قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إنه بحث مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس الحوار الوطني اللبناني والمقررات التي توصل اليها المتحاورون، وإنه اطلع مبارك على سير هذا الحوار. وأضاف ان اللقاء تناول ايضاً العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية والأزمة التي تشتد وتنذر بعواقب خطيرة بين الفلسطينيين اضافة الى الملف العراقي وضرورة العمل بجدية للحفاظ على وحدة العراق وعروبته وتأمين سلامته، مؤكداً أن"مصر أم العرب وأكبر دولة عربية ولنا حق وعليها واجب في ان تساعد في هذه الامور وشاءت الأقدار ان يكون على أكتافها الحمل الكبير الذي يكاد ينسينا الصراع مع اسرائيل". وأكد ان مبارك كان"متفهما وإيجابياً". وكان بري يتحدث إثر لقائه مبارك الذي طال أكثر من الوقت المحدد، صباح أمس. وحول سلاح المقاومة اللبنانية، قال بري:"ان الحوار الوطني اللبناني هو أول حوار يجرى في تاريخ لبنان وينطلق من اللبنانيين بمعنى انه ليس بإيعاز من أحد أو بوصاية أحد، ووضع على جدول اعمال هذا الحوار 12 بنداً واستطاع المتحاورون ان يجمعوا على 10 بنود وبقي البند الاخير الذي ما زال محل نقاش والذي أحب ان أسميه دائماً"سلاح العدوان"وليس سلاح المقاومة لأن المقاومة كانت نتيجة للعدوان الاسرائيلي على لبنان وليس العكس". وأوضح انه"في ما يتعلق بهذا البند عقد المتحاورون جلستين وستعقد الجلسة الثالثة في 29 الشهر الجاري لاستكمال البحث"، معرباً عن تفاؤله لاجتماع اللبنانيين حول هذا الموضوع،"فلا يعقل أن نطالب الاشقاء والأصدقاء بالاجتماع في قراراتنا ولا نستطيع نحن ان نأخذ موقفاً في ما يتعلق بالأعداء". وعما يتردد عن مبادرة عربية جديدة في شأن الملف السوري - اللبناني، قال بري:"ان هذه المبادرة او المساعدة العربية لا تتعلق بالحوار ولكنها خاصة بتنفيذ ما يصدر عن الحوار من مقررات لأن العبرة في التنفيذ". وأكد أن"محادثاته مع الرئيس مبارك تأتي من الرغبة اللبنانية في التشاور مع مصر للاستفادة من خبراتها وتوجيهات الرئيس مبارك، كما ان الهدف الحقيقي من زيارتي للقاهرة هو الرغبة في وساطة عربية تتحرك في سبيل تنفيذ المقررات". وعن أسلوب تنفيذ المبادرة العربية، قال بري إن"هذا الأمر يعود لما تقرره مصر ورئاسة مصر". وسئل في شأن ما سبق ان أعلنه خلال زيارته الأخيرة لسورية من ان ابواب سورية مفتوحة لأي لبناني وعن سبب طلبه لمساعدة عربية فقال:"ان سبب التأخير ليس سورية، ولكنه يرجع الى عوامل اولاً لبنانية وبعد ذلك سورية والأبواب ما زالت مشرّعة". وأكد ان هناك بنوداً"تم الاتفاق عليها في الحوار الوطني اللبناني تتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية بينها العلاقات الايجابية والجيدة والديبلوماسية وترسيم الحدود في ما يتعلق ب"البقاع"والشمال والجنوب، اضافة الى الملف الفلسطيني - الفلسطيني الذي يعد في منتهى الخطورة، خصوصاً اذا ما حدث صراع بين الفلسطينيين انفسهم وهذا الامر ينعكس كثيراً على الساحة اللبنانية"، مشيراً الى ان على"فتح"أن تساعد"حماس"على انتصارها كما ان على"حماس"ان تساعد"فتح"على هزيمتها في الانتخابات وعلى العرب والمسلمين، خصوصاً مصر، ان تساعد الفلسطينيين للخروج من السجن الاسرائيلي وهذا الأمر ينعكس على لبنان ومقررات الحوار الوطني، اضافة الى الموضوع العراقي، كل هذه المواضيع تشكل سبباً لهذه الزيارة التاريخية وغيرها من تحركات في سبيل تحقيق هذه المطالب". وعما اذا كان الرئيس مبارك وعد بشيء قال بري انه لقي تجاوباً كبيراً من الرئيس مبارك"ولا أريد ان أعد بشيء لا أملكه وحدي". من جانبه صرح رئيس مجلس الشعب البرلمان المصري الدكتور أحمد فتحي سرور الذي حضر اللقاء، بأن بري"حرص على ان يطلع الرئيس مبارك على تطورات الاوضاع على الساحة اللبنانية وانه حريص على التشاور مع الرئيس مبارك لاطلاعه على آخر المستجدات والحصول على مشورته". وكان بري اجتمع مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وصرح عقب اللقاء بأنه كان"بمثابة جولة حول الأمور على الساحة اللبنانية والعلاقات بين لبنان وسورية التي جرى التركيز عليها". وأكد أن"الاشقاء في مصر قلقون مما يجري ويعيشون هذا الهم"، موضحاً ان الخارجية المصرية"ستسعى بديبلوماسيتها المعروفة لتحسين هذه الأوضاع وإزالة التشنجات". وقال ان اللقاء كان مناسبة ايضاً للتطرق الى أمور اأخرى تتعلق - خصوصاً - بالشأن الفلسطيني، والصراع القائم حالياً، مبدياً خشيته من"ان يتحوّل الى حرب باردة، وأكثر من ذلك، والتي تعادل النكبة 1948". وطالب بري بتكاتف الجميع لازالتها. ورداً على سؤال حول ما اذا كان نزع سلاح المقاومة هو احد المعوقات الرئيسية للحوار اللبناني - اللبناني، قال بري:"إن سلاح المقاومة في لبنان هو نقطة التقاء وليس نقطة افتراق وفي هذا الموضوع ليس هناك 14 آذار و8 آذار. زاوجنا هذا الأمر وان شاء يكون زواجاً مارونياً لا طلاق فيه"، مشيراً الى ان"الذي يُبحث هو كيفية إيجاد استراتيجية دفاعية عن لبنان يكون فيها الجيش والشعب والمقاومة يداً واحدة". والتقى بري الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وبحث معه المواضيع نفسها. وأكد موسى عقب اللقاء رداً على سؤال حول استعداد الجامعة للقيام بدور الوساطة بين سورية ولبنان، أن الجامعة"على اتم الاستعداد لبذل كل المساعي الممكنة لخدمة هذا الملف، وهذا أمر مبتوت، وكل ما يهمنا هو ان تكون العلاقة السورية - اللبنانية مثالية وهناك أسس لتكون علاقة متميزة كما كانت منذ عقود والجهود العربية ستستمر وستستأنف بقوة في الوقت المناسب. وأكد موسى أنه مستعد لزيارة سورية او لبنان في الوقت المناسب". وذكر أن الاوضاع على الساحة الفلسطينية كانت محور النقاش،"وأبدينا انزعاجنا الشديد لما يجري على الساحة الفلسطينية من صدام فلسطيني - فلسطيني". من جانبه صرح بري بأنه تمنى على الأمين العام للجامعة العربية ان ترعى الجامعة وفي مقرها اجتماعاً بين"فتح"وپ"حماس"لأن مثل هذا الامر"يعود بالفائدة على الأمة العربية وعلى لبنان وعلى تطبيق بنود الحوار اللبناني الذي اتفقنا عليه في لبنان".