في وقت تواصل العنف في افغانستان وكان احدث ضحاياه أربعة عمال طرق عثر على جثثهم في منطقة تنشط فيها حركة"طالبان"، قال مسؤولون ان السلطات الأفغانية تدرس توفير الحماية للسكان عبر تشكيل ميليشيات قروية لحراسة الأماكن التي لا تستطيع قوات الأمن الوصول إليها، على رغم نفي الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ذلك. وأكد كارزاي ان تجنيد قبليين يتم ل"تعزيز قوات الامن المحلية". وقال عبد المنان فراهي رئيس قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية الأفغانية ان السلطات لن تكون في حاجة لتسليح أفراد تلك الميليشيات فهم يملكون أسلحة متوارثة، بل"تكتفي الحكومة بتسجيل أسلحتهم وتقدم لهم بعض المزايا". ووصلت أعمال العنف أخيراً إلي ذروتها منذ إطاحة نظام"طالبان"عام 2001. ومع نشر مزيد من قوات حفظ السلام التابعة لحلف الأطلسي بحلول نهاية تموز يوليو المقبل، فان فترة الصيف ستكون مرحلة حرجة. ولكن أي قرار باعتماد قوات أفغانية غير نظامية من شأنه أن يتعارض مع برنامج نزع التسلح الذي يفترض ان ينتهي العام المقبل. وقال فراهي ان الاقتراح سيبحث في الأيام المقبلة مع الأطراف المعنية التي تؤيده او تعارضه. وطبقت هذه الخطوة في ولاية كونار الشرقية حيث شنت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة عملية"أسد الجبل"في وقت سابق هذا العام بهدف القضاء على مقاتلي"طالبان"و"القاعدة". وقال زاهد الله زاهد الناطق باسم حاكم كونار:"تشكلت قوة من الميليشيا القبلية هنا قبل أكثر من عشرة اشهر، وهؤلاء القبليون يعرفون المنطقة أفضل بكثير من رجال الشرطة والجيش الذين يرسلون من أماكن أخرى". ويملك هؤلاء أسلحتهم الخاصة ومعظمها رشاشات"كلاشنيكوف". ولا ترتدي غالبيتهم ثياباً عسكرية، وتدفع لهم وزارة الداخلية نحو 4000 أفغاني 80 دولاراً شهرياً. وفي ولاية هلمند الجنوبية حيث ترابط القوات البريطانية، قال الحاكم السابق شير محمد أخوندزاده انه جند بضع مئات من رجال القبائل. وأضاف:"جمعت 500 شخص وأعمل على تسجيلهم. وتدفع لهم وزارة الداخلية 200 دولار شهرياً". في المقابل، قال محمد فقير الذي كان يقود فصيلاً مؤلفاً من 300 مقاتل في مدينة مزار الشريف الشمالية قبل ان يسلم أسلحته العام الماضي، ان"هذا يظهر ازدواجية المعايير، فهم يجمعون السلاح من الشمال ولكنهم يسلحون الآخرين في الجنوب". وقال مارك ليتي الناطق باسم الحلف الأطلسي في كابول انه لا يعلم شيئاً عن الخطط الرامية لاستخدام قوات أفغانية غير نظامية في المناطق التي لا يمكن أن توفر فيها القوات الدولية الحماية. ولكنه أضاف ان نزع سلاح الجماعات المسلحة غير القانونية متروك للظروف المحلية. وتابع:"لا يمكن ان تكون هناك قوات مسلحة غير نظامية لكن الأمر عملية مرحلية، وما زلنا ملتزمين بضمان استكمال تنفيذ البرنامج بحلول نهاية 2007. ان تنفيذ ذلك رهن بالاوضاع المحلية لجعله فعالاً". والأوضاع في الجنوب والشرق سيئة على حد وصف الأهالي. فمقاتلو"طالبان"و"القاعدة"تسللوا الى مساحات كبيرة في الريف الجنوبي على رغم ان المئات من مقاتليهم قتلوا في الاسابيع الماضية لأسباب أهمها الضربات التي تقودها الولاياتالمتحدة أو الهجمات المضادة باستخدام مجموعات كبيرة من المقاتلين. ويعتبر الخروج من قندهار لمسافة بضعة كيلومترات خطراً. وللتحالف الدولي قوات قوامها 3000 جندي في الجنوب وهذا العدد القليل جزء من المشكلة. ومن بين العوامل الأخرى القيود المفروضة على الجيش الوطني الأفغاني والشرطة. مزيد من القتلى وقال داود احمد الناطق باسم حاكم قندهار أمس، انه عثر على جثث أربعة عمال طرق يعتقد بأن جميعهم أفغان، في حفرة على جانب طريق في منطقة مايواند، مشيراً الى آثار أعيرة نارية على الجثث، وذلك بعد أربعة أيام من خطفهم أثناء عملهم لحساب شركة هندية متخصصة في شق الطرق. واستهدف مقاتلو"طالبان"في السابق موظفين في شركات طرق هندية.