استيقظ الشيشانيون أمس على مفاجأة، إذ أعلنت الحكومة ان وحدات خاصة قتلت"رئيس جمهورية اتشكيريا"زعيم الانفصاليين الشيشان عبدالحميد سعيدولاييف، في عملية اعتبرت في موسكو"نصراً كبيراً"، وفتحت الأبواب أمام احتمالات، خصوصاً بعدما أعلن أحمد زكاييف الموفد الشيشاني وزير الخارجية في الحكومة الانفصالية أن دوكو عمروف نائب سعيدولاييف سيخلفه، وهو يعتبر واحداً من أكثر القادة الميدانيين تطرفاً. راجع ص7 في المقابل، اعتبر زياد السبسبي نائب رئيس الوزراء الشيشاني ممثل الشيشان لدى موسكو أن تصفية قائد المتمردين"برهان جديد على أن القوى الشيشانية تسيطر تماماً على الأوضاع في الجمهورية"، مشيراً إلى أن العملية ليست مجرد مصادفة". وفي تصريحات الى"الحياة"تحدث السبسبي عن"سباق بين الأجهزة الشيشانية والمجموعات الإرهابية"، ومستبعداً أن يؤدي مقتل سعيدولاييف إلى تصعيد خطر، نظراً الى"عدم وجود مركز موحد للانفصاليين، لا سيما أن الشهور الستة الماضية أظهرت انحسار قدرتهم في الشيشان، عكس نشاطهم في الجمهوريات المجاورة". وأشار السبسبي إلى أن الأجهزة الشيشانية هي التي نفذت عملية قتل سعيدولاييف وليس الجيش الروسي، معتبراً ذلك"خطوة مميزة نحو ترسيخ نظام أمني قوي". وكشف نائب رئيس الوزراء مسؤول الأجهزة الأمنية رمضان قادروف أن سعيدولاييف كان متوارياً خارج جمهورية الشيشان، وعاد قبل أسبوع للإشراف على تحضيرات لهجوم واسع النطاق قرب مسقط رأسه أرغون، حيث قتل. ولفت الى أن أحد المسلحين المتعاونين مع الحكومة أبلغ عن مكان وجوده في مقابل مكافأة مالية مقدارها 1500 روبل 55 دولاراً، ما مكّن من الإعداد لعملية خاطفة انتهت بقتل ميدولاييف بعدما أبدى مقاومة عنيفة أسفرت عن مقتل عنصرين من الوحدات الخاصة الشيشانية وفرار مرافقين لزعيم الانفصاليين مستغلين احتجازهم لرهينة. وكان سعيدولاييف"انتخب"من قبل"مجلس الشورى"الذي شكله الانفصاليون المتحصنون في الجبال، بعد مقتل الرئيس أصلان مسخادوف في عملية مماثلة العام الماضي. واللافت أن مقتل سعيدولاييف جاء بعد أيام على تهديدات جديدة أطلقها الزعيم الشيشاني المتطرف شامل باساييف الذي ظهر بعد غياب استمر شهوراً، من خلال موقع إلكتروني بث رسالة مصورة قال فيها انه"منح قاتل أحمد قادروف الرئيس الشيشاني المنتخب بمباركة روسية 50 ألف دولار مكافأة". وأكد أن هدفه المقبل هو نجل الرئيس المقتول رمضان قادروف.