سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دور النواب العراقيين يعود إلى الواجهة في أزمة رئاسة الحكومة . الحكيم يقترح طرح ثلاثة اسماء على المجلس والجعفري يلمح الى احتمال تنحيه "إذا طلب مني البرلمان"
تواصلت مساعي حزب"الدعوة"لإقناع"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"بزعامة السيد عبدالعزيز الحكيم بالموافقة على ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء، وذلك على أثر الدعوات التي اطلقها قياديون في"المجلس"على مدى الأيام الماضية، كانت أبرزها دعوة عادل عبد المهدي، الذي طالب الجعفري بسحب ترشيحه. وبدا أمس ان هناك إمكان للخروج من هذا المأزق من خلال مجلس النواب بعد تصريحات نقلتها وكالة"فرانس برس"عن ابراهيم الجعفري، اشار فيها الى احتمال تنحيه"اذا طلب مني البرلمان ذلك". وقال الجعفري:"سأتمسك بنتيجة العملية الديموقراطية وأرفض أي مساومة عليها. ولم يعد خافياً ان هناك وجهات نظر مختلفة داخل"الائتلاف"، لكن الموقف الرسمي للائتلاف يعبر عنه المسؤولون، أما الآخرون فإنهم يعبرون عن وجهات نظر شخصية". وأوضح:"اذا طلب مني البرلمان التنحي فسأتنحى. الشعب اختارني وانا مستعد لأن اضحي من أجله لأنه هو من يقرر عن طريق الآليات الديموقراطية". ووسط المحاولات المستمرة للتوصل الى مخرج، طلب"الائتلاف"من رئيس السن للبرلمان العراقي عدنان الباجه جي التريث في اعلان موعد عقد الجلسة الثانية لمجلس النواب التي يفترض أن تحسم خلالها مسألة الرئاسات الثلاث الجمهورية والحكومة والمجلس. وكان مفترضاً الاعلان أمس عن موعد هذه الجلسة. وقال الباجه جي ل"الحياة"ان"الائتلاف"طلب رسمياً التريث في تحديد موعد انعقاد جلسة المجلس بضعة ايام لحل أزمة مرشحه لرئاسة الوزراء. وأكد ان انعقاد البرلمان سيبقى مرهوناً بمشاورات"الائتلاف"، متوقعاً إعلان الموعد الأسبوع المقبل. وعقد جواد المالكي، القيادي الثاني في"حزب الدعوة"، اجتماعاً مشتركاً مع زعيم"المجلس الأعلى"عبدالعزيز الحكيم بحضور ممثلين عن الحزبين وأعضاء في"الائتلاف"أمس. وقال وليد الحلي، الناطق باسم"الدعوة"ل"الحياة"ان حزبه وحزب الحكيم عقدا اجتماعاً تكميلياً لاجتماع سري عقد أمس الأول بحثا خلاله أزمة ترشيح الجعفري، ورفض الإدلاء بأي تفاصيل حول ما دار في الاجتماعين، مؤكداً"ان الاتصالات تصب في خدمة الائتلاف، وستعلن النتائج في حال التوصل الى اتفاق". لكن مصادر مطلعة في"المجلس الأعلى"أبلغت"الحياة"ان اجتماع الأربعاء لم ينجح في تقريب وجهات النظر، وأكدت ان الحكيم حاول اقناع وفد"الدعوة"بسحب ترشيح الجعفري لكن حزب"الدعوة"تمسك بموقفه. وتابعت مصادر"المجلس الاعلى"ان"الحكيم حاول اقناع مؤيدي الجعفري بترشيح شخصيتين الى جانبه وطرح الاسماء الثلاثة على البرلمان حفاظاً على وحدة"الائتلاف"واحتراماً لرغبة الكتل السياسية الأخرى لأن احتمال رفض البرلمان لترشيح الجعفري وارد. واضافت المصادر ان"الحكيم اكد لجواد المالكي أن"المجلس الاعلى"لا ينوي الانسحاب من"الائتلاف"حتى في حال