نيكول من شانغهاي والمخرج كارواي هل الحكاية حكاية تشابه عناوين، أم ان المخرج الصيني وونغ كارواي، الذي صار الأشهر بين أبناء جيله في العالم كله ، يزمع تحقيق فيلم مقتبس من عمل اورسون ويلز الشهير"سيدة من شنغهاي"؟ لا أحد يعرف حتى الآن... كل ما عرف عن هذا المشروع الجديد لصاحب"في مزاج الحب"و"2046"هو ان بطلة"مولان روج"تلغي ارتباطات اخرى لها، بما في ذلك قيامها، الذي كان متوقعاً، بالدور الاول في فيلم"المنتحبون"المقتبس عن مغناة تقدم بنجاح في برودواي، كي تقوم بالدور الرئيس في هذا الفيلم الجديد. وكيدمان حين سئلت عن حقيقة اتفاقها مع المخرج الصيني الكبير قالت ما معناه: هل يمكن أحداً أن يقاوم إغراء العمل مع مخرج يعرف كيف يصور المرأة ويعطيها أدواراً عميقة؟ وهي كانت تشير بهذا، في كل تأكيد، الى فيلم"2046"حين تمكن كارواي من أن يجمع ثلاثاً من اكبر نجمات الصين العالميات ليعطيهن أدواراً لا تنسى في فيلم شديد الغرابة. أصحاب الفن النبيل الى الشاشة أكثر وأكثر يبدو ان أفلام الملاكمة في طريقها الآن الى الازدهار اكثر وأكثر، خصوصاً ان كتّاب السيناريو والمخرجين بدأوا يعودون الى ما امتلأ به القرن العشرين من حكايات حقيقية عن اساطين تلك الرياضة التي كانت توصف ب"الفن النبيل"ذات يوم، وبدأوا يرون في تلك الحكايات أبعاداً درامية تصلح للسينما ولإثارة العواطف الجياشة، ولو متأخرين أكثر من ربع قرن عن مارتن سكورسيزي الذي قدم في"الثور الهائج"عن حياة جاك لاموتا، فيلماً لا ينسى. إذاً، آخر القادمين اليوم في هذا المجال رون هوارد، الذي بدأ تصوير فيلمه الجديد"من الظل الى النور"، عن حياة ملاكم اميركي اشتهر في الثلاثينات، يدعى جيم برادوك، وعرف بأنه لم يمارس مهنة الملاكمة إلا بسبب حاجته الى أن يعيل اسرته، وسط تلك الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عاشتها اميركا في ذلك الحين. غير أن ما كان مجرد باب للرزق بالنسبة اليه، سرعان ما اصبح فناً رائعاً نقله الى الصف الاول. في هذا الفيلم يلتقي هوارد من جديد براسل كراو، بعد أربع سنوات من رائعتهما المشتركة"عقل جميل"، اما زوجة جيم السابقة فتلعب هنا دورها رينيه زيلفيغر. تورتورو: الرقص بين الحب والسجائر كيف يمكنك ان تعبر عن نفسك حين تحس بأنك عاجز عن التعبير بالكلام؟ سؤال له ألف جواب عادة... ولكن بالنسبة الى الممثل جون تورتورو، الذي يحلو له ان ينقلب مخرجاً بين الحين والآخر، ليس ثمة سوى طريقة واحدة للتعبير في مثل هذه الحال: الرقص والغناء. أو على الاقل هذا ما سيرغب في أن يقنعنا به، من خلال الفيلم الثالث الذي يتولى اخراجه بعد"ماك"و"ايلوموناتا" وعنوانه هذه المرة"غرام وسجائر". وكعادته حين يقبض على عمل بيديه، فضل تورتورو ان يجعل فيلمه الجديد هذا يدور في اوساط عمال البناء، وذلك من خلال عامل هو جيمس غاندولفيني يعيش حياته ويومياته ممزقاً بين زوجته وتقوم بالدور سوزان ساراندون وعشيقته كيت ونسليت. وإزاء تمزقه بين حياته مع هذه وحياته مع تلك يجد العامل نفسه عاجزاً عن التعبير بين الحين والآخر، فيرقص... هذا الفيلم الذي ينجزه تورتورو الآن من انتاج الأخوين كوين لن يعرض قبل آخر الصيف المقبل، ومع هذا ربما سيكون له عرض خلال الدورة المقبلة لمهرجان"كان".