لم يصدق أحد ما فعله الشياطين الحمر لقب منتخب كوريا الجنوبية على ملعبهم وأمام جمهورهم في النهائيات الماضية 2002، اجتاز الكوريون روسيا وبلجيكا وتونس في الدور الأول، وتخطوا إيطاليا ثم إسبانيا، قبل السقوط في نصف النهائي أمام المانيا. لكن المنتخب الكوري، الذي فشل دائماً في عبور الدور الأول أنهى"المونديال"في المركز الرابع. واتجهت أصابع الاتهام إلى الحكمين الاكوادوري مورينو والمصري جمال الغندور، لدورهما في مساعدة كوريا الجنوبية للفوز على إيطاليا، بعد طرد غير مستحق لفرانشيسكو توتي، وإلغاء الغندور هدفين صحيحين واضحين لاسبانيا في الشباك الكورية. المنتخب الكوري قدم أمام جمهوره مباريات ممتازة وكشف عن اللياقة البدنية العالية لنجومه. المنتخب الكوري يعود إلى المونديال لسابع مرة طامحاً في اجتياز الدور الأول على حساب توغووسويسرا، ويرى مدربه الهولندي ديك ادفوكات أن الوصول إلى الدور الثاني يفتح الأبواب للمفاجآت لأن نظام خروج المهزوم يمكن أن يشهد كل النتائج كما حدث في كل النهائيات الماضية، وحرص ادفو كات على اختيار قائمة متوازنة بين اللاعبين أصحاب الخبرة الدولية والاحتراف في أوروبا والمشاركة السابقة في المونديال واللعب في أكثر من مركز، وكان استبعاده للاعب تشادو دي غريباً وفقد نجم كوريا الجنوبية الاسطوري تشا بوم فرصة اللعب مجدداً في المونديال. ويسعى ادفو كات إلى تحسين الصورة المهزوزة للفريق في الأعوام الأربعة التي مرت بين البطولتين، وكان تعادل كوريا الجنوبية في المرحلة الأولى للتصفيات الآسيوية مع المالديف من دون أهداف صدمة هائلة للجميع، وسقط المنتخب مجدداً إلى المركز الأخير في بطولة شرق آسيا، وخسر مباراتيه ذهاباً إياباً في التصفيات أمام المنتخب السعودي. وتشمل الصورة المهزوزة أيضاً تغييرات متكررة للمدربين بعد استقالة الهولندي جوس هيدنيك عقب إنجازه في المونديال الماضي، وعمل البرتغالي هومبيرتو كويلهو لمدة عام وتعرض للإقالة بعد التعادل مع مالديف، وجاء هولندي آخر وهو جو بونفرير الذي عمل مدرباً لنيجيريا عندما فازت بذهبية دورة اتلانتا الأولمبية 1996، ولم ينجح مع الأهلي المصري عام 2003، ولكن بونفرير أخفق في بطولة شرق آسيا واستبعد بعد تصفيات المونديال مباشرة، وجاء هولندي ثالث ديك ادفو كات. القائمة الحراس: - لي وون جاي، 26-4-1973 من سوون سامسونغ، الحارس الأول في المنتخب برصيد 92 مباراة دولية ويمكن أن يكمل 100 مباراة لو وصلت كوريا إلى الدور نصف النهائي، وخاض كل مباريات فريقه في المونديال الماضية، ولم يعط لأي حارس آخر أي فرصة في التصفيات ولعب 12 مباراة وهو الأكثر اشتراكاً بين اللاعبين، والأرقام تعكس حجم خبرته وكفاءته. - كيم يونغ داي، 11-10-1979، من سيول فيسيكال، أطول الحراس وترتفع قامته عن الأرض 189 سنتيمتراً ولكنه بلا خبرات دولية. - كين يونغ كوان 28-6-1983، من تشونام دراغونز، لم يلعب دولياً ولكن