كشفت صحيفة"يديعوت أحرونوت"الإسرائيلية أمس واحدة من عمليات الاغتيال التي نفذها الجيش الإسرائيلي بحق فلسطينيين عند إقامة الدولة العبرية راح ضحيتها"متعاون"مع المخابرات الإسرائيلية، وقبلها مع العصابات الصهيونية، اشترى أراضي فلسطينية شاسعة لمصلحة"الصندوق القائم لإسرائيل"مقابل الحصول على عمولة دسمة وأعدم لمجرد الاشتباه بأنه"عميل مزدوج"بقرار فردي من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الذي لم يرَ حاجة للحصول على تصديق رئيس هيئة أركان الجيش، ليعاقب لاحقاً بإبعاده عن شعبة الاستخبارات، ليس أكثر. وتعود القصة الى خريف العام 1948 حين تم العثور على جثة علي قاسم عبدالرازق من قرية وادي الفالق التي تم تشريد أهلها وهدم بيوتها في محافظة طولكرم، في أحراش مدينة حيفا وضعت في كيس وعليها علامات طعن بالسكين وآثار حرق. ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن علي قاسم كان"عميلاً ومخبراً"للجيش الإسرائيلي، وائتمر مباشرة لرئيس شعبة الاستخبارات ايسار باري"الذي ثمّن المعلومات المخابراتية التي نقلها علي، لكنه اشتبه به دائماً على أنه عميل مزدوج". وأضافت نقلاً عن وثائق عسكرية افادات لمشغلّي علي قاسم بأنهم رأوا فيه"ماكراً جل همّه المال... تورط في عمليات قتل مختلفة... تاجر بالأراضي وراوغ بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأضافوا أن"الصندوق القائم لإسرائيل"المسؤول عن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية اشترى عبر قاسم آلاف الدونمات الدونم = ألف متر مربع، وأن الأخير حصل على راتب شهري دسم وصل الى مئة ليرة فلسطينية. واعتماداً على أرشيف"وزارة الأقليات"، فإن اشتباه شعبة الاستخبارات بأن علي قاسم"عميل مزدوج"تعزز بعد الإعلان عن قيام إسرائيل، كونه حاول الالتحاق بالجيوش العربية لإمدادها بمعلومات استخبارية عن الدولة العبرية. وبحسب افادة أحد المشغلين أثناء المحاكمة التي جرت بعد إعدام قاسم، فإن الأخير"تآمر على الدولة اليهودية وجمع معلومات عن تحركات جيشها والكتائب العسكرية التي واجهت جيش الانقاذ العربي، وكان على اتصال بزعيمه فوزي القوقجي وكبار ضباط الاستخبارات فيه واشتبه فيه بالتخطيط مع أحد الضباط لتفجير جسر في تل أبيب"وعثر في بيته على 40 كيلوغراماً من المتفجرات. من جهته، نفى فيصل عبدالرازق، ابن اخت علي، أن يكون خاله"عميلاً مزدوجاً"، وقال للصحيفة من مكان اقامته في مدينة الطيبة داخل الخط الأخضر، إنه على رغم أن خاله كان مقرباً من عصابات"الهاغاناه"الصهيونية وكان له اصدقاء يهود كثيرون،"إلا أنه وقع ضحية لعبة مزدوجة... وأنه قتل أساساً لرفضه الخضوع للضغط اليهودي ليتنازل عن أراضيه لمصلحة كيبوتس شفاييم المحاذي لوادي الفالق".