لمحت واشنطن الى اقتراب ساعة المواجهة في شأن البرنامج النووي الايراني، فيما هددت طهران بالرد على اي تحرك ضدها، باعتماد"سيناريو معد مسبقاً، يجر المنطقة الى حرب"، في حال فشل ايران في انتزاع"حقها"في تخصيب اليورانيوم من خلال المفاوضات مع الاوروبيين. واشار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى ان لا عودة عن برنامج البحوث النووي لبلاده، مؤكداً ان طهران ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مضيها قدماً في البرنامج، على رغم تحذيرات الترويكا الأوروبية المانيا وفرنسا وبريطانيا من ان استئناف البحوث يهدد فرص العودة الى المفاوضات. وافادت معلومات في أنقره امس، ان نجاد ابدى رغبته في زيارة تركيا قبل نيسان ابريل، في وقت أشارت تقارير تركية الى"ضربة اميركية لايران"ودور لوجستي مطلوب من الجانب التركي، وتسارعت وتيرة زيارات مسؤولين غربيين، سياسيين وعسكريين لأنقره. راجع ص 8. ونشرت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية تقريراً استخباراتياً اوروبياً، مفاده ان ايران تسعى سراً الى اكتساب تكنولوجيا وخبرة لازمتين لتطوير سلاح نووي وصواريخ قادرة على ضرب اسرائيل، يصل مداها الى جنوب اوروبا. كما اتهم التقرير باكستان وسورية بالسعي الى الحصول على المواد الكيماوية والتكنولوجيا اللازمة لتخصيب اليورانيوم وتطوير برامج صواريخ. وفي واشنطن، اتهم الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك الايرانيين ب"المراوغة"في المفاوضات الرامية الى اقناعهم بوقف نشاطاتهم لتخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تؤدي الى امتلاكهم قنبلة نووية. وقال:"اذا اتخذت ايران مزيداً من الخطوات في اتجاه التخصيب، على المجتمع الدولي التفكير في اتخاذ مزيد من الاجراءات لكبح تطلعاتها النووية". وزاد:"لن نقبل محاولة طهران وضع خط احمر حول بحوث بحتة تتعلق بنشاطات تخصيب، ولا اعتقد بأن المجتمع الدولي يقبل ذلك". ولم يكشف الاجراءات التي قد يسعى الاميركيون اليها، لكنه لمح الى ان المواجهة"اصبحت وشيكة". وقال:"بصراحة، صبر المجتمع الدولي له حدود بسبب خطورة المسألة". وأشار الى الجهود التي تبذلها روسيا باقتراحها تخصيب اليورانيوم الايراني على اراضيها، معتبراً هذا الاقتراح"مثيراً للاهتمام، ومبنياً على نيات حسنة". في غضون ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات اقتصادية على شركتي"نوفين"و"مصباح"الإيرانيتين للطاقة بحجة دعمهما البرنامج النووي لطهران، وأدرجتهما ضمن لائحة الشركات التي يحظر التعامل معها، وقررت فرض عقوبات على اي فرد أو مجموعة أميركية تنتهك هذا القرار. تصعيد ايراني وفي طهران, حذر علي لاريجاني الامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الايراني, الدول الاوروبية من دفع بلاده الى"اعتماد خيار ثان مخطط له سلفاً"في الملف النووي، لمواجهة الضغوط الهادفة الى حرمان طهران من"حقها"في التخصيب وفي تكنولوجيا انتاج الوقود الذري. ودعا الدول الاوروبية الى الابتعاد عن"الوسائل ذات النتائج غير المرغوب فيها"، مثل احالة الملف الايراني إلى مجلس الامن. ووصف المفاوضات مع الاوروبيين ب"لعبة الشطرنج"التي لا يجب تخريب رقعتها، رافضاً اي مفاوضات تخرج منها بلاده خاسرة. وهدد ب"جر المنطقة الى حرب"اذا اجبرت طهران على التخلي عن التخصيب. كما وجه تحذيراً شديداً الى اميركا واسرائيل من ارتكاب"أي خطأ"مع بلاده، مشيراً الى ان ايران"وضعت سيناريو للرد على هذا الموضوع"، وملوحاً ب"جهنم لا يمكنهما الخروج منها ببساطة"، الامر الذي ينتج عنه خطأ"يعكر اجواء المنطقة". لكن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي جدد مواقف بلاده من الازمة، مشدداً على ان طهران"لا تنتظر إذْنَ أي طرف في ما يتعلق بنشاطها النووي السلمي". واعتبر ان سياسة الانفتاح وبناء الثقة مع الغرب، لم تعد بنتائج ايجابية على ايران، داعياً الى العودة الى"الاصول ومبادئ الثورة". خطف جنود ايرانيين من جهة أخرى, هددت مجموعة تطلق على نفسها"جند الله"بتصفية تسعة جنود ايرانيين خطفتهم في منطقة سراوان في اقليم سيستان وبلوشستان المحاذي للحدود مع باكستان, مطالبة باطلاق 16 من عناصرها تعتقلهم الحكومة الايرانية. ويرحج انتماء الرهائن التسعة الى"الحرس الثوري". واجرت طهران اتصالات مع إسلام آباد لإنقاذ الرهائن، في ظل مخاوف من ان يكون الخاطفون نقلوا الجنود التسعة الى اقليم وزيرستان الباكستاني حيث معقل هذه المجموعة المنشقة عن جماعة"انصار السنة"القريبة من تنظيم"القاعدة".