عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    مبادرات نسائية    ماذا فعلت القمة الكبرى؟    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    مراكش أسرار الأسوار    لماذا فاز ترمب؟    علاقات حسن الجوار    الحل سعودي.. لحل الدولتين    الجياد السعودية تتألق في جولة الرياض في بطولة الجياد العربية    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    عاد هيرفي رينارد    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    NHC تعزز وجهاتها العمرانية ب 23 مركزًا مجتمعياً بقيمة تتجاوز نصف مليار ريال    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    إطلاق 3 مشاريع لوجستية نوعية في جدة والدمام والمدينة المنورة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    تبرعات السعوديين للحملة السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 701 مليون ريال    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    حلا الترك وأليكس يخوضان مغامرة شيقة في عالم خيالي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43736 شهيدًا    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    انعقاد المؤتمر الصحفي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للخماسي الحديث    ا"هيئة الإحصاء": معدل التضخم في المملكة يصل إلى 1.9 % في أكتوبر 2024    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    عصابات النسَّابة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    استعادة التنوع الأحيائي    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    أجواء شتوية    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    الذاكرة.. وحاسة الشم    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار اللبناني يثمر توافقاً على السلاح الفلسطيني والمزارع والعلاقة بسورية ... والمقاومة والرئاسة إلى الأربعاء بعد إجماع على وجود "أزمة حكم"
نشر في الحياة يوم 15 - 03 - 2006

تصاعد الدخان الابيض من قاعة الحوار في البرلمان اللبناني بعد أربع ساعات و20 دقيقة من النقاش المتواصل وبعد 12 جلسة امتدت من الثاني من آذار مارس الجاري وفي شكل متقطع حتى الامس، وتركز"الإجماع"وپ"التوافق"بين الاقطاب السياسيين على ثلاثة محاور:
الاول يتعلق بالسلاح الفلسطيني والثاني بالعلاقات اللبنانية ? السورية والثالث بلبنانية مزارع شبعا. وأرجئ الحوار الى الاربعاء المقبل لاستكماله حول بندين: رئاسة الجمهورية بعد إجماع على وجود"أزمة حكم"وبند سلاح المقاومة.
في الرابع عشر من آذار انتظر اللبنانيون ما سيصدر عن المتحاورين، فلم ينزلوا الى الشارع كما فعلوا قبل سنة في احتجاج وصف يومها بپ"انتفاضة الأرز"وطال الانتظار حتى الثالثة والثلث بعد الظهر وعلق بعضهم بالقول ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري نجح في"تمرير"ذكرى 8 آذار و14 آذار من خلال الحوار.
وكان اول المغادرين للجلسة وهي الأطول الوزير بيار الجميل الذي تحدث عن تأجيل حتى الاثنين المقبل، ما زاد في التكهنات عما آلت اليه المناقشات التي سبقها يوم من الايجابية، الى حين حسم الامر مع خروج رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط يرافقه الوزير مروان حمادة والنائب اكرم شهيب ورسم الجميع ابتسامة رضا وان كانت ابتسامة جنبلاط مشوبة بعتب مبطن ترجمه في تصريح مقتضب قاله امام الكاميرات:"اللغة العربية غنية جداً، فمن الترسيم الى التحديد، لكن غنية ومفيدة، اليوم كانت جلسة مفيدة، انتقلنا من الترسيم الى التحديد، فاتفقنا على موضوع اساسي، وان شاء الله يُوفق السنيورة في الشام".
قال جنبلاط جملته ومشى، ولم يرد على أي سؤال، لكن ما قاله كان كافياً للاشارة الى حلحلة ما حصلت. وتبعه الرئيس أمين الجميّل الذي دخل قاعة الاجتماعات متحدثاً عن"أمور جيدة سيعلمكم بها الرئيس نبيه بري"، وموضحاً ان التأجيل هو حتى الاربعاء وليس كما قال نجله الى الاثنين بسبب سفر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الاثنين الى بروكسيل للمشاركة في اجتماع اقتصادي تحضيري لپ"بيروت ?1"والثلثاء الى لندن للقاء نظيره البريطاني توني بلير.
بنود الاتفاق
وعقد الرئيس بري في الثالثة والنصف مؤتمراً صحافياً في قاعة البرلمان شرح فيه البنود التي تم الاتفاق عليها، مشدداً على عبارة"بالاجماع والتوافق"، وحضر المؤتمر النائب الحريري والدكتور جعجع.
