عقدت اللجنة العليا المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني مساء امس اجتماعا برئاسة الرئيس محمود عباس ابو مازن في مدينة رام الله في الضفة الغربية يتوقع ان يتم خلاله وضع جدول لاعمالها. وقال الناطق باسم"حركة المقاومة الاسلامية"حماس سامي ابو زهري ان الاخ زياد ابو دية سيمثل"حماس"، و"سيكون هذا اللقاء الاول للجنة الحوار وسيتم البحث في مكان انعقاد جلساتها"، موضحا ان"لقاء اليوم افتتاحي وسيقتصر على مناقشة الآليات الفنية". ويسعى الفلسطينيون الى التوصل الى اتفاق والخروج من الازمة السياسية والمالية قبل نهاية الاسبوع بعد ان امهلهم عباس عشرة ايام للتفاهم على برنامج سياسي، والا نظم استفتاء شعبيا في شأن"مبادرة الاسرى"للخروج من الازمة. وتقرر تشكيل اللجنة العليا للحوار بعد اجتماعات الحوار الوطني الموسعة التي جرت الخميس والجمعة من دون ان تنتهي باتفاق. وقالت مصادر مقربة من عباس ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك سيشارك في الاجتماع. وافاد امين سر لجنة المتابعة للفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ابراهيم ابو النجا ان الاجتماع الاول للجنة سيكون"انطلاقة للحوار ولقاء توجيهيا من الاخ ابو مازن". واضاف ان"اللجنة ستضع جدول اعمال وستكثف اجتماعاتها مسترشدة بالاوراق التي قدمت خلال جلسات الحوار، وعلى رأسها ورقة الاخوة الاسرى التي اعتمدت قاعدة للحوار، الى جانب الاوراق الاخرى مثل اعلان القاهرة ووثيقة الاستقلال والمبادرة العربية"2002. الا انه اكد ان"الاساس هو ورقة الوفاق الوطني التي قدمها الاسرى". وتدعو"مبادرة الاسرى"الى"وضع خطة فلسطينية للتحرك السياسي الشامل وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني على اساس برنامج الاجماع الوطني الفلسطيني والشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا تمثله منظمة التحرير والسلطة الوطنية رئيسا وحكومة والفصائل الوطنية والاسلامية ومنظمات المجتمع المدني". واكد ابو زهري استمرار"وسائل الضغط التي تمارس على القوى الفلسطينية للقبول بالوثيقة الصادرة عن اسرى سجن هداريم بما تتضمنه في بعض بنودها من إشكاليات جذرية". وعن فكرة الاستفتاء التي لوح بها عباس، رأى ان"مثل هذه التصريحات المتتالية التي تحمل لغة اما ان تقبلوا بالوثيقة والا... لا توفر الاجواء اللازمة لنجاح الحوار". وتحدث عن"نية مبيتة لدى بعض الاطراف لفرض برنامجها وتجاوز البرنامج الذي صوت له ستون في المئة من الشارع الفلسطيني وفازت بموجبه حماس، الامر الذي لا تقبله الحركة ولن تسلم به لأن اي حوار فلسطيني يجب ان ينطلق من قاعدة احترام نتائج الانتخابات لا من محاولة عزل الحكومة وتجاوزها". من جهة ثانية، قال ابو النجا"بعد يومين سينقل الحوار الى قطاع غزة، وستكون هناك لجنتان واحدة في غزة والاخرى في الضفة الغربية". واكد ان"ابو مازن سيجتمع مع اللجنة في رام الله وبعدها سينتقل الى غزة. هذا لا يعني ان الحوار سيبدأ من الصفر بل ستكون جلسات تكميلية". وقال:"ستمثل في اللجنة العليا للحوار كل الفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اضافة الى مؤسسة الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي وشخصيات فلسطينية مستقلة ولجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية". الى ذلك، قال القيادي في حركة"الجهاد الاسلامي"خالد البطش:"سنشارك في جلسات الحوار، لكن لن يحضر ممثل عنا اليوم لأن هناك احتلالا في الضفة". واضاف:"كل فصيل قام بتسمية ممثله في اللجنة والجهاد سيكون ممثلا في اللجنة الدائمة في غزة بسبب الوضع الامني المعقد في الضفة". واشار الى ان"المعروض على اجندة الحوار هو ترتيب البيت الفلسطيني واصلاح المنظمة ووثيقة الاسرى المتفق عليها، وليست لدينا مشكلة الا على بعض البنود التي جاءت في الوثيقة وهي التي ستكون محل نقاش لنجد قواسم مشتركة حولها".