كفاءته في المباريات المحلية تؤكد أنه سيحصل على الفرصة قريباً. الدفاع: - لي يونغ بيو، 23-4-1977، من توتنهام هوتسبيرز الإنكليزي، شهرته كبيرة بعد نجاحه مع فريقه في الدوري، ورصيده 81 مباراة دولية وبينها 11 في التصفيات وسجل خلالها هدفين، يتمتع برشاقة وخفة حركة ولعب خمس مباريات في نهائيات المونديال السابقة. - كيم دونغ جين، 29-1-1982، من اف. سي سيول، خاض سبع مباريات في التصفيات، وهو الظهير الأيسر الأساسي. - تشو وون هي، 17-4-1983، من سوون سامسونغ، لم يلعب في التصفيات، على رغم أنه نال الفرصة في 11 مباراة دولية أخرى. - سونغ تشونغ غوغ، 20-2-1979، من سوون بلو وينفز، لعب خمس مباريات في التصفيات ولكنه ليس أساسياً. - تشوي جين تشويل، 26-3-1971، من تشونبوك هيونداي، من أكبر اللاعبين عمراً ورصيده 58 مباراة دولية، ومكانه متأرجح بين الظهير الأيمن وقلب الدفاع، لعب 6 مباريات في التصفيات وخاض مثلها في المونديال السابقة. - كيم جين كيو، 16-2-1985، من جوبيلو ايواتا، أصغر اللاعبين سناً وأقلهم خبرة ولعب ثلاث مباريات في التصفيات. - كيم يونغ تشول، 30-6-1976، من سيونغنام ايلوها، رصيده مباراة واحدة في التصفيات. الوسط: - بارك جي سونغ، 25-2-1981، من مانشستر يونايتد الانكليزي، النجم الأشهر في المنتخب وفي كوريا الجنوبية، حقق نجاحاً كبيراً مع ايندهوفن الهولندي قبل انتقاله إلى انكلترا، يلعب خلف رأسي الحربة أو في الجناح، تخطى 57 مباراة دولية وبينها ثماني مباريات في التصفيات وسجل خلالها هدفاً. - كيم دوهيون، 14-7-1982، من سونغنام ايلهوا، أساسي في وسط الملعب، لعب سبع مباريات في التصفيات وسجل هدفين، سريع جداً وذو جهد وفير. - كيم سانغ شيك، 17-12-1976، من سونغنام ايلهوا، احتياطي دائم ويميل للدور الدفاعي، لم يشارك مطلقا في التصفيات، على رغم رصيده السابق من 37 مباراة دولية، وجاء انضمامه إلى القائمة مفاجأة. - كي نام إيل، 14-3-1977، من سوون سامسونغ، أساسي دائم في خط الوسط، ومن المخضرمين في التشكيلة برصيد 63 مباراة دولية بينها خمس في التصفيات، ماكينة لا تهدأ في الوسط ولكنه ليس هدافاً. - لي ايول يونغ، 8-9-1975، من ترابزون سبور التركي، الارتكاز الدفاعي في وسط الملعب، فقد مكانه في التشكيلة الأساسية بعد كأس العالم 2002 ولكن ادفو كات أعاده أخيراً إلى الهيكل الأساسي. - لي هو، 22-10-1988، من أولسان هيونداي، وجه جديد لم يظهر في التصفيات ورصيده الدولي محدود جداً. - بايك جي هون، 28-2-1985، من أف سي سيول، أحد أصغر اللاعبين وأقلهم خبرة، ورصيده 60 دقيقة في مباراة واحدة في التصفيات. الهجوم: - أهن جونغ هوان، 27-1-1976، من دويسبورغ الألماني، لعب تسع مباريات في التصفيات، ولكنه لم يكن موفقاً، وسجل هدفاً واحداً، ولا تنسى له الجماهير نجاحه في كأس العالم الأخيرة. - تشو جاي جين، 9-7-1981، من شيميزو إس بالس الياباني، لم ينل الفرصة