بدا أن أجهزة الأمن المصرية نجحت في فك طلاسم تنظيم"التوحيد والجهاد"الذي يُشتبه في انه يقف خلف التفجيرات التي ضربت سيناء منذ تفجير ثلاثة منتجعات سياحية في طابا في تشرين الأول أكتوبر 2004 ومروراً بتفجيرات شرم الشيخ التي وقعت في تموز يوليو من العام الماضي، وأخيراً التفجيرات التي نفذت في مدينة دهب الشهر الماضي، والهجومين الانتحاريين اللذين استهدف الأول منهما سيارة تابعة للقوة المتعددة الجنسيات في شمال سيناء، وشن الآخر ضد سيارة تابعة للشرطة في المكان نفسه. وقال مصدر مطلع إن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هوية أربعة من قادة التنظيم، ثلاثة منهم قُتلوا في معركة مع الشرطة في صحراء مدينة الحسنة القريبة من العريش الاسبوع الماضي، والآخر نفذ الهجوم الانتحاري ضد سيارة القوة المتعددة الجنسيات. وبدا من المعلومات أن التنظيم يضم أكثر من أربعين عنصراً، إذ أن واحداً من القتلى حمل الرقم 43 ضمن تعداد التنظيم. كما أظهرت المعلومات ان أحد قتلى المعركة في صحراء الحسنة هو الذي قاد تفجيرات شرم الشيخ وأشرف عليها. وأوضح المصدر أن الثلاثة الذين قُتلوا في المعركة التي وقعت في قلب جبل الريسان والتي"استشهد"فيها الضابط في قوة مكافحة الإرهاب عبد الخالق نبيل، هم: 1- عيد سلامة واسمه الحركي صلاح وهو قائد عملية شرم الشيخ، والمصنف الرقم 33 في التنظيم، وأشرف بنفسه على تنفيذ عمليات تفجيرات شرم الشيخ بعد أن سرق عدداً من السيارات "نصف نقل" التي استُخدمت في العملية، وهو انضم إلى تنظيم"التوحيد والجهاد"قبل تنفيذ تفجيرات شرم الشيخ وصار قيادياً في التنظيم مستغلاً خبراته في معرفة الطرق الصحراوية والدروب الجبلية وهو طالب في كلية اصول الدين في جامعة الازهر. 2- منير محمد حسن محارب من قرية المقاطعة في مدينة الشيخ زويد وكنيته حسن ومصنف تحت الرقم 43 في التنظيم، وقد شارك في التخطيط والإعداد لعملية تفجيرات شرم الشيخ وهو شقيق"الإرهابي"الفار المتهم في تفجيرات طابا وشرم الشيخ أيمن محمد محارب. 3- سيلمان سلم الحمادين 39 سنة وهو متهم في قضايا جنائية عدة ويعد من طلائع التنظيم وساهم في تأسيس الخلية الإرهابية في سيناء، وكان من المجموعة المرافقة لطبيب الأسنان خالد مساعد قائد التنظيم ومؤسسه والذي قتل في مواجهة مع الشرطة في منطقة جبل الحلال في سيناء العام الماضي. كما تم التعرف على أحد منفذي عمليات الجورة الأخيرة التي استهدفت في تفجيرين منفصلين سيارتين للشرطة والقوة المتعددة الجنسية، ويدعى أحمد حمادي أبو جيل وهو من منطقة الشيخ زويد. وعلى رغم تأكيد المصدر الأمني أن أهالي الأربعة تعرفوا على جثثهم، إلا انه أشار إلى أنه"لن يتم الجزم في شخصية الإرهابيين إلا بعد ظهور نتيجة الحمض النووي ومطابقته مع العينات التي أُخذت من أهالي المشتبه فيهم أو الذين ترد اسماؤهم خلال التحقيقات من الضالعين في العمليات وذلك للتأكد من شخصيتهم". وأشار المصدر إلى أن التحقيقات أكدت أن منفذي تفجيرات دهب الثلاثة استخدموا أحزمة ناسفة ربطوها حول أجسادهم وفجروا أنفسهم في أوقات متقاربة. وأوضح أن الذين خططوا للتفجيرات والذين نفذوها كانوا يهدفون إلى سقوط قتلى وجرحى أكبر بكثير مما سقطوا"فهم عندما فجروا العبوة الأولى في السوق التجاري كانوا يهدفون إلى تدافع المواطنين والسياح في اتجاه الكوبري الذي يربط شرق المنطقة السياحية بغربها، ثم قاموا بعد ذلك بقليل بالتفجير الثاني عند مدخل الكوبري حتى يصاب أكبر عدد من القادمين من السوق، ثم قاموا بالتفجير الثالث عند نهاية الكوبري على مقربة من منطقة المطاعم والملاهي والمنطقة الترفيهية ليهرب منها السياح إلى الكوبري للعودة إلى المساكن والفنادق". وقال المصدر إن"من يقفون وراء العمليات الإرهابية في سيناء دفعوا بوجوه جديدة في العملية الأخيرة في دهب ممن لم يشاركوا في عمليتي طابا وشرم الشيخ، لدرجة أن أحد الإرهابيين الذين فجروا أنفسهم تم إيقافه في كمين أمني عند مدخل دهب وبالكشف عليه أمنياً وجنائياً لم يتبين أنه مطلوب لأي جهة". من جهته، نفى محافظ جنوبسيناء اللواء محمد هاني متولي أن تكون إسرائيل أبلغت مصر عن احتمال حدوث مثل هذه التفجيرات قبل وقوعها بوقت كاف وانها طلبت من رعاياها مغادرة سيناء قبل الحادث بفترة وان عدم إصابة أي إسرائيلي في هذا الحادث كان بسبب التزامهم بتحذيرات من السلطات الإسرائيلية في هذا الشأن. وأكد أن إسرائيل تقوم بطريقة روتينية وفي كل مناسبة وطنية مصرية بتحذير مواطنيها من الوجود في المناطق السياحية في سيناء، وان هذا هو السبب الوحيد والرئيسي في عدم تعرضهم لإصابات في حادث دهب ومن قبله حادث شرم الشيخ لتصادفها مع أعياد وطنية.