وقال بري:"تعلمون انه وفي الثاني من آذار مارس في بداية الحوار انتهى ذلك اليوم باعلان ان المتحاورين اجمعوا على موضوع الحقيقة ومتفرعاتها في ما يخص جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبالتالي أقر موضوع لجنة التحقيق الدولية، موضوع المحكمة الدولية وموضوع توسيع مهمة لجنة التحقيق، بعد ذلك وعلى مدى ايام عدة، بينها بالأمس واليوم، توصل المتحاورون الى إجماع وتوافق تام على مواضيع عدة ايضاً لا تقل اهمية في ما يتعلق بالموضوع الوطني عما سبق وأقر".
وأضاف:"على الموضوع الفلسطيني، اتفق المتحاورون انه انطلاقاً من وثيقة الوفاق الوطني اتفاق الطائف وما نصت عليه تحت عنوان"بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية والتزاماً بمضمونها وبعد التأكيد على ضرورة احترام الفلسطيني لسلطة الدولة والالتزام بقوانينها وعلى رفض التوطين ودعم حق العودة للأخوة الفلسطينيين، اتفق المجتمعون على الآتي:
1- حث الحكومة اللبنانية على متابعة جهودها في معالجة الشؤون الحياتية والاجتماعية والانسانية بالنسبة الى الفلسطينيين داخل المخيمات، والفلسطينيين المقيمين خارجها في لبنان، مع ما يقتضيه ذلك من تسهيلات قانونية ومتابعة جادة لدى المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته لتأمين العيش اللائق والكريم للفلسطينيين الى حين عودتهم الى ديارهم.
2- بناء على قرار مجلس الوزراء في موضوع معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والالتزام به لجهة انهاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة مدتها ستة اشهر ومعالجة قضية السلاح داخل المخيمات مع التأكيد على مسؤولية والتزام الدولة اللبنانية بحماية المخيمات الفلسطينية من أي اعتداء، والتزام المجتمعين بالعمل الجدي لتنفيذ ما ورد اعلاه ودعم جهود الحكومة للتوصل الى ذلك ومن طريق الحوار.
3- اعتبار ان الفقرة الواردة في مقدمة الدستور لجهة ان لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين هي جزء من ميثاق العيش المشترك الذي نصت الفقرة ي من الدستور ان لا شرعية لأي سلطة تناقضها".
وفي موضوع العلاقات السورية ? اللبنانية، قال بري:"انطلاقاً مما ورد في مقدمة الدستور لجهة ان لبنان الوطن السيد الحر المستقل عربي الهوية والانتماء وما تكرس في وثيقة الوفاق الوطني الطائف لجهة العلاقات المميزة التي تقوم بينه وبين سورية والتي تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والمصالح الاخوية المشتركة وبعد التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون بين البلدين في شتى المجالات ما يحقق مصلحتهما في اطار سيادة واستقلال كل منهما، اتفق المجتمعون على ان تنمية هذه الروابط تقتضي ارساءها على قواعد ثابتة وواضحة تؤدي الى تصحيح ما شاب هذه العلاقات من خلل، وذلك:
1- بعدم جعل سورية مصدر تهديد لأمن لبنان او جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سورية، وسلامة مواطنيهما بأي حال من الاحوال، ومن اجل ذلك يقتضي ضبط الحدود بينهما من الجانبين ودعوة الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك من جهتها.
2- بتكريس قاعدة عدم تدخل أي من الدولتين في شؤون الدولة الاخرى الداخلية.
3- إقامة علاقة ندية بين الدولتين مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين تتجسد في اقرب وقت ممكن بانشاء علاقات ديبلوماسية بين سورية ولبنان وعلى مستوى السفارات.
4- تفعيل ودعم اللجنة المشتركة بين البلدين لمتابعة انهاء ملف المفقودين والمعتقلين في البلدين في السرعة الممكنة".
وعلى صعيد ما يتعلق بمزارع شبعا، قال بري:"ان المتحاورين اجمعوا على لبنانية مزارع شبعا وأكدوا دعمهم للحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المعتمدة والمقبولة لدى الامم المتحدة".
ولفت بري الى"ان نقاشاً جرى ولكن لا يزال ايضاً في حاجة الى استكمال، في موضوع رئاسة الجمهورية وأجمع المتحاورون على وجوب مناقشة الموضوع لمعالجة ازمة الحكم القائمة في البلد، وكذلك في ما يتعلق بسلاح المقاومة لا يزال هذا الامر قيد النقاش ولذلك ولأجل امور اخرى لا تزال في حاجة الى علاج ارجئت الجلسة الى الاربعاء المقبل 22 الجاري".
