بادانغ (اندونيسيا)، مانيلا - أ ف ب، رويترز، يو بي اي - واصلت فرق الانقاذ الاندونيسية والاجنبية أمس، بذل جهود حثيثة لإيجاد أحياء بين 3 و 4 آلاف شخص لا يزالون مفقودين بعد ثلاثة ايام من الزلزال الذي ضرب مدينة بادانغ في جزيرة سومطرة، وأسفر بحسب تقديرات الاممالمتحدة عن مقتل اكثر من 1100 شخص حتى الآن.واستخدم خبراء سويسريون ويابانيون في عملهم كلاباً وأجهزة رصد تعتمد الاشعة تحت الحمراء، مقدمين مساعدة كبيرة للفرق المحلية التي تخوض سباقاً مع الزمن وسط اكوام من الحجارة وأعمدة الفولاذ، من دون امتلاك تجهيزات كافية. وأعلن المصطفى بنلامليه، منسق المساعدات الانسانية لدى الاممالمتحدة في اندونيسيا ان الحد الاقصى للبقاء على قيد الحياة تحت الانقاض بعد زلزال هو خمسة ايام، وهو ما ايده بوب ماكرو، المسؤول في الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر بقوله: «اختبرت اوضاعاً مماثلة في زلازل كبرى. اذا توافرت مساحة من الهواء فيمكن الصمود. الجو حار في الخارج لكن تحت الانقاض قد يكون اقل حرارة. طالما يمكن التنفس هناك امل». ودمر الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر المفتوح مئات من القرى المحيطة ببادانغ والواقعة على الجبال، في حين حولت انزلاقات التربة اربع قرى الى حطام. وأظهرت مشاهد تلفزيونية من باريامان انهيار سفح جبل بكامله حيث كان يوجد عدد من القرى. وستعزز فرق الانقاذ اليوم بوصول فريق فرنسي من 72 مسعفاً ومنقذاً وعشرة كلاب لتعقب الاثر، اضافة الى 25 طناً من المعدّات تتضمن مولدات كهرباء وأدوية. وأعلنت السلطات السعودية تقديم مساعدات إغاثة عاجلة لإندونيسيا لمواجهة الأوضاع الإنسانية وإغاثة المنكوبين من الزلزال في بادانغ. وجهزت وزارة المال السعودية نحو 300 طن من مواد الإغاثة بينها خيام وأغطية وبطانيات ومواد غذائية كي تشحن إلى اندونيسيا عبر طائرات شحن تابعة للخطوط الجوية السعودية. وناشد الأمين العام لمنظمة «المؤتمر الإسلامي» أكمل الدين إحسان أوغلو الدول ال 58 الأعضاء في المنظمة والمنظمات الإسلامية والإغاثة والخيرية تقديم كل أشكال المساعدة الممكنة لإندونيسيا، وإغاثة المتضررين فيها. وأهاب الأمين العام للمنظمة التي تتخذ من مدينة جدة السعودية مقراً لها بالدول الأعضاء أن تكرر موقفها النبيل والسخي الذي أبدته عقب كارثة «تسونامي» التي ضربت اقليم اتشيه الاندونيسي عام 2004، مشيداً بنهوض الدول الإسلامية بواجبها لمساعدة إندونيسيا حينها. وفي بادرة أمل لاحتمال ايجاد أحياء، تبلغت الشرطة من عائلة احد المفقودين، وهو موظف في وزارة الصيد شارك في اجتماع عقد في فندق أمباكانغ المنهار الذي يعود تاريخه إلى حقبة الاستعمار الهولندي، انه بعث رسالة قصيرة عبر هاتفه الخليوي يطلب فيها المساعدة، ويقول انه برفقة سبعة اشخاص آخرين. وأرسلت فرقة انقاذ الى الموقع، وباشرت حفر نفق بين الأنقاض في محاولة لانتشالهم. وانقذت رسالة قصيرة اخرى جونسون تشاندرا وزوجته من تحت أنقاض منزلهما المؤلف من أربعة طوابق والذي انهار بالكامل. وخرجا من دون ان يتعرضا لإصابات بالغة. وكان الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو تفقد المنطقة المنكوبة اول من امس، وقال إنه سيجري تخصيص 10 ملايين دولار لعمليات الاغاثة على وجه السرعة، متعهداً أن يتدفق المبلغ من دون قيود روتينية، «لأنها حالة طارئة والسرعة مهمة». وفي الفيليبين، ضرب إعصار «بارما» قوي شمال شرقي البلاد، منتزعاً أسقف منازل ومقتلعاً اشجار، لكن مسؤولين توقعوا تقلص قوته سريعاً مع وصوله إلى اليابسة في مقاطعة كاجايان ذات الكثافة السكانية المنخفضة. وتغير اتجاه الاعصار، ولم يطل العاصمة مانيلا وضواحيها المنكوبة منذ اسبوع عقب مرور عاصفة «كتسانا» الاستوائية فيها، ما اسفر عن مقتل 300 شخص اضافة الى حوالى مئة آخرين في كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام. وجلب الإعصار أمطاراً هطلت على طول جزيرة لوزون الرئيسة، وبلغت سرعة رياحه 175 كيلومتراً في الساعة، علماً ان السلطات كانت نصحت حوالى نصف مليون شخص يعيشون في ملاجئ بعدما دمرت الفيضانات منازلهم بالبقاء في الداخل. وأصدرت السلطات في تايوان تحذيراً لسكانها، في ظل توقع ان يدخل اعصار «بارما» مياهها الجنوبية في الايام القليلة المقبلة. وعملت قوات على إجلاء مجتمعات بكاملها من الساحل الشرقي ونقل حوالى مئة ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً. وأخلت سلطات تايوان ست قرى في جنوب الجزيرة التي اجتاحها اعصار «موراكوت» قبل نحو شهرين، وخلف اكثر من 600 قتيل. على صعيد آخر، ارتفع عدد ضحايا امواج المد العاتية «تسونامي» التي ضربت جزر ساموا وتونغا في المحيط الهادئ هذا الاسبوع الى 170 قتيلاً و10 مفقودين على الاقل، فيما اعلنت حكومة ساموا المستقلة انها ستنظم جنازة جماعية للضحايا الثلثاء المقبل. وأسفر المد البحري عن سقوط 129 قتيلاً في دولة ساموا المستقلة و32 في ساموا الاميركية و9 في احدى جزر ارخبيل تونغا. وقالت ناطقة باسم حكومة دولة ساموا المستقلة: «جرفت المياه هؤلاء القتلى او دفنتهم تحت الأنقاض»، علماً ان عمليات البحث والاغاثة توقفت في ساموا. وبات حوالى الف شخص بلا مأوى في ساموا الخاضعة لادارة واشنطن، فيما لا يزال ستة آلاف محرومين من التيار الكهربائي.