير فريد جائزة "الإنجازات" هذا العام "كونه عميد النقاد السينمائيين العرب وقامة سينمائية كبيرة ساهمت في ترسيخ مكانة السينما المصرية والعربية في المحافل الدولية وهذه الجائزة تعد اعترافاً بإنجازاته الكبيرة التي خدمت صناعة السينما المصرية والعربية لأكثر من خمسين عاماً". وعن الدورة الجديدة قال أمر الله "تسلمت إدارة المهرجان طلبات مشاركة لأكثر من 3500 فيلم، من 143 دولة بنسبة زيادة وصلت إلى 60 بالمئة عن العام الماضي، وجاء هذا العدد الضخم بما يفوق التوقعات كافة وليؤكد المكانة العربية والدولية الراسخة التي أضحى يتمتع بها مهرجان دبي السينمائي الدولي". وتضمنت طلبات المشاركة أفلاما تأتي لأول مرة من روسيا البيضاء وكمبوديا وكوستاريكا وغواتيمالا ولاوس وبورتوريكو، بينما شهدت طلبات المشاركات ارتفاعاً كبيراً للأفلام الآسيوية من الهند وأفغانستان ونيبال وسريلانكا وتضاعفت الطلبات الواردة من أوروبا من الدنمارك وإسبانيا وبلجيكا عن العام السابق. وتابع أمر الله "مع وجود هذا العدد الهائل من طلبات المشاركة، سنتمكن من اختيار أفضل الإنتاجات لعرضها على جمهور وعشاق السينما في الدورة العاشرة للمهرجان".