تحتدم المنافسة يوماً بعد يوم بين مختلف صانعي السيارات ليس فقط على مبيع الطرازات الجديدة، انما ايضاً على تقديم الطرازات النموذجية التي تمثل نظرة هذه الشركات الى مستقبل صناعة السيارات. وفي هذه الفقرة سنتناول نموذج نيسان"بيفو"الذي لفت الأنظار بقوة عند عرضه في معرض طوكيو للسيارات. طبعاً هذا النموذج concept لن يدخل الى خطوط الإنتاج لكنه يتميز بتصميم جديد إذ تظهر المقصورة على شكل بيضة يمكنها ان تدور 360 درجة لتغني السائق عن الرجوع الى الخلف. هذه المركبة ذات هيكل مضغوط سهل المناورة ورؤية ممتازة بواسطة تقنية نيسان المعروفة باسم"Around view Monitor"مع منظومتي الملاحة والصوت بتشغيل سهل أثناء القيادة. "بيفو"سيارة مناسبة للتنقل في المدن خصوصاً عند ازدحام السير في الشوارع الضيقة، ويتميز مظهرها الخارجي بمتعرجات بيضاوية في الأمام والخلف مغطاة بمواد ناعمة. المصابيح الأمامية والخلفية ذات تصميم شفاف، والأمر ذاته بالنسبة الى المقصورة الداخلية ذات الديكور الناعم. ونظراً لأن الهيكل ذي التصميم المتناظر طولياً فإن رؤية السائق لزوايا السيارة لا تتغير حتى عندما تدور المقصورة بزاوية 180 درجة. وعلى رغم ان طول"بيفو"الإجمالي لا يتعدى 2700 ملم الا انها تتسع لثلاثة ركاب. كما انها زودت بإمكان ركنها أثناء النظر الى الأمام بفضل تقنيات القيادة الكهربائية المتقدمة Drive by Wire، التي تجنب الحاجة الى الوصلات الميكانيكية بين مقصورة السائق والهيكل. بيفو سيارة سهلة التشغيل وتستعمل مزايا التليماتيكس التي توصل المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب. وبإمكان السائق التحكم بالمعلومات من دون إبعاد نظره عن الشارع. كذلك عززت الرؤية بواسطة الدعامات الشفافة ومنظومة نيسان للمراقبة وغيرها من المبتكرات التي تقلل المناطق غير المكشوفة للسائق. من جهة ثانية، تحصل بيفو على الطاقة اللازمة لتشغيلها من بطارية ايون الليثيوم المضغوطة والعالية الأداء التي صنعتها نيسان، وهي لا تحتاج الى حيز كبير مقارنة بالبطاريات التقليدية، وتشغّل محرك نيسان الكهربائي، وعملياً محركين من النوع نفسه، واحد لكل محور دوران يوفر الطاقة لعامودي الدوران بحيث يمكن التحكم بكل منهما على انفراد. زودت"بيفو"بمنظومات التوجيه الكهربائي، والكبح الكهربائي، وتغيير السرعة الكهربائية التي تعمل بالإشارات الإلكترونية بدلاً من الوصلات الميكانيكية، ما يعني وزناً اقل وقطعاً ميكانيكية أقل أيضاً. كما تمد الكاميرات المثبتة في الخارج على العوارض السائق بصور دقيقة لمحيطه، يراها من خلال الشاشات المثبتة في الجزء الداخلي من هذه الدعامات، والنتيجة جعلها نوافذ افتراضية. وفي ما يتعلق بمنظومة القيادة المثبتة على لوحة المقاييس والتي تعمل بالأشعة تحت الحمراء فإنها تسمح للسائق بتشغيل منظومتي الملاحة والصوت من دون ان يبعد عينيه عن النظر للشارع او حتى تحسس مكان أزرار التحكم، ولذلك فإنها تعد نوعاً من التداخل بين الآلة والإنسان باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء. وفكرة نيسان المسماة"ماجيك 4"، حيث بإمكان السائق ان يؤشر بأصابعه على وحدة التحكم التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء ليختار ما يريده من بين أربع فقرات في القائمة الموجودة. فإذا ما اراد الفقرة رقم 3 قام برفع ثلاثة أصابع او على سبيل المثال إذا ما أراد رفع الصوت يحرّك يده الى الأعلى. ومن التقنيات الأخرى المبتكرة في هذه السيارة شاشة نيسان الأفقية التي لا تضطر السائق للنظر الى واجهات المحلات والأبنية أثناء القيادة لأن المعلومات الخاصة بها تظهر في الشاشة المذكورة أسفل حاجب الريح.