قالت مصادر في الشرطة المصرية أن بدو سيناء يعاونون أجهزة الأمن في ملاحقة اثنين من عناصر تنظيم"التوحيد والجهاد"، الذي تتهمه السلطات بالوقوف خلف التفجيرات التي ضربت مدينة دهب جنوبسيناء، والتفجيريين الانتحاريين في شمالها الاسبوع الماضي. وأعلن بيان لوزارة الداخلية أن"قوات الأمن طاردت الاثنين في منطقة جبلية وعرة قرب منطقة الحسنة في شمال شبه الجزيرة مساء أول من أمس وحاصرتهما ودارت معركة بين الطرفين انتهت بمقتلهما". وتحاصر أعداد كبيرة من قوات مكافحة الإرهاب مغارات تقع في مناطق مختلفة من سيناء بحثاً عن عناصر التنظيم الذي تؤكد السلطات المصرية أنه نشأ في سيناء ونما فيها ونفذ عناصره تفجيرات طابا في تشرين الأول أكتوبر العام 2004 وتفجيرات شرم الشيخ في تموز يوليو العام الماضي، وأن المتبقين من التنظيم أعادوا تنظيم أنفسهم ونفذوا تفجيرات دهب والهجومين الانتحاريين في منطقة الجورة الذي استهدف أحدهما سيارة تابعة للقوات المتعددة الجنسية، ونفذ الثاني ضد سيارة تابعة للشرطة. ودهمت قوات الأمن منازل المشتبه فيهم وعثرت على أدلة تثبت تورط عناصر التنظيم كما ضبطت"اقراص مدمجة"تحوي خطباً، وبيانات لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، ونائبه الدكتور أيمن الظواهري، وقائد التنظيم في العراق أبو مصعب الزرقاوي، لكن السلطات تستبعد اتصالات بين عناصر التنظيم في سيناء وبين أشخاص في خارج مصر، وترى أن العلاقة بين الطرفين فكرية بالدرجة الأولى. وقال بيان الداخلية المصرية"إن قوات مكافحة الإرهاب واصلت حملتها لمطاردة المشتبه في تورطهم في سيناء. وبعدما قتل أحد عناصر التنظيم في مواجهات مع الشرطة قبل يومين تبين أنه القيادي في التنظيم سليم عطا الله حسين الديوت الفار من ملاحقة الشرطة منذ تفجيرات طابا وشرم الشيخ، سعت قوات الأمن إلى توقيف اثنين آخرين كانا معه فطاردتهما في المناطق الجبلية بالغة الوعورة في عمق الصحراء وبين الدروب الجبلية وتمكنت من تضييق الخناق على الاثنين اللذين تحصنا خلف هضبة رملية في منطقة الكُريمة على طريق المغارة في الحسنة شمال سيناء حيث وقعت معركة بين الطرفين هناك ألقى خلالها المطلوبين قنبلتين يدويتين على قوات الأمن انفجرت إحداهما ولم تصب أحداً بسوء". وأضاف البيان"وعند تمكن القوات من إسكات مصدر النيران واقتحام الموقع تبين أن المتهمين قتلا وأن عبوة انفجرت في أحدهما وعُثر بجوار جثتيهما على سلاحين آليين وكميات من الذخيرة ومفكرة دونت فيها تفاصيل تفجيرات الحادثين الإرهابيين المشار إليهما". وأشاد البيان"بدور عناصر من أبناء قبائل بدو سيناء في الاستدلال وتتبع الأثر لمسافة بلغت نحو 40 كلم ومراقبة مناطق فرار المتهمين، ما كان له أثر إيجابي ومثل نموذجاً للتعاون بين الشرطة والمواطنين في مواجهة العناصر الإرهابية". إلى ذلك يصل إلى شرم الشيخ اليوم الثلثاء شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، ووزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق، لتفقد موقع التفجيرات التي حدثت في دهب، وينقلان تعاطف دعاة مصر ورجال الدين واستنكارهم لهذه الأعمال الإجرامية التي تهدد حياة الأبرياء والآمنين. وأكد المحافظ متولي أنه تم رفع كل آثار الحوادث الإرهابية من مدينة دهب، وأن المدينة استعادت الوضع الذي كانت عليه قبل الحوادث الإرهابية. وقال إن تلك"الأحداث لم تؤثر في الحركة السياحية في دهب أو في محافظة جنوبسيناء".