شهدت منطقتا المشاهدة والطارمية 30 كلم شمال بغداد تشكيل قوة عسكرية باسم"فوج الطارمية"يضم أبناء المنطقة الواقعة شمال بغداد، ما تسبب بأزمة بين القوات الأميركية ووزارة الداخلية العراقية بسبب تشكيل هذا الفوج. وبحسب مصادر محلية في المنطقة تم الاتفاق بين القوات الاميركية ووزارة الداخلية على تشكيل فوج باسم"فوج الطارمية"، تعداده حوالي ألفي جندي، من أهالي المنطقة. وأضافت"فوجئنا بعد ذلك بكتاب من وزير الداخلية العراقي باقر جبر صولاغ يطلب فيه التريث بتشكيل الفوج الجديد"، موضحة"السبب، وبحسب ما جاء في كتاب الوزير، أن هذا الفوج سيُشكل على أسس طائفية، وأنه قد تنتمي إليه عناصر من المسلحين، ما دفع بزعماء العشائر في المدينة إلى التوجه إلى القوات الاميركية لإبلاغها بموقف وزير الداخلية"، مشيرة إلى أن القائد الأميركي في الطارمية تجاهل ما جاء في كتاب وزير الداخلية العراقي، مطالباً شيوخ العشائر بالمضي في تشكيل الفوج، واعداً إياهم بتقديم المساعدة التي يريدونها. واكدت المصادر أن الاميركيين، وبسبب عزمهم على مغادرة المنطقة، دفعوا باتجاه تشكيل فوج من الاهالي، على أن يتعهد هذا الفوج بحماية المنطقة الواقعة شمال بغداد، التي تشهد عادة عمليات عسكرية للمسلحين الذين أسقطوا بعض المروحيات العسكرية الأميركية فيها. وتعد منطقة المشاهدة، الواقعة على الطريق العام بين بغداد وتكريت، من اشد المناطق سخونة وتشهد اضطراباً امنياً بشكل يومي، أطلق عليها القادمون من بغداد والمتوجهون إليها تسمية"منطقة الموت". وهي منطقة زراعية تضم مجموعة من الحقول والبساتين لاهالي المنطقة. ويتم في أحيان كثيرة قطع الطريق الرئيسي فيها بسبب هجمات المسلحين الذين يزرعون عبوات ناسفة تستهدف أيضاً الآليات الأميركية التي تعبر المنطقة أو تنصب حواجز أمنية ونقاط تفتيش عراقية للحد من الهجمات التي تتعرض لها المنطقة، ما يضطر سائقو السيارات الانتظار ساعات من دون أن يتمكنوا من سلوك الطرق الفرعية التي يصفونها ب"مقبرة الطريق". وتسكن المشاهدة عشائر"العزة"و"البو فراجّ"السُنية تجتمع كلها تحت لقب"المشهداني"نسبة إلى اسم المنطقة، حتى بات هذا اللقب وبالاً على سكان المنطقة، اذ حرم الكثير منهم من زيارة بغداد بسبب هذا اللقب الذي تحمله هوياتهم المدنيةّ. وبسبب نشاط المسلحين في المشاهدة، التي تجاور منطقة الطارمية، انقطع سائقو السيارات العاملين على خط تكريت - بغداد عن العمل، بسبب خطف المسلحين المواطنين الشيعة الذاهبين إلى تكريت أو سامراء، ما حدا ببعض الجهات السياسية من اصحاب الميليشيات المسلحة إلى نصب نقاط تفتيش قرب منطقة مرائب علاوي الحلة التي تنطلق منها سيارات المحافظات، ومنها تكريت، وخطف أكثر من خمسة سائقين من تكريت وسامراء، كرد انتقامي. وبذلت القوى العشائرية جهوداً مضنية من اجل إقناع المسلحين بجدوى تأسيس فوج من أهالي المنطقة. وكانت"فرانس برس"ذكرت أن لقاءات تمت بين فصائل المقاومة العراقية وشيوخ العشائر في هذه المنطقة تكللت بالنجاح في إقناع المسلحين بعدم التعرض إلى المتطوعين في"فوج الطارمية".