حذّر مسؤولون أمنيون في المملكة المتحدة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من أن حرب العراق جعلت بريطانيا هدفاً لحملة"إرهابية"يشنها تنظيم"القاعدة"تستمر سنوات طويلة. ونقلت صحيفة"ذي صنداي تايمز"عن مذكرة سرية سربتها لجنة الاستخبارات المشتركة، أفادت بأن حرب العراق"فاقمت تهديد المسلمين البريطانيين المتطرفين، ودفعت متطوعين إلى شن هجمات إرهابية ضد مصالح غربية". وأضافت الصحيفة أن المذكرة المكونة من أربع صفحات وتحمل عنوان"الإرهاب الدولي: تأثير العراق"، تتناقض مع الضمانات العلنية التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني. وخلصت إلى أن غزو العراق أثار حملة جهاد ضد بريطانيا وعزز من إصرار الإرهابيين على مهاجمة الغرب. وأنكر بلير مراراً أن تكون تفجيرات لندن في تموز يوليو الماضي نجمت عن تأثير غزو العراق. وأشارت المذكرة التي صادق عليها رئيس جهاز الأمن الخارجي أم آي 6 جون سكارليت ورئيسة جهاز الأمن الداخلي أم آي 5 ليزا ماننغهام بولر ورئيس جهاز التنصت ديفيد بيبر إلى أن العراق"سيكون حافزاً مهماً لدفع المسلمين البريطانيين في اتجاه التطرف وزيادة عدد المتشددين الذين يعتبرون الهجمات ضد المملكة المتحدة مشروعة". واضافت المذكرة التي وضعت في نيسان أبريل من العام الماضي ووزعت على بلير وكبار المسؤولين في حكومته، أن"حرب العراق قدمت حافزاً إضافياً لوقوع هجمات إرهابية جديدة ضد بريطانيا وزادت تأثير تنظيم القاعدة على أراضيها وتنشيط الشبكات الإرهابية المتورطة في الجهاد في أوروبا، وحوّلت العراق إلى معسكر تدريب وقاعدة للإرهابيين كي يعودوا إلى شن هجمات في بريطانيا ودول أخرى". وسمت مذكرة لجنة الاستخبارات المشتركة الحكومية، المسؤولة عن تقدير التهديدات المحتملة التي تواجه الأمن القومي البريطاني، أبو مصعب الزرقاوي زعيم"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"المصدر الرئيسي للتهديدات المتزايدة ضد بريطانيا، ووصفته ب"أسامة بن لادن الجديد"، وحذّرت من أنه يسعى إلى استخدام مكانته في العراق من أجل تنسيق الهجمات ضد دول أخرى من بينها دول أوروبية.