} خيم هدوء أمس على مدينة قندهار بعد ثلاثة أيام من الفوضى في أعقاب استسلام "طالبان" فيها. وتردد أن الحكومة الأفغانية الموقتة تعتزم تجريد المقاتلين فيها من أسلحتهم لضمان استقرارها. وفي المقابل توجهت قافلة عسكرية أميركية الى قندهار تحت غطاء جوي، لم يكشف عن طبيعة مهمتها، وشوهد جندي أميركي على سطح مقر زعيم الحركة ملا عمر. اسلام آباد - أ ف ب، رويترز - ذكرت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية أن دبابات أميركية تساندها طائرات مروحية غادرت معسكراً صحراوياً في ولاية هلمند غرب قندهار جنوبأفغانستان أمس، متوجهة الى مدينة قندهار المعقل السابق لحركة "طالبان". ونقلت الوكالة عن شهود أن نحو 30 دبابة وعربة عسكرية بدأت تغادر المعسكرالذي يختلف عن معسكر "رينو" جنوب قندهار، وشوهدت في مايواند على بعد 70 كيلومترًا غرب قندهار. وترددت انباء عن تمركز مشاة البحرية مارينز في مطار صحراوي قرب المدينة. وقال شاهد، وصل الى بلدة شامان الحدودية الباكستانية، إن "جنديًا أميركيًا شوهد على سطح المقر السابق لزعيم طالبان ملا محمد عمر". وقال الكابتن ستيوارت اوبتون الناطق باسم المارينز للصحافيين: "ما شهدتموه هو تحريك مشاة البحرية ومعدات الى الشمال... اقرب الى قندهار لسد المسالك والمنافذ المحتملة .وسنواصل اجراء عمليات حول قندهار دعما لقوات المعارضة. ما زلنا نبحث عن القاعدة.. واي افراد من طالبان ما زالوا يحملون اسلحتهم سيموتون". واضاف ان مشاة البحرية لن يدخلوا الى قندهار. ويذكر أن "طالبان" سلمت قندهار الجمعة الماضي بعد حصار نفذه مقاتلون قبليون تدعمهم غارات جوية أميركية. واستقر الوضع تقريبًا في قندهار التي كانت فريسة للنهب والفوضى منذ أن تولى إدارتها الزعماء الباشتون المحليون. وقال قائد أركان الجيوش الاميركية ريتشارد مايرز إن قندهار لا تزال تسودها الفوضى "والامر يتطلب أياما حتى تنجلي الامور". لكن المدينة الآن أهدأ بعدما حسم الزعماء القبليون خلافاتهم من اجل السيطرة عليها. وقال شهود عيان إن معظم المتاجر في المدينة مغلقة خشية تعرضها للنهب. وأضافوا أنهم سمعوا أصوات عيارات نارية بشكل متفرق. وكان رئيس الحكومة الموقتة في كابول حامد كارزاي، أعلن أن الهدوء عاد الى قندهار بعد حل الخلافات بين حاكمها السابق غول آغا وملا نقيب الله، القائد السابق للفيلق الثاني للجيش المتمركز في المدينة، واللذين كانا يتنازعان السيطرة عليها. واتُفق على أن يتولى غول آغا الشؤون الامنية والادارية، وسيواصل مهمته حتى تعيين إدارة حقيقية في أفغانستان. وسيعاونه نقيب الله إذا دعت الحاجة. ونقل قريب الى كارزاي أمس أن الاخير يعتزم تجريد فصائل القبائل في قندهار من أسلحتها، ما ان يتولى السلطة في كابول في 22 الشهر الجاري. وأضاف أن أفضل وسيلة لفرض الاستقرار في البلاد هي نزع سلاح المقاتلين. الى ذلك، سلمت "طالبان" أول من أمس ولاية زابول جنوبأفغانستان رسميًا الى زعماء قبليين وقادة محليين بعد التفاوض على الاستسلام، وفق ما أفادت "وكالة الانباء الاسلامية" التي أشارت الى أن قائدي الحركة في الولاية ملا عبد السلام روقاتي وملا سيد محمد حقاني سلما السلطة فيها الى حميد الله توخي ومجموعة من الزعماء القبليين والقادة المحليين.