تأخذ إشكالية التعامل الأوروبي الروسي في مجال الإمدادات بالغاز أبعاد معركة فعلية متنامية الثقل ومتشعبة التداعيات. ورغم التغيير المعلن في موسكو في اعلى قمة هرم الحكم ووصول ديمتري مديديف لرئاسة البلاد خلفا للرئيس بوتين فان المسئولين والخبراء لا يتوقعون اية حلحلة قريبة وجوهرية بالنسبة للمتاعب والمصاعب التي تعترض العلاقات الروسية الأوروبية في مجال الطاقة. وقال مصدر أوروبي مطلع في بروكسل اليوم الثلاثاء ان مفوض الطاقة الأوروبي اندريس بيبالغز قد جمع خبراء الطاقة بدول التكتل الأوروبي السبع والعشرين بشكل استثنائي لمناقشة المعركة المعلنة بين روسيا والتكتل الأوروبي والتي تنعكس عبر المشادة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا. وتعتبر أوكرانيا ذات العلاقة المتوترة مع جارها الروسي القوي المعبر الطبيعي لإمدادات الغاز الروسية للتكتل الأوروبي والتي تمثل زهاء ثلث استهلاكه اليومي. ومع التصاعد المستمر لسعر المحروقات في أسواق الطاقة العالمية وأسواق المال الدولية يتصاعد ثقل الروس في معادلة القوة بينهم وبين أوروبا الغربية بشكل عام. وبين نفس المصدر الأوروبي ان رئيسة وزراء أوكرانيا لوليا تيموشنكو التي ادارت في بلادها قطاع الغاز الأوكراني لعدة سنوات توجد هي الأخرى في بروكسل لمطالبة المسئولين في المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي بدعم مطالب بلادها تجاه الجار الروسي. ويخطط الأوروبيون والروس الى عقد لقاء على مستوى القمة يومي 26 و27 يونيو القادم وهي اول قمة بين الطرفين بمشاركة الرئيس الروسي الجديد ديمتري مديديف. وتعود مخاوف الدول الأوروبية من منحى الرئيس الروسي الجديد لكونه يعتبر احد رموز الثروة الروسية المتصاعدة في مجال الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي وتعتمد دول مثل ألمانيا حاليا على أربعين في المائة من استهلاكها على الغاز الروسي مقال ست وعشرون في المائة بالنسبة لفرنسا و ثلاثون في المائة بالنسبة لايطاليا ومائة في المائة بالنسبة لفنلندا. وتضع هذه الأرقام دول التكتل الأوروبي وبما فيها القوية والفاعلة مثل ألمانيا وفرنسا في موقف الضعف تجاه الكرملين. //يتبع// 1606 ت م