أسنان الطفل تتشكل قبل الولادة، ومتى بلغ الطفل الشهر السادس تظهر الأسنان اللبنية الحليبية، التي تبقى في مكانها الى ان تستبدل بها لاحقاً الأسنان الدائمة، والأسنان لها اهمية بالغة في حياة الإنسان، ولكل سن وظيفة خاصة تتأرجح ما بين التقطيع والتمزيق والطحن بحيث يصل الغذاء الى المعدة جاهزاً للهضم. والأسنان اللبنية، عكس ما يتصور البعض، لها وظائفها الأساسية في حياة الطفل، من بينها المساعدة على نمو الفكين وتطورهما وفي دعم عضلات الوجه، والأهم من ذلك، فهي تشكل ضمانة للحفاظ على مواقع الأسنان الدائمة وتأمين بزوغها في الاتجاه الصحيح، وكما هو معلوم، فإن هذه الأخيرة تأخذ بالظهور في سن السادسة من العمر. وللحفاظ على اسنان جيدة سليمة لا بد من توفير عنصر الفلورايد، الذي اجمعت البحوث على انه عامل مهم في وقاية الأسنان من التسوس التنخر، ويقوم هذا العنصر بحماية السن بطريقتين: الأولى هي بالتصاقه المباشر مع السطح الخارجي لميناء السن، أو بمجيئه من طريق الدم ليصبح جزءاً لا يتجزأ من طبقة الميناء ذاتها. وإذا صدف ووجدت كمية كبيرة من الفلورايد داخل السن فإن هذا سيقود الى حصول تبدل في لونه ليصبح بلون الطبشور الأبيض أو قد تظهر عليه بقع بنية. أما عن مصادر الفلورايد فيمكن ان نجملها كالتالي: - معاجين الأسنان المفلورة. ويفضل هنا شراء معاجين خاصة بالأطفال تحتوي على كمية معقولة من الفلورايد، ويجب التنبه الى كمية المعجون التي يستعملها الصغير بحيث لا تكون كبيرة، لأن الطفل بطبيعته لا يخرج كل بقايا المعجون من فمه، وهذا ما سيضطره الى ابتلاعها. - مركبات الفلورايد الدوائية، وهذه توجد على شكل قطرات او أقراص، ويتم اعطاؤها وفقاً لتعليمات الطبيب وبدءاً من الشهر السادس من عمر الطفل. - الأغذية والأشربة. إن حليب الأطفال المجفف، او أغذية الأطفال المجففة، أو بعض العصائر المصنعة يمكنها ان تحتوي على كميات وافرة من الفلورايد. ومنذ سنوات عدة تلجأ بعض الدول الى إضافة عنصر الفلورايد الى ملح الطعام، وقد سمح هذا الإجراء بتخفيض حوادث تسوس الأسنان في اميركا اللاتينية بنسبة عالية، وهذا له أكبر الأثر في توفير مبالغ طائلة تدفع لعلاجات التسوس. اما في الدول الصناعية فإن اضافة الفلورايد الى مياه الشرب اصبحت عادة روتينية فيها، وهناك من اعتبر هذا الإجراء اهم خطوة وقائية في التاريخ على صعيد صحة الأسنان. إلا ان مستوى الفلورايد في مياه الشرب يجب أن لا يتجاوز حداً معيناً، وإلا فإن مشاكل صحية يمكن ان تظهر، ففي تقرير صدر اخيراً عن الأكاديمية الأميركية لحماية البيئة ورد ان المستويات المرتفعة للفلورايد في مياه الشرب يمكن ان تلحق الضرر بأسنان الأطفال فتصاب بالتآكل والتصبغ، وهناك بعض المعطيات التي تقول بوجود علاقة ما بين مستويات الفلورايد العالية وسرطان العظام؟ وفي الختام هناك عدد من النقاط المهمة المتعلقة بالفلورايد وهي: ان الجنين يأخذ ما يلزمه من الفلورايد من أمه لأن البراعم السنية تتكون في الحياة الرحمية. بعض الأمهات قد يفكرن بتناول جرعات من الفلورايد خلال فترة الحمل، ولكن هذا السلوك عقيم ولا فائدة ترجى منه. هناك أمور عدة يجب أخذها في الاعتبار قبل اتخاذ القرار بدعم الطفل بمركبات الفلورايد الدوائية، مثل وجود هذا الأخير في مياه الشرب او في الملح، او في معجون الأسنان. في شكل عام يمكن التوقف عن دعم الطفل بالفلورايد متى باشر تفريش أسنانه بمعجون يحتويه، فالطفل يبلع عادة نصف ما يوضع على فرشاة الأسنان. إن أعطاء الطفل كمية غير كافية من الفلورايد لا فائدة منها في تأمين حماية الأسنان من التسوس. وطبعاً فإن العناية بالأسنان يجب أن لا تقتصر على الاهتمام بالفلورايد فقط، بل لا بد من تقنين اعطاء الحلوى والمرطبات السكرية للطفل، وتحاشي تناول أي طعام او حلوى بعد تنظيف الأسنان مساء قبل النوم، إضافة الى تفريش الأسنان مرتين يومياً، والذهاب لاستشارة طبيب الأسنان مرة واحدة سنوياً بدءاً من السنة الأولى من العمر.