تشهد مدينة النجف 160 كلم جنوببغداد ازمة امنية بين انصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر من جهة، والقوات الاميركية والعراقية من جهة أخرى. ودعت"مؤسسة شهيد الله"التابعة لمكتب الشهيد الصدر في النجف الحكومة العراقية ومجلس المحافظة الى مقاطعة القوات الاميركية بعدما دهمت، مدعومة بغطاء جوي كثيف منزل احد قيادي"جيش المهدي"في الكوفة مساء الاثنين الماضي. وقال بيان صادر عن المؤسسة:"قامت قوات الاحتلال الاميركي... بمداهمة بيت الاخ الشهيد علاء عبد مسلم حسين النعماني مساء الاثنين 24/4/2006 بقوة غاشمة وغطاء جوي كثيف وتم قتله بدم بارد امام عائلته"حسبما جاء في البيان الذي وزع اثناء تشييع الجنازة التي طافت شوارع المدينة القديمة وشارك فيها مئات المواطنين. واضاف البيان:"اننا في الوقت الذي ندين ونستنكر هذا العمل الجبان ندعو الحكومة العراقية ومجلس محافظة النجف الى اعلان موقف وطني شجاع بمقاطعة المحتل من اجل ردعه ومحاكمة الجناة الذين اوغلوا بدماء العراقيين". وكانت القوات الاميركية احتفلت قبل ساعات من العملية بتسليم الملف الامني الى قوات الجيش العراقي في المدينة. وسبق أن اقيم احتفال مماثل في آب اغسطس الماضي تسلمت القوات العراقية خلاله الملف الأمني في النجف من الاميركيين. وقال العقيد تيلي قائد اللواء الثاني من الفرقة الرابعة الاميركية الذي تشرف قواته على المنطقة الممتدة من شمال الحلة الى النجف:"سنكون موجودين في النجف لغرض المساعدة والمساندة والتدريب اما القيادة فستكون للجيش العراقي". وسيطرت بعد الحادث حالة من التوتر على قوات"جيش المهدي"التابعة للصدر واخذوا ينتشرون بشكل مفاجئ وهم مدججون بالسلاح في شوارع النجف. ويقول الشيخ صاحب العامري احد قادة التيار الصدري في النجف"ان الصدريين يعرفون كيف يدافعون عن انفسهم وسكوتهم لا يعني انهم ضعفاء لكنهم يتمثلون لاوامر السيد القائد مقتدى الصدر الذي يدعو الى التهدئة". واضاف ان هذا التصعيد الاميركي من قتل واعتقالات لافراد التيار الصدري وسكوت الادارة المدنية في النجف سوف يواجهان برد قوي من قبل"جيش المهدي". واشار العامري الى أن التيار الصدري كان أول من دعا الى ضم عناصر"جيش الامام المهدي"الى المؤسسات الامنية لان من شأن ذلك أن يشكل عنصراً مهماً في الامن والاستقرار وهذا ما حققه في مناطق كثيرة من العراق. وجابت مدينة النجف امس تظاهرات من انصار التيار الصدري وهي تردد"عاش الصدر... اميركا وعبطان كفر"في اشارة الى نائب المحافظ عبد الحسن عبطان. ولم تعلق الادارة المدنية في النجف على الحادث واكتفت الاجهزة الامنية باقامة نقاط تفتيش واغلاق الشوارع ومنع دخول الغرباء الى النجف وذلك خوفا من دخول عناصر"جيش المهدي"اليها من مناطق العراق الاخرى.