لقد القت الكلمة التي القاها رئيس الوزراء الفلسطيني السيد محمود عباس (أبو مازن) أمام قمة العقبة بظلالها المؤسفة على العلاقات الفلسطينية الفلسطينية الى الدرجة التي جعلت الأيادي توضع على القلوب خشية تدهور الأمور بين رفاق السلاح على ارض فلسطين وبالتالي ان يشهر السلاح الفلسطيني في وجه بعضه البعض، وهو ما تريده اسرائيل، وما ينفك يخطط له اركانات، وجنرالات جيشها يتقدمهم جنرال الأمس السفاح القديم الجديد شارون، الا ان ارادة الله عز وجل اولا، ثم وعي قيادات المقاومة الفلسطينية بواجباتها التاريخية الوطنية وبما يحاك ضدها في الظلام قد جعلها ترتفع الى درجة المسئولية. فلقد دعى السيد (أبو مازن) في كلمته تلك الى نهاية كاملة للعنف والارهاب ضد الاسرائيليين والى منع المساعدات المالية والعسكرية عمن يعارضون هذا الموقف غامزا في ذلك من قناة حركات حماس، والجهاد والجبهة الشعبية، مؤكدا في ذلك السياق على (ان المستقبل الوطني الفلسطيني على المحك ولن نسمح لأحد بتهديده.. وان الهجمات ضد الاسرائيليين لا تنسجم مع تقاليدنا الدينية والاخلاقية) متعهدا بالعمل بدأب على مكافحة التحريض على العنف والكراهية، وداعيا في نفس الوقت الى عدم تجاهل (عذابات اليهود على مر التاريخ التي حان الوقت لانهاء كل هذه المعاناة) في اشارة واضحة الى ضرورة تفعيل اللجنة الامريكيةالفلسطينية الاسرائيلية لمناهضة التحريض، وهو ما أثار ردود فعل واضحة من قبل تلك الحركات التي طالب بعضها رئيس الوزراء الفلسطيني (بالاعتذار)، بينما اعلن آخرون قطع كل قنوات التعامل والاتصال مع حكومته. وعاد السيد ابو مازن من العقبة ليجد الكثير من المشاكل التي تهدد وحدة البيت الفلسطيني في انتظاره، وبالتالي فقد كان عليه التحرك في كل الاتجاهات للمحافظة على اللحمة الفلسطينية بعد ان بدأت نذر الانشقاق تلوح في الأفق. وعليه فقد دعي الى عقد جلسة خاصة لمجلس خاصة لمجلس الوزراء الفلسطيني في رام الله برئاسته تم خلالها بحث تطورات الاوضاع الاخيرة حيث استمع المجلس لتوضيحات السيد ابو مازن بشأن ما اثير من استفسارات في الشارع الفلسطيني حول الخطاب الذي القاه في قمة العقبة. وعقب الاجتماع اعلن وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو ان محمود عباس اكد انه يريد مواصلة الحوار مع جميع الفصائل الفلسطينية مشيرا الى ان خطابه في قمة العقبة تحدث فقط عن الالتزامات الفلسطينية المتعلقة بالبدء في تنفيذ خارطة الطريق وليس عن مشروع اتفاقية او حل. معلنا ان عباس سيعقد الاثنين مؤتمرا صحفيا بشأن قمتي العقبة وشرم الشيخ، كما انه سيتحدث قريبا حول هذا الموضوع امام المجلس التشريعي الفلسطيني. من جهته حث وزير شؤون الامن الداخلي الفلسطيني محمد دحلان حركة حماس على العودة للحوار مع السلطة الفلسطينية لتفادي أي مواجهة على الساحة الداخلية الفلسطينية واضاف انه (ليس لدى حماس اي سبيل آخر غير الحوار، لأنه بالمفهوم البسيط اذا رفضت الحوار فانها تريد المواجهة الداخلية ونحن كسلطة فلسطينية لانريد المواجهة). مؤكدا في هذا الصدد أسفه لمحاولات حركة حماس (استغلال حالة التذمر في الشارع الفلسطيني) لانهم لم يروا حلا سريعا لمشاكلهم وهذا عمل عاطفي وليس سياسيا ولا يتسم بالمسؤولية نافيا ان يكون قد عرض على كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح شراء لأسلحتها مقابل وقف عملياتها العسكرية ضد الاهداف الاسرائيلية وهو ما اكده في وقت لاحق السيد نبيل شعث معتبرا اياها (شائعة اسرائيلية). وفي سابقة هي الأولى من نوعها عقد السيد ابو مازن مؤتمرا صحفيا اكد فيه ما سبق وان التزم به في بيان الثقة الذي سبق ان القاه امام المجلس التشريعي الفلسطيني من حرصه والتزامه بالثوابت الفلسطينية موجها في الوقت نفسه رسالته للشعب الفلسطيني بان موقفه هو موقف السلطة الفلسطينية ورئيسها المنتخب ياسر عرفات رافضا في ذلك الاطار استقبال رئيس الوزراء الايطالي بيرلسكوني الذي رفض بدوره مقابلة عرفات خلال زيارته للأراضي المحتلة. وفي اطار الجهود نفسها عقد مساء يوم السبت ما قبل الماضي اجتماع للجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة اكد خلاله المجتمعون على ضرورة التمسك بما سموه (الثوابت الوطنية الفلسطينية)، مؤكدين الاصرار على مواصلة الحوار بين كافة الفصائل الفلسطينية الذي اعتبر (سيد الموقف الفلسطيني) طبقا لرأي السيد سمير مشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح موضحا ان بيان العقبة آثار قلقا بالغا لدى جميع الفصائل الفلسطينية ازاء قضايا حساسة كاللاجئين والقدس والمعتقلين معتبرا ان الرد العملي على ذلك هو المزيد من الحوار وتعزيز القوى الوطنية الفلسطينية مؤكدا انه لن يكون هناك اي اقتتال داخلي فلسطيني. وفي الاطار نفسه اكد السيد ابراهيم ابو النجا امين سر لجنة المتابعة العليا النائب الاول للمجلس التشريعي الفلسطيني انه تم الاتفاق خلال ذلك الاجتماع على ان تستمر اللقاءات موضحا ان النية تتجه نحو عقد اجتماع آخر لاستكمال الحوار مشيرا الى ان الفصائل الفلسطينية في انتظار توضيحات ابو مازن بشأن خطاب العقبة. فماذا كان موقف الفصائل الفلسطينية الخمس الرئيسية المعارضة؟ وكيف تشكلت ردود افعالها تجاه التحركات السياسية والدبلوماسية لرموز السلطة الفلسطينية؟ ثم كيف كانت ردود الافعال الاسرائيلية تجاه ما يحدث على الساحة الفلسطينية؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون بعون الله موضوعا لحديث الحلقة القادمة،،، فالى ان نلتقي لكم مني اطيب الاماني، مع دعوات من القلب بان يحفظ الله لاخواننا على ارض الرباط وحدتهم وتلاحمهم حتى يستطيعوا استعادة حقوقهم السليبة سلما، أم حربا. انه ولي كل شيء والقادر عليه. وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. دمتم، وعلى الحب نلتقي.