بري: جنبلاط يحمل كل خير
وفي رده على الاسئلة، قال عن تعليق جنبلاط بتمنيه التوفيق لرئيس الحكومة في الشام:"دائماً الاستاذ وليد جنبلاط لا يحمل إلا الخير للرئيس فؤاد السنيورة".
وعن آلية تطبيق البنود، قال بري:"عليكم بترقبنا لرؤيتنا كيف نعمل، لأن هناك اصراراً من قبل كل المتحاورين بل اجماعاً منهم على متابعة هذه القضايا كي لا تكون مجرد كلام. يعني كل واحد منا في ميدانه سيعمل على المساعدة".
وسئل عن المهلة لتسليم السلاح داخل المخيمات وقضية ترسيم الحدود، فرد:"ان الاجوبة واردة في ما قلناه". وعن حق التملك بالنسبة الى الفلسطينيين وعما اذا كان ضبط الحدود بين لبنان وسورية يعني انشاء لجنة أمنية مشتركة، اكتفى بري بالقول:"لا يعني سوى ما قرأتِه والموجود في البنود".
وعما اذا كان عدم البت بأمور اساسية اخرى يؤدي الى المماطلة رد بري على سائله:"الله لا يسامحك"، ثم قال:"اذا كان الموضوع الفلسطيني، ومزارع شبعا والمواضيع المتعلقة بالعلاقات بين لبنان وسورية من المواضيع السهلة فما هي المواضيع الصعبة؟".
وعما يعني بكلمة"تحديد"مزارع شبعا وتلال كفرشوبا قال بري:"ليس القصد استخدام كلمات وانما كنا نبحث عما يمكن ان يعطي الغاية التي يجب ان تتحقق في ما يتعلق بلبنانية مزارع شبعا وتثبيتها". وأكد ان هناك اجماعاً على مسألة دعم الحكومة اللبنانية لتثبيت لبنانية المزارع، وقال:"حق المقاومة حق مشروع دائماً".
ولفت الى"ان الامور التي تم التوصل اليها نوقشت بمنتهى الصراحة، وبقية الامور لا يزال الحوار قائماً حولها".
وعما اذا كان ثمة رابط بين موضوعي"ازمة الحكم"وپ"سلاح المقاومة"اللذين لم يتم التوصل الى اتفاق في شأنهما بعد قال بري:"ابداً، وها هو موضوع مزارع شبعا، بتتنا به من دون أي رابط".
ونفى أي ربط بين تأجيل جلسات الحوار وبين تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري القاضي سيرج براميرتز لتقريره الى الامم المتحدة، وقال:"لا علاقة للأمر ولم يأت احد على ذكره، موضوع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري مستقلة عن كل هذه الامور التي تحدثنا عنها".
وأشار الى"ان ملف لبنان عن لبنانية مزارع شبعا اصبح جاهزاً عند الرئيس السنيورة وعليه ان يذهب الى الامم المتحدة لتقديم هذا الطلب وفي ضوء ذلك يرى ما هي الاجراءات التي يجب ان تتم والاتصالات المطلوبة لتأمين هذا الامر".
وعما اذا كان تأجيل البحث في مسألة رئاسة الجمهورية مرتبطاً بالاتفاق على البديل رد بري:"لا، لم نتحدث بهذه اللغة ابداً".
وكرر"ان خيار المقاومة باق حتى يتحرر آخر شبر ارض من لبنان، وهذا الامر هو وسيلة ضغط".
سعد الحريري
وعقب المؤتمر الصحافي لبري، تحدث النائب الحريري الى الصحافيين في بهو المجلس فقال:"جئنا الى هذا الحوار بكل جدّية ونية صافية بأن نحكي بكل المواضيع بكل وضوح ومثلما وعدناكم ورأيتم الرئيس نبيه بري وما قاله عن الامور التي صار اتفاق عليها، وهي كانت خلافية بالنسبة الينا، ولم نفكر بلحظة من اللحظات ان نتمكن من الاتفاق حولها. إذن، الحوار جدي وفعلاً وصلنا الى نقاط، وعرفنا انفسنا اننا كلبنانيين اذا جلسنا الى طاولة واحدة وتحدثنا بكل جدية نستطيع حل هذه الامور مع بعضنا بعضاً، وان شاء الله سترون ان النقاط الباقية سنصل الى حلول لها كلبنانيين لوحدنا على طاولة واحدة لأن كان ممنوعاً علينا في السابق ان نتحاور مع بعضنا كلبنانيين".