سوى في مباراتين فقط في التصفيات، ودخل فيهما كاحتياطي. - بارك تشو يونغ، 17-10-1985، من اف سي سيول، مهاجم صغير السن ولكنه قناص، وأحرز هدفين في ثلاث مباريات فقط في التصفيات، وأصبح أساسياً في مركز رأس الحربة المتقدم. - سيول كي هيون، 8-1-1979، من ولفر هامبتون واندررز الإنكليزي، نال الفرصة في تسع مباريات في التصفيات ولكنه عانى جفافاً دائماً في التسجيل. - لي تشون سو، 9-7-1981، من أولسان هيونداي، مهاجم مخضرم في القائمة وتخطى 50 مباراة دولية بينها ست في التصفيات، أصبح أساسياً بعد خروج لي دونغ غووك من القائمة في المونديال. - تشونغ كيونغ هو، 22-5-1980، من غوانغيو سانغمو، أحرز هدفاً في سبع مباريات في التصفيات، وهو احتياطي استراتيجي في الهجوم. المدرب: الهولندي ديك ادفو كات من مواليد 27 أيلول سبتمبر 1947، وعمل كثيراً مع الأندية والمنتخبات في أوروبا وخارجها، وتولى المسؤولية مع الكوريين في ايلول 2005 وبعد تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم، ونجح في تسعة شهور فقط في تغيير وجه المنتخب ونتائجه ورفع من معنويات اللاعبين. الإقامة والمباريات فندق شلوس غراند هوتيل في بيرغيش غلادباخ في ولاية بفاريا هو مقر إقامة البعثة الكورية، وبناؤه يماثل مباني كوريا أو العصور القديمة. ويفتتح الكوريون بأسهل المباريات ظهر 13 حزيران يونيو المقبل في فرانكفورت ضد توغو التي تلعب مباراتها الأولى في تاريخها في المونديال. ومساء 18 حزيران في ليبزيغ يحاول الكوريون أمام فرنسا رد الاعتبال لسابق الهزيمة مرتين، والمباراة الثالثة مساء 23 حزيران في هانوفر ضد سويسرا هي الفاصلة لتحديد المتأهل إلى الدور الثاني. التصفيات لم يكن تأهل كوريا الجنوبية في الدور الأول للتصفيات الأسيوية سهلاً، وتصدرت مجموعتها وعبرت إلى الدور الثاني بفارق نقطة واحدة قبل منتخب الامارات، وتعادل الكوريون مع اليمن 1-1 وسلبياً مع الإمارات، وخسرت مباراتها الثانية في الامارات، وهو الأمر الذي أعطى هامشاً لتفوق المنتخب الخليجي، ولكن الإمارات خسرت من اليمن صفر - 3 ومن تايلاند بالنتيجة نفسها وفرطت في فرصتها، وفازت كوريا على اليمن 2-1 وعلى تايلاند مرتين 4-1 و4-1. وفي الدور الثاني جاءت كوريا الجنوبية ثانية في مجموعتها بفارق اربع نقاط خلف السعودية المتصدر، وخسر الكوريون ذهاباً إياباً من السعوديين صفر - 2، وصفر - 1، وفازوا مرتين على الكويت 2 - صفر، و4 - صفر، وفازوا على اوزبكستان 2 - 1 وتعادلوا 1 -1. التاريخ خاض منتخب كوريا الجنوبية 21 مباراة في ست نهائيات في المونديال، وتعرض لخسائر ثقيلة جداً في نهائيات 1954 في سويسرا، وخرج من الدور الأول باستمرار أعوام 54 و86 و94 و1998، وجاء رابعاً في 2002، وهو أكثر المنتخبات الاسيوية تأهلاً إلى المونديال، وفاز في ثلاث مباريات فقط كلها في 2002 وتعادل في ست وخسر 12 مرة، وأحرز 19 هدفاً مقابل 49 هدفاً في شباكه.