حذر مسؤولون في محافظة الأنبار العراقية، من إبادة جماعية وشيكة ستطاول مئات المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة مع استمرار الحصار المفروض عليها من الجيش، في محاولة لتحرير المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» منذ العام الماضي. وقال المرشح لمنصب قائمقام الفلوجة سعدون الشعلان في تصريح إلى «الحياة» إن «الوضع في الفلوجة مأساوي إلى أبعد حد، ولا يمكن السكوت عنه، خصوصاً أن المئات يواجهون إبادة جماعية بسبب الجوع وعمليات القصف التي تشنها الطائرات الحربية على الأحياء السكنية». وانتقد الشعلان «تجاهل تحرير المدينة على رغم فرض حصار عليها من قبل الجيش منذ عام». وعن محاولات هروب العائلات من المدينة قال إن «داعش نشر قناصين لمنع العائلات من الخروج وأن المئات مهددون الآن بإبادة جماعية بسبب الجوع وانعدام الحياة داخل المدينة ما لم تسارع الحكومة لإنقاذهم بتحرير المدينة وفتح منافذ لهروب العائلات». وكان رئيس وفد الفلوجة الإغاثي كمال الدليمي، قال في وقت سابق إن الحكومة العراقية وافقت مبدئياً على إدخال مساعدات إنسانية للمدنيين في الفلوجة. وأشار إلى أن بغداد اشترطت أن يكون الوفد المفاوض لا ينتمي لأي جهة سياسية، مشيراً إلى إمكانية إدخال غذاء ودواء قريباً إلى المدينة. وكانت منظمات حقوقية طالبت القوات العراقية بالسماح بدخول مساعدات إلى الفلوجة، التي يواجه عشرات الآلاف من سكانها نقصاً حاداً في الغذاء والدواء بسبب الحصار. ودعا المئات من أبناء الفلوجة النازحين في محافظة السليمانية، أمس، في وقفة احتجاجية، إلى الإسراع في تحرير المدينة وفك الحصار عن المدنيين، وانتقد المحتجون المسؤولين المحليين على سكوتهم اتجاه ما يحصل من انتهاك لحقوق الإنسان ومجاعة تمثل كارثة إنسانية بحق سكان المدينة المحاصرين. ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الأطراف المتحاربة إلى ضمان وصول المساعدات للسكان المدنيين وقالت في تقرير لها إن «سكان الفلوجة يعدون الحساء من العشب ويطحنون نوى التمر بدلاً من القمح لصنع الخبز». وأضاف التقرير أن «الغذاء إذا توافر يباع بما يصل إلى 50 ضعف سعره العادي». وأضاف نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط، جو ستورك، أن «الناس في الفلوجة تحاصرهم الحكومة وواقعون في شرك تنظيم داعش وجائعون». وشدد رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم، على «تبني مبادرة الوقف لاقتحام الفلوجة وفتح ممرات آمنة لإغاثتها»، وأكد «سنواجه داعش بصدور عارية في حال لم يسمح لنا بدخول المساعدات الإغاثية لأهالي الفلوجة». وأعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار تشكيل «لواء الفلوجة» من أبناء العشائر لتحرير المدينة ومسك الأرض. وأشارت إلى أن تدريب اللواء وتسلحيه تم بإشراف التحالف الدولي في قاعدة الحبانية. وتؤكد مصادر مطلعة، أن القوات الأميركية المنتشرة في قاعدة عين الأسد الجوية، (شرق الرمادي)، تعد خطة لبدء الهجوم على الفلوجة، وأضافت أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أبدى موافقته عليها. وأشارت إلى أن «قوات من مقاتلي العشائر بينهم مقاتلو عشائر الفلوجة سيشاركون في شكل مركز في تحرير الفلوجة وهذه القوات هي من ستدخل المدينة إلى جانب جهاز مكافحة الإرهاب المحترف في إزالة الألغام». إلى ذلك أعلن قائمقام قضاء الرمادي مركز محافظة الأنبار إبراهيم العوسج عودة نحو 9000 أسرة نازحة إلى 15 منطقة وأحد الأحياء السكنية في مركز قضاء الرمادي. وقال العوسج إن «عودة الأسر النازحة إلى مركز قضاء الرمادي مستمرة وهناك تعاون كبير من القيادات الأمنية في الجيش والشرطة في عملية تسهيل عودة الأسر إلى مناطقها المحررة». وأشار إلى أن «خمسة مناطق وأحياء في الرمادي بينها مناطق لحوز والجمهورية والأندلس لم تستطع الأسر العودة إليها بسبب حجم الأضرار الكبير الذي لحق بها بسبب العمليات العسكرية والإرهابية».