تجاذب الرئيس السوداني عمر البشير وضيفه الرئيس الاريتري أسياس أفورقي، أمس، الحديث عن"تشفير"بث مباريات كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا مما حرم قطاعاً واسعاً من مواطنيهما من الاستمتاع بها، قبل إجراء محادثات رسمية طوت نحو سبع سنوات من الخصومة بين الخرطوم وأسمرا. وعلم أن البشير وأفورقي ناقشا"بشفافية وصراحة"في محادثات مغلقة في مقر إقامة الأول في الخرطوم القضايا العالقة بين البلدين التي أبطأت التطبيع في العلاقات بين بلديهما، خصوصا المتعلقة بالجوانب الأمنية وملف المعارضة الاريترية في السودان والمعارضة السودانية في اريتريا، ودور أسمرا في حل أزمة شرق السودان خصوصاً أنها ستستضيف مفاوضات بين الخرطوم ومتمردي"جبهة الشرق"الأسبوع المقبل. وقال مسؤول سوداني رفيع المستوى ل"الحياة"ان محادثات البشير وأفورقي درست أيضاً فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ سنوات، موضحاً ان البشير عرض على ضيفه الوساطة بين أسمرا وأديس ابابا، كما طلب منه لعب دور فاعل في اقناع قادة فصائل التمرد في دارفور الذين يناهضون اتفاق السلام الذي وقعته حكومته مع الفصيل الرئيسي للمتمردين الشهر الماضي في أبوجا. كما اجرى الرئيس أفورقي خلال الزيارة لقاءات مع نائبي الرئيس سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه، ومستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي يرأس وفد الحكومة الى المحادثات مع متمردي شرق السودان. وشهدت العلاقات بين السودان واريتريا خلال الأعوام الماضية توتراً كبيراً بسبب اتهامات متبادلة برعاية كل دولة لمعارضي الأخرى. وأرسلت أسمرا سفيرها عيسى أحمد عيسى الى الخرطوم وقدّم أوراق اعتماده للرئيس البشير أخيراً، فيما يُنتظر ان ترسل الخرطوم سفيرها الى أسمرا قريباً. وكان أفورقي زار السودان للمرة الأخيرة في 2001 للمشاركة في قمة رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا"ايغاد"التي استضافتها الخرطوم حينذاك. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن محمود غندور من حركة"مؤتمر البجا"الرئيسية في"جبهة الشرق"قوله إن المفاوضات في أسمرا حول شرق السودان أُرجئت الى يوم الجمعة بانتظار ما ستسفر عنه قمة الخرطوم. وأضاف غندور ان"الرئيس افورقي يزور الخرطوم للتباحث خصوصاً في الوضع في شرق السودان والمفاوضات التي ترعاها اريتريا، وقد تقرر تأجيل المفاوضات لمعرفة ما ستسفر عنه المحادثات مع البشير". وقال غندور ان جبهة الشرق"متفائلة بنجاح المفاوضات إذا كانت الحكومة صادقة في التوصل الى حل للنزاع". وفشلت مبادرات عدة رعتها ليبيا لانهاء المواجهات المتفرقة بين جبهة الشرق والقوات الحكومية في شرق السودان حيث تسيطر الجبهة على شريط محاذ للحدود الاريترية حول مدينة همشكوريب. وشكلت جبهة الشرق السنة الماضية التي تضم"مؤتمر البجا"الذي يمثل أكبر عشائر المنطقة، وعرب الرشيدية، للمطالبة بحكم ذاتي اوسع وتوزيع أفضل للموارد في هذه المنطقة المهمشة والفقيرة. كما تلعب"حركة العدل والمساواة"الناشطة في دارفور، غرب السودان، دوراً في شرق السودان. ولم تدع الحركة الى مفاوضات أسمرا. وهي رفضت توقيع اتفاق السلام حول دارفور في أبوجا في ايار مايو مع"حركة تحرير السودان". وتوجه مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس الإثنين الى ليبيا في زيارة قصيرة لم يعلن عنها سابقا لمناقشة الوضع في الأراضي الفلسطينية والعراق والسودان والصومال.