أوقفت الشرطة الأميركية أمس خمسة اعضاء في الكونغرس خلال تظاهرة أمام سفارة السودان في واشنطن للاحتجاج على الفظائع في دارفور. وقال مساعدون للنائبين توم لانتوس وجيمس مكغوفيرن ان النواب الخمسة الموقوفين وجميعهم من الحزب الديموقراطي شملوا لانتوس ومكغوفيرن وجون اوليفر وجيمس موران وشيلا جاكسون، وان الشرطة ابلغتهم بأنهم لا يمكنهم البقاء في صورة غير مشروعة في مكان مملوك للسفارة. ولم يغادر النواب المكان بعد تحذيرات الشرطة، فتم"القبض عليهم الواحد تلو الآخر". وجاء ذلك في وقت استخدم الممثل والمخرج الأميركي جورج كلوني نجوميته والرئيس الأميركي جورج بوش سلطاته الخميس في تأكيد رغبتهما في وضع حد للعنف في دارفور، منددين ب"الإبادة"الجارية في هذه المنطقة. وحض نجم هوليوود الذي عاد في مطلع الأسبوع من رحلة الى المنطقة، حكومته والرأي العام الدولي على التحرك من أجل وقف ما وصفه ب"أول عملية إبادة في القرن الحادي والعشرين". أما الرئيس الأميركي فقد امر، من جهته، بتجميد أموال أربعة سودانيين اتهمهم البيت الأبيض بارتكاب"جرائم نكراء"في دارفور، عملاً بعقوبات أقرها مجلس الأمن الثلثاء بناء على اقتراح أميركي. وقال جورج كلوني:"لا يمكننا أن ندير رأسنا ونحول أنظارنا على أمل ان يختفي كل هذا من تلقاء نفسه بطريقة ما، لأننا إذا فعلنا ذلك فإن هذا ما سيحدث للناس هناك، سيختفون هم". وتابع النجم الأميركي"لن يبقى سوى التاريخ ليحاسبنا"، داعياً مواطنيه الى المشاركة في التظاهرات العديدة المقرر تنظيمها الأحد في كل أنحاء الولاياتالمتحدة. وسيجرى أكبر هذه التجمعات بعد الظهر في واشنطن وسيشارك فيه جورج كلوني الى جانب برلمانيين أميركيين ومسؤولين دينيين ومشاهير مثل جوي تشيك البطل الأولمبي الذي قدم جوائزه لمنظمة غير حكومية في دارفور. ويقوم الاتحاد الافريقي بمهمة وساطة بين حكومة الخرطوم وحركتي التمرد في دارفور وحدد مهلة تنتهي الأحد للتوصل الى اتفاق سلام شامل بعد شهور من المفاوضات الشاقة في أبوجا عاصمة نيجيريا. وفي موازاة ذلك، وقع الرئيس الأميركي مرسوماً يأمر بتجميد أموال الشيخ موسى هلال احد ابرز قادة ميليشيا الجنجاويد العربية التي ارتكبت فظاعات في دارفور، والجنرال غفار محمد الحسن المسؤول السابق عن عمليات القوات الحكومية السودانية في دارفور من 2004 وحتى هذه السنة ونسق عملها مع الجنجاويد، وآدم يعقوب شانت وجبريل عبدالكريم البدري القائدين في مجموعتين متمردتين. وأعلن البيت الابيض ان هذا المرسوم"يعني بوضوح أننا سنبدي حزماً تجاه الذين انتهكوا حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني في دارفور والذين يتحملون مسؤولية استمرار اعمال العنف بحق المدنيين واعمال العنف الجنسية بحق الأطفال"، مشيراً الى ان المرسوم يجيز تطبيق العقوبات ايضاً على كل من يتهم بالضلوع في احداث دارفور. ويبدي بوش باستمرار قلقه من الوضع في دارفور وقد وصف الحرب الجارية هناك ب"الإبادة"وهو وصف يعارضه فيه قسم من المجموعة الدولية. وأوقع النزاع في دارفور منذ اندلاعه في شباط فبراير 2003 ما بين 180 و300 الف قتيل وتسبب بنزوح اكثر من مليوني شخص.