اندلعت اشتباكات مسلحة فجر امس بين «جيش المهدي» التابع لرجل الدين مقتدى الصدر واخرى من «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي في بغداد، فيما اعلنت «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) مسؤليتها عن قتل 18 سنياً وجدت جثثهم مرمية شمال العاصمة أول من امس، مؤكدة انها خطفتهم «عندما كانوا يخططون لتشكيل فوج صحوة في منطقة الطارمية». وأفاد شهود «الحياة» ان «اشتباكات اندلعت فجر اليوم (امس) بين عناصر مسلحة من العصائب واخرى من جيش المهدي، أدت الى قتل شخص على الاقل من اتباع الصدر في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد». وليست المرة الاولى التي يحصل فيها اشتباك بين اتباع التيار الصدري و «العصائب» المنشقة لخلافهما على فرض النفوذ على الاحياء والمدن الشيعية. وأفاد الشهود ان الاسباب الحقيقة وراء المواجهات غير معروفة الا ان «الاحتكاك غالباً ما يحصل بسبب الصراع على بسط النفوذ». وكان الصدر أصدر امراً نهاية الاسبوع الماضي بحل «جيش المهدي» وإعادة هيكلته على خلفية استعراض عسكري نظمه عدد من انصاره في محافظة ديالى التي تشهد توتراً طائفياً. إلى ذلك، أعلنت «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في بيان امس مسؤليتها عن خطف وقتل 18 سنياً في منطقة الطارمية، شمال بغداد، لأنهم «مرتدون». وزاد البيان: «وردتنا معلومات عن اجتماع في أحدى مضافات يضم شيوخ عشائر مرتدة مع ضباط في الجيش بينهم شخص برتبة رائد من أجل اقامة فوج جديد للصحوات. وقد علمت احدى وحدات استخبارات الدولة الاسلامية (بالاجتماع) فحركت فرقة الى المضيف وقد ارتدوا ملابس قوات سوات في الجيش ودخلوا عليهم واسروا الجميع ثم تمت تصفيتهم». وتأتي الحادثة مع عودة ظاهرة الجثث المجهولة في عدة مناطق واحياء بغداد ما اعتبر مؤشراً إلى نشاط واسع للجماعات المسلحة. وأعلن «الحزب الاسلامي» أن «وقوع هذه الحادثة في قضاء الطارمية يثير علامات استفهام حول دور القوات الامنية في حماية المواطنين وعجزها في هذا المجال». وطالب الحكومة ب «كشف تفاصيل هذه الجريمة والاطراف التي تقف وراءها ومحاسبتهم على سفك دماء اهلنا بهذه الصورة». وعزا البيان «استهداف الطارمية المتواصل والتضييق عليها في جميع جوانب الحياة ومنها الانتخابات المقبلة يؤشر إلى وجود مخطط خبيث لإبقاء مناطق معينة رهينةً لأجواء القتل والتدمير والتأخر وهو ما لا يمكن السكوت عنه والسعي الجاد لافشاله وملاحقة المتورطين فيه». وكانت استخبارات الشرطة الاتحادية أعلنت اعتقال انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً حاول تفجير نفسه في تجمع للمواطنين في منطقة حافظ القاضي، وسط بغداد. أمنياً أيضاً، قتل سبعة عراقيين في هجمات متفرقة أمس، بينهم شيخ عشيرة قضى على ايدي مسلحين جنوب الموصل، على ما أفادت مصادر امنية وطبية. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية ان «ثلاثة اشخاص قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بانفجار سيارة مفخخة في منطقة المحمودية». وقتل شخص آخر وأصيب أربعة في انفجار عبوتين ناسفتين قرب منزل نقيب في الشرطة في حي الوحدة. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، اعترض مسلحون مجهولون سيارة الشيخ ويس حسين المرير أحد زعماء عشيرة اللهيب النافذة وأردوه. وفي حادث منفصل آخر في الموصل، قتل مسلحون مجهولون جندياً سابقاً في هجوم امام منزله غرب المدينة. كما قتل مدني بانفجار عبوة ناسفة اثناء تشييع جنازة شخص قضى بانفجار عبوة الجمعة في منطقة ينكجة شرق تكريت. من جهة اخرى، اعتقلت الشرطة العراقية انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً في منطقة حافظ القاضي التجارية المكتظة في بغداد. في بابل، حمل المحافظ صادق مدلول السلطاني في بيان «كل شخص في المحافظة مسؤولية الدماء التي تسيل»، مشيراً الى ان «عدونا لا يفرق ويستهدف الجميع ولإبن هذه المحافظ دور كبير في مساندة الاجهزة الامنية ورصد الحالات المشبوهة والاخبار عن الحواضن الارهابية» ونفى السلطاني ان «تكون هناك مجاملة على حساب ارواح ودماء ابناء المحافظة». وشدد على ضرورة «إيصال المعلومة الاستخبارية بالسرعة الممكنة وبناء الخطط الامنية على اساس ذلك».