وحين سئل الحريري عمن تنازل للآخر في رأيه، قال:"لبنان هو الذي ربح اليوم. اليوم بالنسبة اليّ، اللبنانيون جلسوا مع بعضهم بعضاً وكان كل واحد لديه وجهة نظر ووضعها على الطاولة وفي النهاية ما جرى اليوم فعلياً، في موضوع الشأن الفلسطيني، أو موضوع مزارع شبعا أو موضوع رئاسة الجمهورية وموضوع العلاقات بين لبنان وسورية، كان لمصلحة لبنان. لم يساوم أحد على مصلحة لبنان".
وقيل له ان كل ما تم التفاهم عليه هو مهلة الستة اشهر بالنسبة الى موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات فقال:"كانت هناك مرحلة مرّت بالبلد وكنا متوافقين في بيان مجلس الوزراء. وكان هناك أفرقاء خارج مجلس الوزراء، اليوم بالاجماع اتفقنا على هذا الكلام ولا تنسوا انه حتى في مرحلة مجلس الوزراء كان هناك عدم جدية بالقيام بهذه الاعمال، واليوم بحوار وطني كلنا أجمعنا على دعم الحكومة. هذه أهمية ما حصل اليوم. كان هناك خلاف جذري خلال الاشهر الثلاثة الماضية، واستطعنا حول الطاولة ان نتحدث بموضوعية ونأخذ قرارات".
وعما اذا كان يؤيد استمرار المقاومة لتحرير مزارع شبعا قال الحريري:"ما يهمني اليوم ان يكون هناك اجماع على النقاط المطروحة، اذا كانت هناك مجموعة داعمة للمقاومة او مجموعة داعمة لعدم قيام علاقات بين لبنان وسورية، عندما يكون هناك اجماع تكون هناك كلمة واحدة وقرار واحد لشعب واحد، وهذه هي الاهمية".
وعن الضمانات لتنفيذ ما اتفق عليه قال الحريري:"يعني كل هذا الشيب الموجود في الغرفة وهذا العمر، أليس هو الضمانة؟ لم يحصل في لبنان ان جلست القيادات السياسية لممثلي الشعب في غرفة واحدة واتفقت، الضمانة لذلك، هو ان هذه القيادات السياسية اتفقت وأجمعت ومن دون خلاف".
ورأى"ان ما تم الاتفاق عليه يعني كلمة واحدة الى الحكومة اللبنانية بأن هذا ما اتفقنا عليه وما نريده ومعكم الى الآخر".
وعن ذكرى 14 آذار قال الحريري:"في 14 آذار من العام الماضي كان الشعب اللبناني يأمل باجماع على لبنان الواحد ولبنان أولاً، وفي رأيي اننا اليوم في طريقنا الى لبنان أولاً وفي طريقنا الى قرار واحد لبناني كي ننقل لبنان من مرحلة نحن فيها الى مرحلة أخرى".
جعجع
واستغرب جعجع اسئلة الصحافيين عن التنازل عن الشعارات"لأننا عندما نكون في عملية حوارية لا نعود الى طرح الأمور بهذا الشكل".
وحين قيل له"هل يعني ان الساحات توحدت؟". رد:"لا، لم تتوحد بعد". وقال:"مشكلة مزارع شبعا لا تتعلق بما اذا كان أهاليها لديهم صك ملكية أم لا، انما بأن السيادة فيها غير مسجلة سيادة لبنانية، ومن هذا المنطلق اتفقنا على ان الحكومة تكلف، وندعمها وتقوم بكل ما يلزم لتثبيت السيادة اللبنانية على هذه المزارع".
وعن كلام النائب بطرس حرب قبل يومين عن أن التحرك من الجانب اللبناني لتثبيت لبنانية المزارع قد يأخذ وقتاً طويلاً وانه غير مضمون، رد جعجع:"كان يتحدث عن آلية اخرى الآن اتفقنا على ان الحكومة تتبع طريقتها التي تعرفها".
وقال ان الحوار حتى الآن"جيد، ومن كان يقول ان قد نصل الى قواسم مشتركة، لا أحد يقول ان كل مشكلات لبنان حلت، انما حصل تقدم. وهذا مقدمة لمسيرة اطول".
ورأى انه"يكفي حصول توافق على ما تم التوصل اليه حتى الآن".
وسئل عما اذا كانت قوى 14 آذار ستصر على موقفها بإسقاط رئيس الجمهورية في حال لم يتم التوافق على هذا البند فقال:"مئة في المئة، لكن ما أراه حتى الآن ان الأمل كبير بأن كما حُل الجزء الأكبر حتى الآن، ان يحل الباقي على طاولة الحوار".
