استمر الأخذ والرد في كلام رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الأميركي. إذ أشار أمس مقال في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى ان"مجلس الاحتياط الفيديرالي بات يعاني من مشكلات في إيصال رسالته حول رفع سعر الفائدة الأساس على الدولار"، ما يوحي للرأي العام أنه"غير واثق من قراراته". وأضافت الصحيفة ان الأسواق، بعد تصريحات رئيس المجلس بن برنانكي الأخيرة في الأسبوع الماضي، سارعت إلى الاستنتاج ان المركزي الأميركي سيتوقف عن رفع سعر الفائدة الأساس في المرحلة القريبة بعد رفعها بمعدل ربع نقطة مئوية على 15 مرحلة في العامين الماضيين، في ظل الأنباء عن تحسن النمو الاقتصادي الأميركي وبوادر ارتفاع التضخم المالي قريباً. وأوضحت ان برنانكي في وضع حرج حالياً، كونه وعد في بداية ولايته على رأس مجلس الاحتياط في شباط فبراير الماضي أنه سيكون"شفافاً بشكل أكبر من السابق في الإفصاح عن السياسة النقدية"، لكن الأوضاع الاقتصادية الحالية واقتراب سعر الفائدة من مستوياته الطبيعية تاريخياً جعلت مهمته صعبة. وكان مسؤولون في مجلس الاحتياط صرحوا بأنهم يعتبرون ان"أسعار الفائدة الأساس مرشحة للارتفاع اكثر من التراجع، لكنهم أشاروا الى أنها قد ترتفع لكن بشكل متقطع، على ضوء نتائج الإحصاءات الاقتصادية"من المقرر اجتماع أعضاء مجلس الاحتياط للبت في سعر الفائدة على الدولار الأربعاء المقبل. وكان برنانكي أشار أمام لجنة نيابية ان مجلس الاحتياط قد يتوقف عن رفع سعر الفائدة في المرحلة المقبلة على رغم مخاطر التضخم المالي، لكنه لن يتوقف عن ذلك دائماً. وقرأت الأسواق هذا التصريح بانه"توقف لمدة طويلة"وليس"مرحلياً"في رفع سعر الفائدة ما جعل المستثمرين يتهافتون على بيع الدولار. وجاءت النجدة لبرنانكي من مقدمة برامج على شبكة"سي إن بي سي"التلفزيونية الأميركية، ماريا بارتيرومو، التي ذكرت ان برنانكي قال لها خلال مأدبة عشاء للصحافيين السبت الماضي ان"المتداولين في أسواق المال العالمية ووسائل الإعلام أساؤوا فهم تصريحه الأخير"، مشيرة إلى ان تعليقات برنانكي جاءت في سياق"تطبيق سياسة انفتاح أكبر على وسائل الإعلام". واعتبر المحلل المالي في شركة"غرينويتش كابيتال ماركتس"آلان روسكين ان ملاحظات بارتيرومو تبدو كأنها"تراجع لبرنانكي عن كلامه السابق، في حال كان موافقاً على هذه التسريبات الإعلامية". تفاعل الأسواق وفي وقت انتظرت فيه الأسواق خطاباً لبرنانكي في وقت متقدم ليل امس، متوقعة ان يوضح خلاله موقفه من تسريبات حديثه مع بارتيرومو إضافة إلى صدور أرقام اقتصادية أميركية جديدة، اقترب الدولار مجدداً من أدنى مستوياته خلال سنة أمام اليورو، ليتداول في أوروبا صباحاً بسعر 1.2632 دولار لليورو، بعد ان وصل إلى 1.2669 دولار أول من أمس. وانخفض أمام الجنيه الإسترليني إلى 1.8477 دولار للجنيه أدنى مستوى خلال ثمانية شهور، في حين استقر الين على 113.33 ين للدولار، علماً ان الأسواق اليابانية مقفلة في عطلة رسمية، وتفتح الاثنين المقبل. وفي سوق المعادن، ساهمت عوامل عدّة منها تراجع الدولار أمام العملات الرئيسة وارتفاع أسعار النفط والأزمة النووية الإيرانية، في تهافت صناديق الاستثمار على شراء الذهب الذي ارتفع أمس إلى مستوى قياسي جديد لم يسجله منذ 25 سنة، فوصل صباحاً إلى 676.25 دولار للأونصة، من 666.20-667.20 في إقفال نيويورك أول من أمس.