يُنتظر أن تكشف السلطات المصرية معلومات عن الجهة التي تقف وراء التفجيرات التي ضربت مدينة دهب السياحية على ساحل البحر الاحمر، الاثنين الماضي، والهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا سيارة للقوات متعددة الجنسيات واخرى للشرطة في منطقة الجورة شمال سيناء أول من امس، وأكد وزير الداخلية حبيب العادلي أنه اصبحت لدى اجهزة الامن معلومات عن منفذي التفجيرات وتأكدت أن لهم صلة بمنفذي التفجيرات التي ضربت طابا في تشرين الاول اكتوبر العام 2004 وتلك التي وقعت في شرم الشيخ في تموز يوليو الماضي، ورفض الوزير الافصاح عن التفاصيل لكنه اكد ان عناصر التنظيم الذي نشط في سيناء في الفترة الاخيرة وارتكب كل تلك الحوادث"من بدو سيناء". وقال مصدر امني ل"الحياة"إن اجهزة الامن اكتشفت أن مرتكب احد تفجيرات الجورة في شمال سيناء يدعى نصر خميس الملاح، وهو المتهم الثالث في تنظيم"التوحيد والجهاد"والفار من الملاحقة من تفجيرات شرم الشيخ. واكد الرئيس حسني مبارك أن امن مصر القومي وأمان مواطنيها"يمثل خطاً احمر لن يسمح لأحد بتجاوزه". وشدد، في كلمة القاها امس في احتفال اقيم لمناسبة عيد العمال، على أن مصر"ستكسب معركتها مع الارهاب وستحاصره وتقتلع جذوره وتجفف منابعه، وستتعامل بقوة القانون مع التطرف ومحاولات الدس والوقيعة"، وأن مصر"ستبقى وطناً آمنا مستقراً لكل المصريين". وقال"إن وحدة شعب مصر وتماسكه وتضافر جهوده هو المطلب الرئيس في المنعطف الراهن لمسيرة الوطن". وتنصلت تنظيمات أصولية مصرية من التفجيرات الأخيرة في سيناء. ووصفت"جماعة الجهاد"المنفذين بأنهم"مضللون"ودعت"الجماعة الإسلامية"الحركات الإسلامية إلى اتخاذ موقف صريح من ظاهرة التفجيرات العشوائية. لكن المفاجأة تمثلت في بيان وزعه أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية تفجيرات طابا وشرم الشيخ ونفى بشدة صلة المتهمين بالتفجيرات الأخيرة في سيناء. وقال المتهمون في بيانهم"نؤكد من داخل محبسنا أننا لا دخل لنا في هذه الأحداث الأخيرة في دهب ونناشد اخواننا الفارين أن يراعوا الله فينا وفي ديننا وفي بلدنا وإذا لم يكونوا مرتكبي هذا الحادث، ونتمنى من الله أن يكون ذلك، أن يبادروا بتوصيل هذا الأمر للجهات الأمنية بأي وسيلة يرونها مناسبة كما نناشدهم باتخاذ أي خطوات إيجابية من جانبهم لإيقاف هذا النزيف بين أبناء الإسلام وأبناء البلد الواحد الذي نعيش على أرضه". وحصلت"الحياة"على بيان أصدرته اللجنة الشرعية في"جماعة الجهاد"وصف التفجيرات بأنها"أعمال محرمة قام بها شباب مضلل لا تستند إلى دليل من الكتاب والسُنّة وتخالف أحكام الشريعة الإسلامية ولا تحقق سوى مصالح أعداء الإسلام وأعداء مصر المتربصين بها". وأكد بيان آخر لتنظيم"الجماعة الإسلامية"أن دماء السياح"معصومة بالأمان الشرعي المتمثل في جواز السفر وتصريح الدخول واستقدام شركات السياحة وغيرها من صور الأمان الحديثة التي أجمع عليها علماء العصر الحديث"، وتساءل"ماذا جنى الأطفال حتى يقتلوا... وبأي شرع تقتل النساء ويقتل الشيوخ؟". وشدد قادة"الجماعة الإسلامية"على ضرورة ترشيد الخطاب الدعوي"بحيث لا يصبح المنبر - أي منبر - نافذة للتثوير والتهييج والإثارة وشحن النفوس، خصوصاً أن نفوس الشباب واقعة تحت ضغوط نفسية شديدة خصوصاً في ظل الهجمة الشرسة على الإسلام وأهله من حولنا". وواصلت اجهزة الامن في جنوبسيناء وشمالها مداهمة المناطق الجبلية والصحراوية التي يُعتقد أن مشتبها فيهم لجأوا إليها بعدما توصلت الى تأكيد بأن العمليات يقف وراءها اعضاء في تنظيم"التوحيد والجهاد"الذي يضم اشخاصاً من بدو سيناء. وأطلقت السلطات أمس ثلاثة مهندسي كومبيوتر كانت أوقفتهم في سيناء بعدما ثبت أن لا صلة لهم بالاحداث. نجيب محفوظ اقترح الأديب المصري نجيب محفوظ إلغاء قانون الطوارئ في مصر فورا وقال، تعليقاً على التفجيرات الأخيرة في دهب وشبه جزيرة سيناء إنه"إذا أثبتت أحداث دهب الأخيرة شيئا، فهو أن قانون الطوارئ لا يحول دون وقوع حوادث الإرهاب". وقال محفوظ 95 عاما، الحائز علي جائزة نوبل العام 1988، إنه انزعج بشدة"من الأنباء التي ترددت أخيراً عن أن الحكومة تُعد لتمديد قانون الطوارئ الذي كانت قد وعدت بإلغائه". وقال في حواره الأسبوعي مع"الأهرام":"كنت أتصور أن التطورات الديموقراطية الأخيرة تسير بنا حتما إلى إلغاء مثل هذا القانون الاستثنائي".