نيكول كيدمان بين ناهشي الاجساد ما الذي في هذه الحكاية يغري السينمائيين مرة كل عشر سنوات، على الأقل؟ لا ريب في ان المرء يطرح هذا السؤال على نفسه اذ ترد الاخبار متحدثة عن اخراج جديد لحكاية"غزو ناهشي الاجساد"التي كان دون سيغل أول من حققها فيلماً، في العام 1956، ثم تلاه كثر بينهم آبيل فيرارا وفيليب كوفمان، حتى الآن. هذه المرة يخوض التجربة الاخراجية اوليفر هرشبيغل محقق فيلم"السقوط"الشهير عن آخر ايام هتلر. اما المهم في الأمر اكثر من هذا فهو ان بطولة الفيلم الجديد - وينتجه منتج ثلاثية"ماتريكس"- معقودة لنيكول كيدمان، التي بعد جولة بين الكوميديا والسينما العاطفية والموسيقية، تعود الآن الى سينما الرعب. اللافت في هذا المشروع ان مخرجه اعلن منذ الآن ان في الاخراج الجديد للحكاية سوف يركز على الجانب الانساني، لا على جانب الفخامة، وجانب المؤثرات الخصوصية الذي كان يسود كل التجارب الفيلمية التي عالجت الموضوع حتى الآن. سيد البيت الأبيض محكّماً في"أحلام أميركية" بعد ان جرب الحلوى الأميركية في افلام متنوعة، ها هو المخرج بول وايتز تواق الى تجربة الاحلام الاميركية. لكن وايتز ينظر عالياً، لذلك سيكون في رفقته في"رحلة"الاحلام هذه، سيد البيت الابيض متنكراً تحت ملامح ويليم دافو... الذي بالكاد سيتعرف عليه احد من الوهلة الاولى. سيحدث هذا في فيلم يحمل، تحديداً، اسم"أحلام أميركية". لكن الاحلام هنا لعبة تلفزيونية تشكل محور فيلم واينز الجديد. أما مقدم اللعبة على الشاشة الصغيرة فهو هيو غرانت، ذو الاخلاق الصعبة والغرور الاسطوري. والنتيجة التي يتوخاها المخرج في النهاية هي ان يكون الفيلم الذي بدأ تصويره فعلاً، نوعاً من التهكم المرّ، الذي يربط بين السياسة وعالم التلفزيون وبشكل اكثر تحديداً: عالم تلفزيون الواقع في مواجهة مواطنين يكتشفون ان رئيسهم صار عضواً في لجنة التحكيم في لعبة تلفزيونية ذات جوائز وغش وكوارث. حكاية سوريالية بين هوفمان فاريل وإيما حتى الآن، عرفت افلام مارك فورستر بالجدية وأحياناً بالرومانطيقية كذلك. وكان من اشهر علاماتها حتى الآن فيلم"نفرلاند"مع كيت ونسليت وجوني ديب الذي لعب فيه دور فولف في رواية بيتربان. هذه المرة قرر فورستر ان يتجه الى الكوميديا. وان يصحب معه في رحلته كلاً من داستن هوفمان وويل فار، اضافة الى ايما تومسون التي تغيب عن الشاشة الكبيرة منذ زمن. والرحلة هذه عنوانها"أغرب من الخيال". ولأن ثمة في الامر غرابة يقول العارفون منذ الآن بأن جواً من السوريالية يخيم على الفيلم كله من خلال حكاية مفتش ضرائب يصغي ذات يوم الى صوت امرأة تروي له... حكاية حياته. ثم يتبين له ان هذه المرأة انما هي في الواقع روائية غرب مجدها... ولم تجد أمامها حتى تستعيده الا ان تكتب رواية يكون مفتش الضرائب بطلها. ثم حين تعلن الروائية قرب وحتمية موت المفتش الشاب، كجزء من روايتها ومن الواقع، لا يكون أمام هذا الا ان يستعين بمدرس لغة انكليزية هوفمان لانقاذه.