بقاء الجعفري، ودفع الخلاف الى البرلمان مشدداً أن أي حكومة لا تدعمها أطياف المجتمع العراقي ومحيطه الإقليمي والمجتمع الدولي سوف تؤدي بالعراق الى حالة من التدهور الامني والاقتصادي". ونفت مصادر"المجلس"ان يكون الحوار تطرق الى تقاسم الحقائب الوزارية مع حزب"الدعوة"أو عقد"صفقة سياسية بهدف المساومة على رئاسة الوزراء"، مشيرة الى ان احزاب"الائتلاف"متفقة مسبقاً ان الحزب الذي سيحظى بمنصب رئيس الحكومة لن يحصل على وزارة اخرى او منصب آخر، وان هذا الاتفاق سار منذ انتخابات كانون الثاني يناير 2004 التي شكلت بعدها حكومة الجعفري. وكشفت ان أعضاء الكتلة الصدرية لم يحضروا الاجتماع بين"المجلس الاعلى"و"الدعوة"بسبب الفتور بينهم وبين قياديي"المجلس"بعد فشل محاولات الحكيم إقناع مقتدى الصدر بالعدول عن دعم تياره للجعفري. وأشارت المصادر الى ان"المجلس الأعلى"يحاول امساك العصا من الوسط بين أحزاب"الائتلاف"وبقية الكتل السياسية، لكن المؤشرات الحالية تدل على ان حل الأزمة لن يتم إلا في البرلمان. وهو ما أكده أيضا العضو البارز في"المجلس الأعلى"الشيخ جلال الدين الصغير الذي قال ل"الحياة"ان"كل التوقعات تفضي الى ترحيل أزمة الجعفري الى البرلمان لأن آلية إسقاطه داخل"الائتلاف"غير ممكنة، موضحاً ان"اسقاط الجعفري يحتاج الى موافقة خمس كتل من أصل سبع يتكون منها الإئتلاف". واشارت المعلومات الى ان أربعة أحزاب فقط هي"المجلس الأعلى"و"منظمة بدر"و"حزب الفضيلة"والمستقلون تطالب بتنحيه. وكان السيد صدر الدين القبانجي، احد قيادي"المجلس"، أكد في بيان صحافي وزع أمس ان حكومة برئاسة ابراهيم الجعفري ستؤدي الى تضارب مصالح العراق مع المجتمع الدولي والى اضطرابات داخلية مما"سيضع البلد على فوهة بركان". ودعا القبانجي الجعفري الى التنحي، وشدد على انه"مع ارتفاع الأصوات المعارضة للجعفري ليس أمامه إلا ان ينسحب وهو يمتلك الشجاعة لذلك والا فليس امامنا سوى رفع القضية الى البرلمان وعندها سيسقط هناك واصفاً الخيار الأخير بأنه مر". وجدد الأكراد، من جانبهم، مطالبتهم بتنحي الجعفري، وأكد محمود عثمان أحد أعضاء"التحالف الكردستاني"في تصريحات صحافية ان الهدف الأساسي من زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو الى العراق كان نقل رسالة بأنهما يفضلان عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة. وكشف القيادي في"الائتلاف"الشيعي سعد جواد قنديل ل"الحياة"ان كتلة"التحالف الكردستاني"بعثت رسالة ثانية الى"الائتلاف"هددت فيها بالانسحاب من العملية السياسية اذا اصر الجعفري على ولاية جديدة، نافياً وجود صفقة كردية - شيعية لترشيح جلال طالباني للرئاسة مقابل قبول الأكراد بالجعفري رئيساً للحكومة. وتزامن ذلك مع بيان أصدره"الحزب الديموقراطي الكردستاني"الذي يرأسه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، دعا فيه الجعفري الى سحب ترشيحه، معتبراً ان ذلك يشير الى تقدير الجعفري وحرصه على إنهاء معاناة العراقيين التي تتفاقم مع تأخر إعلان الحكومة.