وصف الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد الدول التي تعارض تقدم إيران في المجال النووي بأنها تعاني"أمراضاً عقلية"، وقال في خطاب ألقاه في منطقة زارند في وسط إيران:"أولئك الذين يزعجهم تقدم شعوب أخرى يعانون اضطرابات عقلية ويجب أن يتلقوا العلاج". وزاد:"لسنا على خلاف مع أحد لكننا نكافح للحصول على حقنا ولن نتخلى عن ذلك". داخلياً، أعلن أحمدي نجاد أنه سيلغي قسماً من عمليات التخصيص التي أنجزتها الحكومات السابقة، وقال:"في إطار سياسة التخصيص بيعت أملاك الشعب ومصانع بلايين الريالات ملايين الدولارات لمجموعات خاصة بأسعار بخسة، وعمدت هذه المجموعات إلى طرد العمال وإقفال المصانع بدل تنشيطها". ولم يكشف نجاد هوية الشركات والأشخاص الذين أشار إليهم. وتزامن ذلك مع الإعلان عن عزم أحمدي نجاد بعث رسالة إلى البابا بينيديكتوس السادس عشر، بعد خطاب غير مسبوق أرسله إلى الرئيس الأميركي جورج بوش في وقت سابق الشهر الجاري، بحسب ما أفادت صحيفة"جمهوري إسلامي"المقربة من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. متقي في سورية وفي دمشق، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري وليد المعلم في وزارة الخارجية السورية:"استعرضت مع الرئيس بشار الأسد والمعلم آخر التطورات التي تشهدها إيران في شأن البرنامج النووي الإيراني الذي يستخدم للأغراض السلمية وأكدنا على حقنا غير القابل للنقاش في امتلاكنا التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية". وأفادت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"أن المسؤولين السوريين حضوا متقي على تقديم طهران"ضمانات إلى دول الخليج التي تظهر قلقاً كبيراً"من البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي سيقوم به متقي خلال زيارته الكويت. ونقل متقي إلى الرئيس السوري رسالة من نظيره الإيراني تناولت"استمرار التنسيق والتشاور في القضايا المطروحة وفي مواجهة الضغوط التي يتعرض لها البلدان"، بحسب تأكيد ناطق رئاسي. غاز يورانيوم صيني في غضون ذلك، أفاد ديبلوماسي في فيينا ديبلوماسي مطلع على معطيات استخباراتية أن إيران استخدمت مخزوناً من غاز اليورانيوم الصيني وليس الغاز الذي أنتجته أخيراً، وذلك لكسب الوقت في عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال ديبلوماسي مطلع على معطيات استخباراتية:"حاول الإيرانيون لأسباب سياسية تحقيق قفزة تكنولوجية... وكانوا على عجلة من أمرهم لإعلان قدرتهم على إجراء عمليات تخصيب اليورانيوم"، موضحاً أن إيران"اختارت الوقود الصيني بسبب مواصفاته التي تسمح بإجراء تخصيب أفضل"سعياً منها"للتأكد تماماً"من أن عملية التخصيب ستنجح، بهدف وضع مجلس الأمن أمام الأمر الواقع قبل أن يتخذ قراراً في شأن ملفها النووي. روسيا تتمسك بمعارضة العقوبات في غضون ذلك، أفاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ألمار بروك بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ابلغ مشرعي الاتحاد الأوروبي أن موسكو ما زالت غير مقتنعة بأن العقوبات الدولية ستقنع إيران بالحد من طموحاتها النووية. وقال بروك بعد جلسة مغلقة مع لافروف:"كان واضحاً أنه لافروف قال لا للقدرات العسكرية الإيرانية ولا لقدرات التخصيب. وجدد عرضه بأن يجرى التخصيب في الأراضي الروسية". وتعثرت الأسبوع الماضي جهود في مجلس الأمن للاتفاق على قرار يمهد الطريق أمام فرض عقوبات على إيران إذا رفضت وقف تخصيب اليورانيوم بسبب معارضة روسيا والصين. وكان لافروف متحفظاً في شأن خطة للاتحاد الأوروبي لعرض حوافز على طهران حتى توقف التخصيب وقال إنه سيحتفظ بحكمه إلى أن يقدم الاتحاد تفاصيل الخطة لروسيا والولايات المتحدة والصين خلال اجتماع يعقد الأسبوع المقبل. وجاء ذلك فيما واصل الاتحاد الأوروبي العمل لإعداد إجراءات تشجيعية من أجل إقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا:"لا يمكن أن يكون هناك رفض لأنه لم يقدم أي عرض"حتى الآن. إلا أنها رفضت تأكيد أو نفي معلومات ذكرتها مصادر ديبلوماسية في فيينا بأن الإجراءات التشجيعية تشمل مساعدة للحصول على مفاعل نووي مدني يعمل بالمياه الخفيفة شرط أن يتخلى الإيرانيون عن تخصيب اليورانيوم في إيران. لا ضمانات أميركية لإيران وفي واشنطن، أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك رفض بلاده البحث في ضمانات أمنية للإيرانيين. وعن رغبة الأوروبيين في تقديم اقتراحات للإيرانيين مرتبطة بالأمن، قال:"أترك الأطراف الأخرى تتحدث عن نفسها، ولكن بالنسبة إلى واشنطن، الأمر غير مطروح للبحث"، مجدداً الموقف الأميركي الذي لا يستبعد أي خيار في الملف الإيراني، بما فيه الخيار العسكري. وعن سخرية أحمدي نجاد من العرض، قال ماكورماك إن من الأفضل انتظار تقديم الاقتراحات فعلياً. في غضون ذلك، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إيران على فتح مفاوضات مباشرة مع طهران حول برنامجها النووي داعياً إلى ضبط النفس لتجنب تفاقم الأزمة.