كثّفت الاممالمتحدة من اتصالاتها مع الخرطوم لتسريع خطوات الإعداد لنشر قوات أممية في دارفور لحفظ السلام. وتسعى القيادة السودانية الى إقناع المنظمة الدولية بأن يكون إرسال القوات تحت الفصل السادس من ميثاق الأممالمتحدة وليس الفصل السابع الذي يتيح لها استخدام القوة وملاحقة المتهمين في ارتكاب جرائم حرب في الاقليم. فيما أعلنت"حركة تحرير السودان"- جناح عبدالواحد محمد نور، امس، انها ستلتحق بسلام دارفور قبل نهاية الشهر الجاري، وهي المهلة التي حددها الاتحاد الافريقي. واتفق الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ونائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه على ارسال مبعوث خاص من المنظمة الدولية للسودان خلال يومين لإجراء مزيد من المشاورات حول دور الأممالمتحدة في السودان. وقال طه أمس إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من أنان ليل الأربعاء - الخميس بحثا فيه في قرار مجلس الأمن الأخير الذي أمهل الخرطوم أسبوعاً للسماح لفريق من الخبراء العسكريين بدخول البلاد للتخطيط لنشر قوات دولية في دارفور، موضحاً انه اتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة على اجراء المزيد من المشاورات حول دور المنظمة الدولية في المرحلة المقبلة في السودان وقرارات مجلس الأمن في شأن دارفور. كما حض مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك الحكومة مجدداً، أمس، على قبول قرار مجلس الأمن بالسماح لفريق من الخبراء العسكريين بدخول البلاد للتخطيط لنشر القوات الدولية في دارفور. وأوضح برونك انه ناشد الحكومة الموافقة على قرار مجلس الأمن، قائلاً"ان نشر قوات دولية يرتبط بموافقتها". لكن الناطق باسم الوفد الحكومي الى مفاوضات أبوجا الدكتور أمين حسن عمر قال ان القوات الدولية لن تأتي بدون موافقة الحكومة السودانية، وان المشكلة ليست في جنسيات القوات ولا في عددها انما في الصلاحيات الممنوحة لها. ورأى ان عشرة آلاف من جنود المنظمة الدولية في جنوب البلاد، فاذا ارتفع العدد الى عشرين الفاً آخرين في دارفور، لن يمثل ذلك تهديداً للأمن القومي. الى ذلك، أعلن جناح عبدالواحد محمد نور في"حركة تحرير السودان"انه سيلتحق بسلام دارفور قبل نهاية الشهر، وأكد اقتناعه باستحالة تعديل اتفاق أبوجا قبل التوقيع. وكشفت الحركة عن اتصالات تجريها مع الحكومة والاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي بغية رفع المبلغ المرصود للتعويضات من 30 مليون دولار الى 300 مليون دولار. وأبلغ ابراهيم مادبو، مستشار الشؤون السياسية لعبدالواحد نور،"الحياة"انه أجرى اتصالات مع الاتحاد الافريقي ورئيس الوفد الحكومي الدكتور مجذوب الخليفة، مبيناً ان الطرفين أكدا عدم امكان إجراء أي تعديل على الاتفاق قبل توقيع الفصائل الرافضة عليه. وأقر مادبو بأنهم أمام أزمة بعد توقيع الجناح الآخر في"حركة تحرير السودان"برئاسة مني أركو ميناوي على الاتفاق وتأييد المجتمع الدولي للوثيقة"لأن توقيع مني الاتفاق وايداعه مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن الدولي جعل من الصعب جداً تعديله"، مضيفاً:"نحن أمام أزمة حقيقية لأنه الاتفاق لا يمكن أن يُعدل". وقال إنه يتوقع موافقة فصيله وتوقيعه على الاتفاق في أي وقت خلال المهلة الممنوحة لهم، حتى آخر الشهر. في غضون ذلك، منح الرئيس الأوغندي يوري موسفيني ونائب الرئيس السوداني رئيس حكومة اقليم جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مهلة جديدة لزعيم حركة متمردي"جيش الرب"الأوغندية جوزيف كوني لإنهاء التمرد وتسليم نفسه، وتعهدا ضمان حمايته وسلامته. وقال بيان رئاسي في كمبالا وزعته السفارة الأوغندية في الخرطوم ان الحكومة الاوغندية وحكومة جنوب السودان منحتا كوني مهلة 60 يوماً تنتهي في تموز يوليو"لإنهاء عملياته الارهابية وتسليم نفسه".