ولفت الى استكمال الحوار"لن يكون كما كنا نفكر، ان نعقد جلسات ونعود الى منازلنا، لا، الحوار سيتواصل كحلقة مستمرة، نجتمع، نتفق على شيء، نغادر لنرى ما يطبق منه ثم نلتقي من جديد، الأسبوع الفائت هذا ما حصل وهذا الأسبوع مثله والأسبوع المقبل ايضاً، نحن متفقون على ان بدل إبقاء الامور مفتوحة شمالاً ويميناً، في الشارع، وفي تعابير لا تخدم احداً، تصبح مطروحة على الطاولة، ونتفق على ما يمكننا الاتفاق عليه، وما لا نتمكن من الاتفاق عليه، نؤجله يوماً أو يومين أو ثلاثة أو خمسة ايام ونباشر الحوار من جديد".
وقال:"الطرح تغير الآن. لم تعد قصة مؤتمر كما كنا نعرفها. الآن صار المؤتمر مستمراً ، في شكل متقطع لنترك مجالاً لحلحلة الامور التي لا تحل"، مشيراً الى"ان تحضيرات تجرى خارج الطاولة من اجل القرارات والحوارات". وعما اذا كان موضوع رئاسة الجمهورية سيتم خارج طاولة الحوار قال جعجع:"اذا اراد الله".
وعن مسألة بقاء مشروعية المقاومة كما قال بري قال جعجع:"هذه المسألة للجلسة المقبلة، والرئيس بري قال أشياء اخرى". ورأى ان الكلام عن وجود أزمة حكم"واضح ولا تزال هناك الخطوة الاخيرة".
وأكد ان"لا حاجة لإقناع جنبلاط بلبنانية مزارع شبعا لأنه أصلاً كان مقتنعاً بذلك، ولم يكن هذا ما يتحدث عنه، كان يقول ان السيادة اللبنانية غير قائمة الآن على هذه المزارع. والأمم المتحدة تقول ان السيادة ليست للبنان عليها الآن، وهذه هي نقطة البحث". وقيل له"إسرائيل تحتلها الآن وفي حال أثبتم لبنانيتها هل تؤيد خيار المقاومة لتحريرها؟". فأجاب:"هذا أقوله على طاولة الحوار فهذا هو موضوعه، هذا الموضوع ترك للأسبوع المقبل"، وقيل له:"هل تؤيد المقاومة لتحريرها؟". فرد قائلاً:"انا أؤيد تحريرها بأي طريقة متوافرة خصوصاً بالطرق الأسهل". وصحيح ان في العام 2000 حسمت المقاومة التحرير وليست الديبلوماسية، لكن إن الديبلوماسية لم تتمكن من القيام بشيء نصبح مضطرين الى الرجوع الى المقاومة. وسئل لكن تفضل الطرق الديبلوماسية فقال:"طبعاً على طول هيك".
وعما تغير من انطباعات بعد لقائه السيد نصرالله على مدى 12 جلسة. قال:"فوجئت إيجاباً به، يأخذ ويعطي ولا شيء مغلقاً عنده، هذه صفة مهمة جداً عند أي رجل سياسي". وأكد"ان لا شيء يمنع من لقائه".
ورأى ان ما تم التوصل إليه هو من منطلق"ان السياسة هي فن الممكن، الواحد يقوم بما يقدر عليه، وما جرى حتى الآن، ليس تسويفاً ولا تأجيلاً، مجرد جلوس كل الفرقاء الى الطاولة هو بحد ذاته إيجابية".
وأكد ان"بعض الامور قد يكون وارداً في البيان الوزاري مما تم الاتفاق عليه، إلا ان بعض الفرقاء كان لديه تفسيرات مختلفة له اما الآن فالأمر اختلف".
وقال:"لا يظن أحد اننا شلنا الزير من البئر، انما عملنا خطوة الى الأمام".
وأكد"ان لا شيء مغلقاً في الطروحات"، واعتبر ان الضمانة لتنفيذ ما اتفق عليه هو"إجماع كل الفرقاء على ضرورة تنفيذه". وإذا واجهت العراقيل التنفيذ قال:"نعاود التجربة من جديد"، وعن مسألة رئاسة الجمهورية قال"صرنا في آخر مرحلة".
وحين سئل عن إمكان اللجوء الى الشارع من جديد، قال:"ممكن في حال".
ورأى ان هناك اختلافاً في ما تم الاتفاق عليه وما ورد في ورقة التفاهم بين"حزب الله"و"التيار الوطني الحر". وقال:"الموضوع الرئيس بعد لم نتطرق اليه أي موضوع سلاح المقاومة".
وحين سئل أن في حال لم تتم اتفاقات على كل البنود المطروحة ما هو مصير البنود التي اتفق عليها؟ قال:"قد يجمد بعضها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.