أكدت الحكومة المصرية عزمها على مواجهة الإرهاب واتخاذ الإجراءات التي تكفل القضاء عليه، ومطاردة"الإرهابيين"وحماية السياح وضيوف البلاد، فيما أكدت مصادر مطلعة أن أجهزة الأمن وضعت يدها على أبعاد التفجيرات التي ضربت سيناء قبل أيام وقُتل فيها نحو 20 شخصاً واصيب عشرات. وقالت إن الأجهزة الأمنية توصلت إلى معرفة المتورطين فيها من أعضاء تنظيم"التوحيد والجهاد"، وألقت القبض على سائقي سيارتين للاشتباه في تولي أحدهما نقل ثلاثة أصوليين من وسط سيناء إلى مدينة دهب ليلة الانفجارات التي ضربت المدينة يوم الإثنين الماضي، في حين نقل السائق الثاني الانتحاري الأول في تفجيري الجورة الذي استهدف سيارة تابعة للقوات المتعددة الجنسيات. وقالت المصادر إن الأول يدعى محمد شحتة واثبتت التحقيقات أنه كان في طريقه من وسط سيناء إلى شمالها وقابله 3 من بدو سيناء كان معهم كمية من الفاكهة وكيس من الخيش "جوال" يُخفي ما في داخله، فتولى إيصالهم إلى دهب، وكانوا يوزعون الفاكهة في الطريق على الناس، بدعوى أنها نوع من الإعانة. وأضافت المصادر أن الثاني يدعى محمد رزق، وهو فلسطيني الجنسية ويقيم في سيناء، وقام بإيصال شخص فجّر نفسه أمام سيارة للقوات المتعددة الجنسية في الجورة، مما أدى الى مقتله. وأشارت إلى أن التحقيقات تتجه إلى أن الانتحاري الذي قاد الهجمات يدعى عطا الله السويركي وهو من بدو سيناء، وظل فاراً من ملاحقة الشرطة منذ تفجيرات طابا 2004 وشرم الشيخ 2005، وأنه هو الذي فجّر نفسه في مدينة دهب أمام سوبر ماركت الغزالة. تابعت أن معلومات رجّحت أن يكون الانتحاري الذي فجّر نفسه أمام سيارة القوات المتعددة الجنسية في منطقة الجورة في شمال سيناء هو نصر خميس الملاح، وان الذي فجّر نفسه أمام سيارة للشرطة في المنطقة نفسها بعد الانفجار الأول هو عيد سلامة. وذكرت المصادر أن أجهزة الأمن ستعلن قريباً تفاصيل المخطط الذي سعى تنظيم"التوحيد والجهاد"إلى تنفيذه في سيناء، وما إذا كان للتنظيم علاقة تنظيمية خارجية بأشخاص خارج مصر أم لا. وأعلن وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي توافر معلومات حول تفجيرات دهب، وأشار إلى قرب التوصل إلى تفاصيل الأحداث الأخيرة بعدما توافرت أدلة كثيرة، وقال إن الإعلان عن التفاصيل سيكون في القريب العاجل ولكن بعد انتهاء التحريات التي تتواصل حالياً. وكشف الوزير في تقرير عرضه على اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة الدكتور أحمد نظيف، أن الانفجارات وقعت في مساحة 125 متراً، ونتيجة انفجار عبوات محلية من مادة T.N.T مخلوطة بالمسامير. وفي الاجتماع نفسه عرض وزير السياحة زهير جرانة تقريراً أكد عدم صدور أي تحذيرات أو نصائح من أي دولة لرعاياها حول السياحة في مصر، وقال إن تأثير التفجيرات على السياحة جاء في أدنى المستويات. وأعلن الناطق باسم مجلس الوزراء الدكتور مجدي راضي عزم الحكومة درس ظاهرة الحوادث الانتحارية للشباب التي كشفت عنها أخيراً أحداث دهب، وقال إن"الظاهرة جديدة على الشباب المصري"، وهو ما دفع الحكومة إلى الإسراع في درس أوضاع سيناء خصوصاً منطقة العريش. وستبحث الحكومة خلال الأسبوع الجاري في إمكان صرف تعويضات للمتضررين من أحداث دهب من صندوق مواجهة الكوارث، بخلاف التعويضات التي قررها رئيس الجمهورية. وفي الإطار ذاته، أعلن النائب العام المصري المستشار ماهر عبدالواحد انه تم التعرف على جميع ضحايا التفجيرات وعددهم 18، مشيراً الى تسليم جثث 14 شخصاً من بينهم 12 مصرياً، ويمني، ومجرية. وتبقى 4 جثث يجري تسليمها لذويها وهي خاصة باثنين روسيين وسويسري وألماني. وقال عبدالواحد، في بيان أمس، إنه تم العثور على أشلاء جثث في مواقع الانفجارات وسُلّمت الى الطب الشرعي، وتم أخذ عيّنات منها بمعرفة خبراء الطب الشرعي لإجراء تحليل الحمض النووي للتعرف على أصحابها. وأشار إلى أن عدد الجرحى بلغ 90 من بينهم 58 مصرياً، و32 من جنسيات مختلفة.