أعلن الاتحاد الاوروبي وروسيا ان هناك خلافات كبيرة لا تزال قائمة في شأن الوصول إلى أسواق الطاقة، وذلك بعد قمة استمرت يومين، اعتبرت تمهيدية لاجتماع مجموعة الدول الثماني في سان بطرسبورغ في تموز يوليو. ونوّه رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعلاقات الودية بين روسيا والاتحاد في مدينة"سوشي"على البحر الأسود، غير أنه بدا أن الزعيمين لم يحققا تقدماً ملموساً بخصوص القضايا الرئيسة. وتمسك بوتين، الذي وضع مسألة أمن الطاقة في قلب جدول أعمال اجتماع مجموعة الثماني، بموقفه بأن الكرملين لن يسمح لأوروبا بوصول أكبر إلى قطاعي النفط والغاز في روسيا، الا إذا سمح في المقابل للشركات الروسية بدخول الأسواق الأوروبية. وأعلن بوتين في بيان صحافي في سوشي"إذا كان شركاؤنا الأوروبيون يتوقعون منا السماح لهم بالوصول إلى أحد أهم قطاعات اقتصادنا، النفط والغاز، فعندئذ نتوقع أنهم سيقابلوننا في منتصف الطريق بإجراءاتهم". غير أنه أضاف"الشيء الرئيس هو أن لدينا رغبة بحل تلك المسائل وسنصل إلى اتفاق". وكان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، شكك في وقت سابق من هذا الشهر في المسوغات الديموقراطية لروسيا، واتهم زعماءها باستغلال النفط والغاز كوسائل"تهديد وابتزاز"ضد جيرانها. وتجنب بوتين يوم الخميس الإجابة عن سؤال بخصوص تصريحات تشيني، وقال ان روسيا تدافع فقط عن مصالحها. وقال باروزو"ليست لدينا محرمات في مناقشاتنا، يمكنني أن أخبركم بكل صراحة، بأنني شعرت في هذا الاجتماع بروح انفتاح حقيقية ومحاولة من كل منا لفهم موقف الآخر". ويمارس الاتحاد الاوروبي ضغوطاً على موسكو للسماح للشركات الأوروبية بالوصول إلى أنابيب الغاز، بينما تريد موسكو أن تتمكن"غازبروم"من التوسع في سوق التوزيع الأوروبية. وفي وقت سابق من العام الحالي، أثارت"غازبروم"التي تمد أوروبا بنحو ربع احتياجاتها من الغاز، مخاوف أوروبا بعدما أوقفت لفترة قصيرة إمدادات الغاز إلى أوكرانيا بسبب خلاف حول الأسعار. وزاد رئيس"غازبروم"الكسي ميلر من تلك المخاوف، عندما أبلغ سفراء الاتحاد الاوروبي في نيسان أبريل بأن روسيا قد توجه الغاز إلى أماكن أخرى، إذا حاول الاتحاد الاوروبي التدخل في خططها للتوسع. ويعتبر الكثيرون في الكرملين، ان"غازبروم"وسيلة لتعزيز نفوذ روسيا على صعيد الجغرافيا السياسية، بعدما فقدت مكانتها في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991. وقال بوتين ان في إمكان روسيا أن تكون مصدراً للطاقة يعتمد عليه، غير أنه أوضح أن مصالحها ستكون لها الأولوية، حيث تسعى لدخول أسواق جديدة، وأنها"ستبحث بالطبع في السوق العالمية عن نوع من الشراكة يلبي مصالحنا الاقتصادية". وأضاف"إننا نرى كيف تدافع الولاياتالمتحدة عن مصالحها، ونرى الوسائل والطرق التي تستخدمها في ذلك. عندما ندعم مصالحنا فإننا نبحث أيضاً عن أكثر الوسائل قبولاً لتنفيذ مهماتنا الوطنية".