استمرت حصيلة ضحايا زلزال إندونيسيا بالارتفاع، وانصرف سكان جزيرة جاوا أمس، إلى إحصاء عدد ضحاياهم، وأكدت الحكومة الإندونيسية أن عدد قتلى الزلزال بلغ 4285 شخصاً، في حين أفاد نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا أن"عدد الجرحى يفوق ال10 آلاف أو 20 ألفاً، لا نعرف بالضبط". وأعرب كالا عن أسفه لأن"الأدوية غير كافية"، معلناً وصول خمسة آلاف جندي إندونيسي إلى المناطق المنكوبة أمس. وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر المفتوح أول من أمس الى تدمير منطقة بانتول قرب مدينة يوجياكارتا. وأفاد علماء بأن 450 هزة ارتدادية تلت زلزال جاوا، ما أثار الذعر في صفوف الناجين من الكارثة. وقال بايو براناتا من وكالة الزلازل إن أكبر الهزات الارتدادية التي وقعت بعد ساعتين من الزلزال، بلغت قوتها 5.2 درجة على مقياس ريختر. ومنطقة يوجياكارتا الإندونيسية التي ضربها الزلزال مهددة أيضاً بتفجر بركان ميرابي. وهاتان الظاهرتان مرتبطتان بحسب الخبراء. وقال جون بد الناطق باسم صندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيسف:"لا أحد يعرف أعداد الجرحى على وجه التحديد نظراً إلى إجلاء عدد كبير من المنطقة لعلاجهم، كما أن المستشفيات رفضت قبول عدد كبير من المصابين". وكافحت السلطات لتسليم المعونة وتوصيل فرق البحث والإنقاذ في أنحاء المنطقة المنكوبة. وأغلق مطار يوجياكارتا أمام الرحلات التجارية بعد انهيار مبانيه. وفي بانتول التي سويت معظم مبانيها بالأرض، تناثرت خيام موقتة من البلاستيك على الطرق خارج البيوت المتهدمة فيما يمشط السكان الأنقاض. وهذا ثالث زلزال كبير ينشر الدمار في إندونيسيا خلال 18 شهراً. وكان أسوأها الزلزال الذي وقع في 26 كانون الثاني ديسمبر 2004 ونتج عنه موجة مد هائلة مما أسفر عن مقتل أو فقد نحو 170 ألف شخص حول اتشيه. تعبئة دولية وزارة الخارجية الإندونيسية قالت في بيان إنها طلبت من السفراء المعتمدين في البلاد"تعبئة المساعدات الإنسانية لمساعدة ضحايا الزلزال". وأفادت الوزارة أنها تطلق هذا النداء"في محاولة للتخفيف من العبء على الحكومتين المحلية والمركزية". وأعرب الأمين العام للام المتحدة كوفي أنان عن تعازيه لضحايا الزلزال. وأرسلت الأممالمتحدة مساعدات لضحايا الزلزال. وسبق أن لعبت المنظمة دوراً إنسانياً رئيسياً في الكوارث الطبيعية السابقة في إندونيسيا. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف الإعداد لمساعدة أولى عاجلة. وأضافت في بيان أن هذه المساعدة تتضمن 1165 خيمة صغيرة و753 خيمة كبيرة وأربعة آلاف مصباح وتسعة آلاف غطاء و850 قطعة من أدوات النظافة و160 خزان مياه. وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداء طارئاً لجمع 9.85 مليون دولار، فيما تعهدت الولاياتالمتحدة بمساعدات بقيمة 2.5 مليون دولار لإندونيسيا وأستراليا ب2.5 مليون دولار. واتصل الرئيس الأميركي جورج بوش بنظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو للتعزية. ونقل يودويونو مكتبه إلى يوجياكارتا موقتاً لمتابعة جهود الإنقاذ. وأفاد بوش في بيان"من خلال الدعم المالي والمادي تساعد الولاياتالمتحدة في جهود الانقاذ بالتنسيق مع السلطات الإندونيسية ونحن على استعداد لتقديم مساعدات إضافية وفقاً لما يتطلبه الأمر". وكانت الإدارة الأميركية أعلنت تخصيص 500 ألف دولار لجهود الإغاثة من الزلزال. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إيفاد ممثلين للوكالة الأميركية للتنمية إلى يوجياكارتا والمناطق المحيطة بها لتقويم كيفية استخدام المساعدات. وقال وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر:"سيكون تأثير الزلزال على الإندونيسيين شديداً. بكل بساطة سيحتاجون دعماً من أصدقائهم وجيرانهم لمساعدتهم في التعامل مع هذه الآثار". وأرسلت الحكومة اليابانية فريق إغاثة إلى المنطقة المنكوبة. وبدأ فريق أول من سبعة أطباء وموظفين تقويم الحاجات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية:"إذا ما طلبت منا الحكومة الإندونيسية المساعدة رسمياً، فسنستجيب. والحكومة اليابانية مستعدة دائماً للمساعدة". وأعلنت الحكومة النيوزيلندية عن مساعدة أولية تبلغ قيمتها 315 ألف دولار. كذلك الصين قدمت مساعدة عاجلة قيمتها مليونا دولار ووعدت بمساعدة مادية لإغاثة المنكوبين. وتعد الفيليبين لإرسال فريق إنساني للمساعدة في جهود الإغاثة في إندونيسيا، بحسب تأكيد الرئيسة الفيليبينية غلوريا ماكباغال آرويو. كما أعرب بنك التنمية الآسيوي الذي يتخذ من مانيلا مقراً له عن تعاطفه وعرض تقديم المساعدة على ضحايا الزلزال. هزتان كبيرتان في غضون ذلك، ضربت هزتان قويتان جنوب المحيط الهادي أمس، لم ترد تقارير عن تسببهما في أضرار خطرة أو إصابات، لا يرى العلماء أنهما تشيران إلى تنامي النشاط الزلزالي في المنطقة. وأكد العلماء أن الهزتين في تونغا وبابوا غينيا الجديدة وقعتا بفارق عشر دقائق، من دون أي علاقة لهما بزلزال جاوا. ونفى مركز التحذير من موجات المد تسونامي في المحيط الهادئ أي تهديد مباشر بحدوث موجات مد عاتية لوقوع الهزتين على عمق كبير تحت سطح الأرض. وأفادت هيئتا المسح الجيولوجي في الولاياتالمتحدة واستراليا بأن هزة قوية بلغت 6.7 درجة على مقياس ريختر، ضربت تونغا في جنوب المحيط الهادئ فجر أمس. وهي دولة تتألف من نحو 169 جزيرة ويقطنها 115 ألف نسمة، تقع ضمن"حزام النار"وهي منطقة نشاط بركاني تمثل 75 في المئة من البراكين النشطة والخامدة في العالم. وجاءت الهزة بعد عشر دقائق من أخرى بقوة 6.2 درجة وقعت قرب جزيرة نيو إينغلاند النائية والتي يندر فيها السكان، شرق بابوا غينيا الجديدة، وهي من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في العالم.