كشفت السلطات المصرية أمس هوية أحد منفذي الهجمات الانتحارية التي هزّت السبت الماضي مدينة شرم الشيخ الساحلية وتسببت في سقوط عشرات القتلى، وتبيّن انه مصري من سيناء نفسها. وجاء هذا التطور في وقت تراجعت التكهنات في شأن إمكان ضلوع باكستانيين في الهجمات، وقلل مسؤولون مصريون من اهمية اختفاء خمسة باكستانيين تركوا الفندق الذي كانوا يقيمون فيه في ضاحية المعادي يوم 9 تموز يوليو الجاري ولم يظهروا من وقتها. وكانت وسائل إعلام نشرت صور الباكستانيين الخمسة ومعلومات عنهم ذكرت أنها حصلت عليها من مصادر مصرية. وأكدت مصادر أمنية، أمس، أن السلطات لا تسعى الى اثبات نظرية بعينها مشيرة الى أن المحققين "يبحثون في كل الفرضيات المتاحة". وتمكنت السلطات أمس من تحديد هوية أحد الجناة فجّر فندق غزالة غاردنز وتبين انه مصري من أهالي سيناء وتحديداً من مدينة العريش ويدعى يوسف محمد بدران حنفي، ما رجح السيناريو الذي يذهب الى الربط بين ما جرى في شرم الشيخ والتفجيرات الثلاثة التي ضربت مدينة طابا في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقال مسؤول مصري لوكالة "يونايتد برس انترناشيونال" ان حنفي له علاقات وثيقة بجماعات اسلامية، الا انه رفض اعطاء اي تفاصيل اضافية. وتابع ان الشرطة اعتقلت افراداً من عائلة حنفي لاستجوابهم من اجل معرفة معاونيه او مساعديه. واشار الى ان قوات الامن اعتقلت أمس 70 شخصاً من مدن وقرى سيناء المختلفة للتحقيق معهم في تفجيرات شرم الشيخ التي هزت ثلاثة مواقع في المنتجع الساحلي واودت بحياة 90 شخصاً من بينهم اجانب. وكانت قوات الأمن اعتقلت 90 شخصاً في اليومين الماضيين لاستجوابهم حول الهجمات في شرم الشيخ. وبث موقع اسلامي على شبكة الانترنت بياناً أمس ل "جماعة التوحيد والجهاد المصرية" يتبنى مسؤولية التفجيرات. وتميّز البيان الجديد عن بيانات ثلاثة سابقة تتبنى التفجيرات بأنه صدر في موقع اعتاد بث بيانات "تنظيم القاعدة والجهاد في بلاد الرافدين"، ما اعطاه بعض الصدقية. وربط البيان بين التفجيرات في المدينتين الساحليتين المصريتين شرم الشيخ وطابا. وبرر بيان المجموعة غير المعروفة عدم اعلانها من قبل مسؤوليتها عن تفجيرات طابا بسبب "ظروفها الامنية". وقالت "ان كنا لم نعلن من قبل، فذلك لظروفنا الأمنية التي نقدرها وفق مصلحة التنظيم ونحن الآن في وضع افضل يمكِّننا ... من تبني عمليتنا الثانية في سلسلة الحرب المحلية بشرم الشيخ". واوضحت ان "جماعة التوحيد والجهاد بأرض الكنانة مصر تواصل الحرب المجلية على اليهود والنصارى من ارض الاسلام والتي بدأت بمحاربة بؤر الشر والدعارة الصهيونية على ارض المناجاة سيناء بطابا ورأس شيطان ونويبع". وقال البيان "تقبل الله شهداءنا فى تلك الغزوة المباركة"، في اشارة الى تفجيرات طابا، ذاكراً اسماء خمسة مهاجمين قتلوا فيها هم اياد صالح الفلسطيني وسليمان فليفل سواركة وحماد الترباني ومحمد بدوي وسلامه التيهي. ودعت "جماعة التوحيد والجهاد المصرية" "كفار العالم ... ان اردتم ان تأتوا الى بلادنا وتنعموا بالأمن والسلام"، الى "طلب الامان من قادة الأمة الحقيقيين ... قائد الأمة الشيخ اسامة بن لادن والشيخ ايمن الظواهري"، وهما على التوالي زعيم تنظيم "القاعدة" ونائبه. واستمرت جهود قوات الامن المصرية في مطاردة المشتبه في ضلوعهم في التفجيرات ولم تقلل الشرطة المصرية الحصار المفروض على قريتي الرويسات وخروم لاعتقادها بأن سيارة يرجح أن متهمين بالمشاركة في التفجيرات كانوا يستقلونها دخلت احدى القريتين بعد وقوع التفجيرات. واشارت مصادر امنية الى أن حملات استخدمت فيها طائرات مروحية وسيارات اضافة الى سيارات خاصة نفذت في الدروب الجبلية في الطرق الصحراوية الوعرة للتأكد من معلومات عن فرار مشتبه فيهم بها. وقال اهالي من مدينة العريش في شمال سيناء إن قوات الامن دهمت مناطق في المدينة بحثاً عن اسلاميين متشددين كانوا على علاقة بمحمد فليفل وخالد مساعد اللذين فرا عقب تفجيرات طابا ويعتقد انهما قادا الاعتداءات على شرم الشيخ. ومعروف ان شقيق الأول قتل اثناء تفجير فندق طابا مع قائد العملية الفلسطيني الأصل أياد صالح.