كيف يكون الرد الإيراني على"حزمة الحوافز"التي حملها خافيير سولانا مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي الى طهران؟ هل تساوم طهران على التكنولوجيا النووية لقاء الحوافز؟ هل تتخلى عن التخصيب وتجلس الى طاولة المفاوضات مع أميركا؟ لا بأس من الوقوف عند بعض المسائل، جواباً عن الأسئلة هذه. يوفر"توقع"الرأي العام العالمي فرصة كبيرة تخرج بلدنا من قلب تهديد. والأميركيون سعوا الى رمي الكرة في الجانب الإيراني. فإما أن توافق إيران، وتغسل يدها من التخصيب، أو تقول"لا"، فتعزز الائتلاف الدولي ضدها وتفك أميركا العقدة الإيرانية المستعصية عليها طوال السنوات الثلاث الماضية. الأمر فرصة كبيرة لبلدنا. فالدول الأوروبية الثلاث وأميركا ارتكبت خطأ استراتيجياً حين وضعت في تصرف إيران منبراً دولياً كانت محرومة منه. ويبدو، ظاهراً، ان فريق المحافظين الجدد في البيت الأبيض خطا خطوة جديدة، وحدد لإيران ملعباً النتيجة الأخيرة للعب فيه لن تكون إلا لمصلحة أميركا. فهل الواقع على هذا النحو؟ أي هل ان الطور الأخير هو مبادرة فاعلة، أم نوع من الانفعال والاضطرار؟ الحق ان اقتراح أميركا التفاوض مع إيران بدأ قبل سنة، وكان موضوعه المسألة العراقية والأزمة النووية. وهذا قرينة على الانتصارات الكبيرة التي أحرزتها الجمهورية الإسلامية. فالإدارة الأميركية، بعد 5 أو 6 سنوات من اعتبارها إيران"محور الشر"وكلامها على تغيير النظام ? وهي رغبة لا تزال قائمة -، مضطرة الى اقتراح التفاوض. ولعل الأمر بيان عن المسار التطوري لقوة إيران المتعاظمة ولتراجع القوة الأميركية. والأوروبيون يرسلون مبعوثاً خاصاً ليتحدث عن حوافز، ويتخلون عن لهجة التهديد الفوقية السابقة. وعلى هذا، يبدو أن أميركا تحتسب قبول أوروبا، نظراً الى حاجاتها الاستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية، بإيران نووية. وطالبو المفاوضة اليوم تخلوا مرغمين عن سياستهم العدائية الواضحة وتبنوا سياسة العداء المبطن. ولا مفاوضات في سبيل الوصول الى تفاهم، كما تعتقد بعض المحافل السياسية. فالساحة لا تزال ساحة عداء وتراشق. عن محمد إيماني،"كيهان"الإيرانية، 11/6/2006