كشف ابراهيم أبو النجا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أمين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية عن قرب التوصل الى صيغة مشتركة لوثيقة الإجماع الوطني التي يجري الحوار عليها منذ أشهر. وقال أبو النجا ل"الحياة" امس في اعقاب اجتماع للجنة المتابعة استمر نحو ثلاث ساعات انه لمس خلال الاجتماع ان "الجميع حريص على التوصل الى صيغة تشكل قاسماً مشتركاً بين \ل القوى والفصائل". وابدى تفاؤلاً تجاه التوصل الى هذه الصيغة خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيراً الى ان الأمر لن يتجاوز سقف أوائل الشهر المقبل. وشارك في الإجتماع الذي عقد في مقر المجلس التشريعي الموقت في مدينة غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، أحد قياديي "حركة المقاومة الإسلامية" حماس الذي نسب اليه اعتراضه في وقت سابق على بنود في الوثيقة بعد ابلاغ الحركة لجنة المتابعة موافقتها النهائية عليها قبل نحو اسبوعين. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "حماس" أبدت "ليونة" في مواقفها تجاه التوصل الى قاسم مشترك مع باقي الفصائل والقوى حول الوثيقة التي تعتبر مشروع برنامج سياسي وتنص على تشكيل قيادة وطنية موحدة برئاسة الرئيس ياسر عرفات وعضوية الأمناء العامين للقوى والفصائل وشخصيات وطنية واعتبارية سيكون بمقدورها تحديد اشكال النضال الوطني الفلسطيني وأدواته ومن ضمنها العمليات الإستشهادية والهجمات داخل "الخط الأخضر". وقال أبو النجا: "اشبعنا القضايا نقاشاً ولمسنا استعداداً كبيراً لدى الجميع للتوصل الى صيغة تمثل قاسماً مشتركاً وطالبنا بالمزيد من الحوار بين القوى"، مشدداً على ان "الجميع سيبقى في حال حوار حتى نصل الى هذه الصيغة" المشتركة بما لا يشكل إلغاء لهذه القوى في حال تخلت عن أدبياتها ومبادئها واستراتيجياتها. ووصف الجلسة بأنها "متميزة عن غيرها من الجلسات السابقة"، في إشارة الى تفاؤله لقرب التوصل الى صيغة نهائية للوثيقة التي أدى تأجيل الإعلان عنها قبل نحو اسبوعين الى خلق حال من الجدل في المجتمع والشارع الفلسطيني وصدور تلميحات واشارات الى ان حركة "حماس" تعيق التوصل الى هذه الوثيقة. من جانبه، كشف كايد الغول عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ل"الحياة" ان لجنة المتابعة قررت توسيع لجنة الصياغة المنبثقة عنها، بحيث تضم في عضويتها ممثل واحد عن كل فصيل من الفصائل ال12 المشاركة في لجنة المتابعة. وأوضح في أعقاب الإجتماع ان اللجنة ستواصل اجتماعاتها من أجل صوغ الوثيقة أو تعديلها بما يسمح بالتوصل الى "صيغة موحدة"، مشيراً الى سعي لجنة الصياغة الى التوصل الى "قواسم مشتركة"، في اعقاب ورود بعض التعديلات والملاحظات من بعض القوى، خصوصاً حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". ولفت الى ان لجنة المتابعة وجهت سؤالاً واضحاً لممثلي حركة "حماس" الذين حضروا الإجتماع امس ان كانت التعديلات التي قدمتها الحركة نهائية؟ وأشار الى ان ممثلي الحركة أجابوا: "نحن قدمنا تعديلات على مشروع برنامج سياسي"، لافتاً الى انهم تحدثوا في نقطتين: الأولى ان الحركة لا تستطيع القبول ببرنامج القوى الأخرى بما يضرب برنامجها، والثانية ان القوى الأخرى لا تقبل ببرنامج "حماس" بما يضرب برامجها. وأوضح انهم قالوا أنهم مستعدون للبحث في صياغات تحافظ على خصوصية كل قوة وايجاد قواسم مشتركة بينها. الى ذلك، سيعقد المجلس التشريعي جلسة اليوم في مقريه الموقتين في مدينتي رام اللهوغزة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة "فيديو كونفرس"، ستخصص للبحث في الوضع الراهن، خصوصاً "غزة - بيت لحم". وقال أبو النجا ان المجلس سيناقش الوثيقة التي وضعها في 16 ايار مايو الماضي بعد يوم واحد على إلقاء عرفات خطابه الشهير عن الإصلاح، اضافة الى مشاريع قوانين اخرى. وكان المجلس ينوي عقد جلسة للبحث في منح الحكومة الفلسطينية الحالية الثقة أو حجبها عنها. وقال ابو النجا ان "جهود الأصدقاء النروجيين للحصول على التصاريح اللازمة من اسرائيل لعقد جلسة للمجلس بكامل اعضائه في رام الله باءت بالفشل"، مضيفاً انه تم ارجاء البحث في منح الثقة أو حجبها الى الاسبوع الأول من الشهر المقبل.