اعتبرت الحكومة السودانية ان إرسال قوات دولية الى دارفور مسألة"تخطاها الزمن"بعد توقيع اتفاق سلام في الإقليم، فيما بدأت الفصائل الرافضة لاتفاق أبوجا اتصالات للتنسيق بينها، وسط تحذيرات من"حرب أهلية"في الإقليم المضطرب. وأجرى المسؤول في الأممالمتحدة يان برونك اتصالات مع بعض فصائل التمرد في دارفور لإقناعها بالسير في اتفاق السلام. وقال مراقبون إن الأحداث تتسارع في دارفور بوتيرة تنذر بانفجار والتحول الى فوضى شاملة، وهو ما تتخوف منه الأممالمتحدة. وكشف ل"الحياة"القيادي البارز في دارفور منسق"مجموعة ال 19"المنشقة عن"حركة تحرير السودان"الدكتور شريف حرير ان مجموعته بدأت الإعداد للتنسيق مع فصيل عبدالواحد محمد نور في"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"بزعامة خليل إبراهيم. وأكد ان الحركات ستصعّد الأوضاع باعتبار ان اتفاق ابوجا"صفقة"بين مني أركو ميناوي زعيم"حركة تحرير السودان"والحكومة وبعض الدول الافريقية والغربية. وقال"إنه اتفاق لا يمثل أهل دارفور، لأنه اتفاق وظائف ومغانم". وشدد على"رفض قيادات مؤثرة ميدانياً للاتفاق". وتتحدث مصادر عن ثلاثة سيناريوهات قد تواجهها دارفور، وهي تنفيذ الاتفاق وتحقيق السلام، أو مواصلة وضع الانفلات الحالي، أو سيناريو الفوضى الكاملة والحرب بين الحركات المسلحة. وفي إطار انقسام جماعات المتمردين، أفيد أن مسؤول العمل الخارجي في فصيل مناوي، إبراهيم أحمد إبراهيم أرسل رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، أعرب فيها عن امتعاضه من الضغوط الدولية التي ارغمت رئيس الحركة ميناوي على"اتخاذ قرار فردي"لم تشترك فيه قيادة الحركة بقبول اتفاق السلام في أبوجا. ووصل الى الفاشر أمس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك والتقى والي ولاية شمال دارفور محمد يوسف كبر وقيادات عسكرية من المتمردين. ويحاول برونك اقناع مقاتلين في صفوف الحركات الرافضة للاتفاق بالخروج عن قياداتها والانضمام الى اتفاق ابوجا. في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن اجتماعاً ليل الثلثاء على المستوى الوزاري لمناقشة الوضع في دارفور. وناشد الأمين العام كوفي أنان، أمام المجلس، الجهات المانحة تقديم مساعدات لمواجهة الأزمة الإنسانية في دارفور وتعزيز القوة الأفريقية المنتشرة في الاقليم. وقال أنان في كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن وزعها مكتب المنظمة الدولية فى الخرطوم، إن هناك الكثير مما يجب عمله و"لا يوجد وقت لإضاعته". وقال إنه أرسل خطاباً إلى الرئيس السوداني عمر البشير من أجل إرسال بعثة تقويم إلى السودان لتأسيس قوة للأمم المتحدة. وأضاف أنان:"دعونا ألا نقلل من التحدي الذي سيصحب مهمة تحويل القوات، فحماية أهل دارفور وتطبيق اتفاق أبوجا سيكونان من أصعب التحديات التي ستواجهها المنظمة، ربما الأصعب منذ الصومال ورواندا والبوسنة في بداية التسعينات، ولكنه تحد لن نستطيع رفضه". ودعا مجلس الأمن حركة"العدل والمساواة"برئاسة الدكتور خليل ابراهيم والجناح الاخر فى"حركة تحرير السودان"بقيادة عبدالواحد محمد نور الى الاحتذاء ب"حركة تحرير السودان"بقيادة مني أركو ميناوي التي وقعت اتفاق السلام في ابوجا. وأبلغت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أعضاء المجلس أن"الولاياتالمتحدة تدعو مجلس الأمن إلى اعتماد مشروع القرار الأميركي سريعاً"، وهو القرار الذي يدعو الى الإسراع في تحويل القوة الأفريقية الى قوة دولية. إلا أن الموقف السوداني من إرسال قوات دولية لدارفور جاء مغايراً، إذ اعتبر وزير الخارجية لام أكول أن إرسال قوات تابعة للأمم المتحدة إلى الإقليم مسألة"تخطاها الزمن"بعد توقيع اتفاق أبوجا. وأضاف في القاهرة أنه"بعد التطورات التي أدت إلى توقيع اتفاق سلام لم يعد هناك لزوم لهذه المسألة". وقال:"الآن نتحدث عن تطبيق اتفاق السلام". وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن قسماً مهماً بشأن الترتيبات الأمنية ولكن لا شيء عن مسألة إرسال"قوات دولية. وفي كوبنهاغن أ ف ب، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري على ضرورة تطبيق اتفاق أبوجا. وقال إثر لقاء مع رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن:"ما توصلنا اليه في دارفور تم بمساندة الأسرة الدولية. علينا الآن الحرص معاً على ان يتم تنفيذ الالتزامات، وعلى اننا لن نقبل بأن يحدد الداعون الى الحرب المسار".