قالت مصادر سياسية ونيابية عراقية في بيروت ل"الحياة"إن اتصالات مكثفة جرت خلال اليومين الماضيين أسفرت عن اتفاق على ان تعقد الاجتماعات الاميركية - الايرانية - العراقية خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدة أن طهران رحبت بهذا الاتفاق. وأوضحت المصادر ان تلك الاتصالات اضطلع بها رئيس"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم والسفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاد، وبين الأول وعدد من القوى السياسية العراقية الفاعلة وأدت الى توافق على نقاط أهمها: - المسارعة الى تحديد موعد جديد للحوار الأميركي - الايراني في بغداد حول الوضع في العراق، على ان يشارك فيه وفد حكومي عراقي رفيع المستوى خلال أيام. - أن يتزامن تحديد موعد للحوار مع"رفع الغطاء"من"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عن بقاء ابراهيم الجعفري مرشح"الائتلاف العراقي الموحد"الذي يضم القوى الشيعية الأساسية، الفائزة في الانتخابات، لمصلحة دعم ترشيح عادل عبد المهدي لتشكيل حكومة"انقاذ وطني"، للخروج من أزمة تأليف الحكومة التي راوحت مكانها زهاء ثلاثة أشهر، نتيجة خلافات القوى التي يتشكل منها البرلمان. - تعهد الحكيم السعي الى اقناع زعيم"التيار الصدري"مقتدى الصدر بالاتفاق، ومعالجة اعتراضاته و"جيش المهدي"التابع له، وايجاد مخارج للتعاطي مع تحفظاته الأخيرة على الصعيدين الأمني والسياسي. وأوضحت المصادر ان من ضمن المعالجات السعي الى اطلاق بعض أنصار الصدر الذين أوقفوا أخيراً. وأشارت مصادر أخرى الى ان الصدر الذي تمسك في السابق بترشيح الجعفري، ضمن"الائتلاف الموحد"، بدّل موقفه لمصلحة تغييره. وتردد ان طهران لعبت دوراً في تليين موقف الصدر بسبب ميلها الى الجهود التي بذلها الحكيم. وقالت المصادر السياسية والنيابية العراقية في بيروت ل"الحياة"إن الاتصالات التي أجراها الحكيم مع طهران"لاطلاعها على ما تم التوافق عليه، كانت ايجابية ولقي ترحيباً من الجانب الايراني". وأوضحت ان ايران"اقترحت ان يكون الحكيم في عداد الوفد العراقي الى الحوار الأميركي - الايراني، على رغم ان لا منصب حكومياً له". إلى ذلك، لم تفض مفاوضات اللحظة الأخيرة التي عقدتها الكتل السياسية العراقية أمس الى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة، فيما تسابق هذه الكتل الوقت للاتفاق على مرشحين للمناصب الرئاسية التسعة رئاسات الجمهورية والبرلمان والوزراء ونوابهم قبل جلسة البرلمان غداً، وسط تأكيدات كردية أن رئاسة الجمهورية حسمت للرئيس الحالي جلال طالباني واصرار"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي على ترشيح ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء، وترشيح"جبهة التوافق"السنية طارق الهاشمي، الأمين العام ل"الحزب الاسلامي العراقي"لرئاسة البرلمان من دون منافس آخر. عبد المهدي الى كردستان في غضون ذلك، أبلغت مصادر كردية"الحياة"ان نائب الرئيس عادل عبد المهدي توجه الجمعة الى كردستان لإجراء محادثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني، واستكشاف إمكان تراجع الأكراد عن معارضتهم ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة. ودفع فشل المفاوضات السياسية، التي لم تؤد الى نتيجة منذ الانتخابات التشريعية في 15 كانون الاول ديسمبر الماضي، النائب الكردي محمود عثمان الى الاعتراف ب"فشل الولاياتالمتحدة والقادة العراقيين في القيام بواجبهم"، في حين عبر القيادي في"الائتلاف"الشيعي رضا جواد تقي عن أمله بالتوصل خلال 48 ساعة، الى اتفاق شامل على الاسماء التي ستتولى المناصب الرئاسية، مشيراً الى"انفراج في حل أزمة مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء"، موضحاً ان"الائتلاف جدد الثقة بمرشحه الجعفري لرئاسة الوزراء بعدما قدم اعضاؤه تنازلات لصالح الوحدة والتماسك في ما بينهم بحسب ما اوصت به المرجعيات الدينية". وأوضح تقي ان"اجتماع اليوم السبت الذي عقده الائتلاف أثمر اتفاقاً على الاسماء الرئاسية الثلاثة على ان تقدم كسلة واحدة". وتأتي مفاوضات اللحظة الأخيرة قبل اجتماع سيعقده البرلمان العراقي الاثنين بناء على دعوة وجهها رئيسه عدنان الباجه جي بصفته اكبر الأعضاء سناً. وفي حال التوصل الى اتفاق شامل، فعلى النواب ان يعينوا بغالبية الثلثين مجلساً رئاسياً من ثلاثة اعضاء مهمته تعيين رئيس للوزراء ويحتاج الى الغالبية البسيطة في مجلس النواب للمصادقة عليه.