كشفت السلطات السعودية واليمنية أسماء مواطنيها الثلاثة الذين أعلن الجيش الأميركي أول من أمس عن وفاتهم"انتحاراً"في معتقل غوانتانامو. وأفاد الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في بيان:"تبلغت الجهات المختصة في المملكة وفاة سعوديَّين في معتقل غوانتانامو هما: مانع بن شامان بن تركي الحبردي العتيبي وياسر طلال عبدالله يحيى الزهراني"، مشيراً إلى بدء إجراءات استعادة جثمانيهما. وأكد التركي"اهتمام المملكة العربية السعودية وحرصها على اتخاذ الإجراءات كلها لتسريع استعادة من تبقى من السعوديين في معتقل غوانتانامو". وفي صنعاء، أفادت السلطات اليمنية بأن المواطن اليمني الذي أعلن عن انتحاره في معتقل غوانتانامو يدعى أحمد عبدالله، كان اسمه ضمن لائحة سلمتها الولاياتالمتحدة إلى اليمن مطلع تموز يوليو الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية:"أحد الأشخاص الثلاثة الذين قالت السلطات الأميركية أنهم انتحروا والذي يحمل جواز سفر يمنياً باسم أحمد عبدالله كان رفض مقابلة فريق أمني يمني زار غوانتانامو خلال الفترة الماضية للتحقق من هويات"المعتقلين اليمنيين. في غضون ذلك، شككت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية بالرواية الأميركية التي تحدثت عن انتحار المعتقلَين، لا سيما أن تقارير سابقة أشارت إلى تعرض معتقلي غوانتانامو لتعذيب نفسي وجسدي. وأعلنت سلطات معتقل غوانتانامو أن ثلاثة معتقلين هم: سعوديان ويمني شنقوا أنفسهم في زنزاناتهم صباح السبت، في أولى حالات الانتحار التي تسجل في هذا السجن منذ فتحه في 2002 ورجحت شبكة"سي أن أن"الإخبارية الأميركية أن يكون الثلاثة نسقوا في ما بينهم لتنفيذ عملية الانتحار احتجاجاً على اعتقالهم. "عمل قتالي" وفي وقت يتوقع أن يعزز الحادث الضغوط على الولاياتالمتحدة من جانب مجموعات حقوق الإنسان والعديد من الدول الأوروبية التي تدعو إلى إغلاق غوانتانامو، وصف الجيش الأميركي انتحار المعتقلين الثلاثة بأنه"عمل قتالي"، فيما رأت مجموعات لحقوق الإنسان أنها كانت بسبب اليأس، الأمر الذي استبعده الناطق باسم المعتقل الاميرال هاري هاريس. وقال هاريس:"إنهم لا يحترمون الحياة، سواء كانت حياتنا أو حياتهم، ولا أعتقد بأن ذلك كان نابعاً من اليأس، بل كان عملاً قتالياً غير تقليدي موجهاً ضدنا". وشهد معتقل غوانتانامو عشرات محاولات الانتحار منذ إنشائه قبل أربع سنوات، لكن أي محاولة لم تنجح قبل الآن. وكان الثلاثة في زنزانات منفصلة في المعسكر رقم واحد، وهو القسم الأكثر خضوعاً لإجراءات أمنية. وحاولت فرق طبية عبثاً إنعاش المحتجزين. والمتوفون الثلاثة سبق أن شاركوا من قبل في إضرابات جماعية عن الطعام منذ آب أغسطس الماضي، وأطعموا قسراً من قبل سلطات المعتقل. وأفيد أن الثلاثة تركوا رسائل انتحار، ولكن لم يكشف عن تفاصيلها. "طالبان"تتهم وأعلن الناطق باسم حركة"طالبان"محمد حنيف أن الولاياتالمتحدة قتلت المعتقلين الثلاثة، مؤكداً أن المقاتلين الإسلاميين لا ينتحرون أبداً. وقال:"لا نصدق أنهم انتحروا. المسلم والمجاهد لا ينتحر أبداً. هذا أمر لا يجوز في الشريعة الإسلامية". وزاد:"قتلهم حراسهم، والمجاهد يلتزم بالقتال حتى آخر رمق من حياته". واعتبر أن ثمة فرقاً كبيراً بين الانتحار والعمليات الانتحارية التي تستهدف"الكفار". واشنطن ولندن وأعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن"قلقه العميق"بسبب الحادث. وقال الناطق باسم البيت البيض توني سنو إن بوش"شدد على أهمية معاملة الجثث بإنسانية"والأخذ في الاعتبار ديانتهم. ووصف ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحادث بأنه"مؤسف"، داعياً إلى انتظار نتائج التحقيق. وكان بلير وصف غوانتانامو قبل مدة بأنه"أمر خارج عن المعتاد ويتعين وضع نهاية له". في المقابل، اعتبر وليام غودمان من مركز الحقوق الدستورية الذي يتخذ من نيويورك مقراً له السعوديين واليمني المتوفين"أبطالاً بالنسبة إلى من يؤمن في أبسط القيم الأميركية المبنية على العدل والنزاهة والديموقراطية". وزاد غودمان، الذي تمثل منظمته نحو 300 من المعتقلين، إن الحكومة الأميركية حرمتهم من ذلك. لكن البريطاني شفيق رسول الذي كان معتقلاً في غوانتانامو قال إن انتحار السعوديين واليمني في المعتقل ليس مفاجئاً. وقال رسول الذي أمضى في غوانتانامو سنتين قبل أن يفرج عنه من دون توجيه أي اتهام إليه، لشبكة"سكاي نيوز":"حدثت محاولات انتحار عدة عندما كنت هناك. حدث هذا أمام عيني". وقال:"بصفة أساسية، لم تكن لي أي حقوق خلال فترة السنتين ونصف السنة التي قضيتها هناك"، و"لم يكن لي أي اتصال بالعالم الخارجي ولم تُتح لي الاستعانة بمحامين واتهمت بأنني عضو في تنظيم القاعدة، وقيل لي ما هو أسوأ وأسوأ". وأشار رسول إلى أنه تعرض"للضرب في شكل منتظم والاستجواب والتكبيل في الأرض في أوضاع مجهدة للغاية وكنت أظل على ذلك لساعات وساعات". وكشفت صحيفة"ذي أوبزرفر"أن زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض مانزيس كامبل يخطط لزيارة معتقل غوانتانامو في إطار المساعي التي يبذلها لتثبيت مكانته بعد اهتزازها، نتيجة الانتقادات المتزايدة لأدائه. وأفادت الصحيفة بأن مكتب كامبل يعد حالياً للزيارة التي ستكون الأولى من نوعها لسياسي بريطانيالغوانتانامو. ونسبت الصحيفة إلى نائب من حزب الديموقراطيين الأحرار لم تكشف عن هويته قوله إن الزيارة"سيكون لها تأثير رمزي كبير وستساهم في تعزيز مكانة كامبل وتقوية حزبنا أيضاً".