اعلن"الحزب الاسلامي"معارضته للعمليات العسكرية في محافظة الأنبار غرب بغداد بحجة"مكافحة الارهاب"مطالباً بايجاد خطط جديدة لتجنب الحاق الضرر بالابرياء، وأعرب نازحون من الرمادي عن خشيتهم من شن القوات الأميركية هجوماً واسعاً على مدينتهم بعد مطالبتها السكان باخلائها ما أشاع جواً من الرعب بين الاهالي اثر اشتباكات عنيفة اندلعت الجمعة بين المسلحين والقوات الأميركية. وحذر"الحزب الاسلامي"في بيان من الاستعدادات العسكرية لاجتياح الأنبار لأن"العمليات العسكرية ستأخذ المنحى الخاطئ نفسه الذي اعتمد في السابق والمبني على قاعدة العقاب الجماعي للناس لينال الأبرياء أكبر الضرر". وأضاف:"لم يعد مقبولاً على الإطلاق الخيار العسكري ولا يمكن السكوت عنه أيّاً كانت الذرائع والمبررات لكونه أثبت فشلا في السابق ناهيك عن النتائج الكارثية المدمرة التي حولت مدناً ناشطة نابضة بالحياة إلى خرائب وأطلال". وذكر انه"من غير المقبول المضي بالخطط الأمنية السابقة، ولا بد من التريث ليتسنى للحكومة الوليدة والهيئة السياسية للأمن الوطني درس الوضع الأمني عن كثب للخروج باستراتيجية أمنية جديدة تعتمد محاور اقتصادية وسياسية وإعلامية بدل من اعتماد القوة المفرطة والتي ساهمت من قبل في تأزم الوضع الأمني والتحريض على العنف". وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن وجود"خطط امنية على المستوى القريب وخطط امنية على المستوى البعيد لمواجهة وكسر شوكة الارهابيين وفرض الامن في البلد". وكان اللواء عبد العزيز محمد، مدير غرفة عمليات وزارة الدفاع، أعلن الثلثاء ان"هناك تزايداً في العمليات الارهابية في محافظة الانبار وهناك اجراءات كفيلة للحد منها"من دون الاشارة لمزيد من التفاصيل. كما كشف قائد قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية اللواء رشيد فليح عن خطة أمنية سيتم تنفيذها في مناطق متفرقة في العراق خلال ايام لمطاردة واعتقال عدد كبير من عناصر تنظيم"القاعدة". الى ذلك، أعلنت"هيئة علماء المسلمين"في بيان ان القوات الاميركية مدعومة بعشرات الآليات ومئات الجنود تساندها الطائرات المقاتلة والمروحية اقتحمت عصر الجمعة مدينة الرمادي واشتبكت مع مسلحين في احياء الملعب والضباط ما اسفر عن تدمير اربع آليات وسقوط عدد من الجنود الاميركيين بين قتيل وجريح. وذكر مواطنون في المدينة ان القوات الأميريكية اعتقلت نحو 50 شخصاً. لكن نصير العاني المسؤول في"الحزب الاسلامي"قلل من أهمية هذه الاشتباكات، واشار الى انها"عمليات عسكرية محددة"وان"الهجوم الذي تتكلم عنه قوات الاحتلال والحكومة لم يبدأ بعد". وقال النقيب في شرطة الأنبار تحسين الدليمي ان الطائرات الحربية الاميركية"كثفت قصفها لمنازل مواطنين في احياء في المدينة في اليومين الماضيين، خصوصاً في مناطق الملعب والصناعي وشارع 20 والمعتصم والعزيزية". وأكد الدليمي ان"الجيش الأميركي طالب الاهالي بالخروج من المدينة، محذراً من شن هجوم عنيف على المدينة في اقرب وقت". وقال الدكتور عمر الراوي من مستشفى الرمادي ان"المستشفى استقبل خمسة جرحى جراء الاشتباكات". وقال محمد احمد العلواني عضو المجلس البلدي في الرمادي"ان محاولات جارية من جانب محافظ الانبار مأمون رشيد والمجلس البلدي ومجلس شيوخ عشائر المدينة للحديث مع قادة القوات الاميركية في المدينة لايجاد حل للمشكلة والحيلولة دون شن هجوم عسكري عليها". ومع استمرار التهديدات الحكومية وتصاعد وتيرة استعدادات القوات المتعددة الجنسية حول الرمادي لشن هجوم مرتقب بدأت عشرات العائلات بالنزوح من الرمادي باتجاه البلدات والقرى القريبة، ووصل نحو 200 عائلة الى منطقة هيت 60 كلم غرب بغداد. ونقلت وكالة"رويترز"عن نازحين من الرمادي ان القوات الاميركية التي تحاصر مدينتهم منذ فجر الجمعة من كل الجهات طالبت المواطنين باخلائها، ما اشاع جوا من الرعب بين الاهالي من احتمال شن هجوم واسع النطاق على المدينة. وقال عبد السلام جبار 49 عاماً ان الدوريات الاميركية التي تحاصر المدينة"استعملت مكبرات الصوت لتحذير الاهالي من خطورة البقاء في منازلهم وعدم ترك المدينة". واضاف ان التحذير ذكر الاهالي بأن مصيرهم"سيكون كمصير العائلات التي فضلت البقاء في الفلوجة قبل عامين ولم تصغ الى التحذيرات". وتابع انه اضطر الى مغادرة المدينة"واصطحاب عائلته المكونة من تسعة افراد وتوجه الى منطقة الفلوجة القريبة".