أعلن مساعدان للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان "جيش المهدي" لن يحل ولن ينزع سلاحه، وأشارا الى ان اتفاق النجف "لا يتضمن بنوداً تنص على حل جيش المهدي او نزع سلاحه". وأكدا ان "تيار الصدر لن يشارك في اي عملية سياسية في البلاد بوجود الاحتلال". وكشف أحد مساعدي الصدر ان "وفداً من وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء يتفاوض حالياً" مع تيار الصدر "حول الوضع في بقية المدن لانهاء المعارك"، فيما هدد مدير مكتب الصدر في البصرة بتنفيذ "عمليات استشهادية" ضد القوات المتعددة الجنسية في عموم المدن العراقية اذا ما خرقت الهدنة في النجف. وفيما وصل فريق من الوزراء العراقيين، يتقدمهم وزير الدولة قاسم داود، الى النجف لتفقد الأضرار أعربت ايران عن استعدادها لترميم الاضرار التي لحقت بضريح الامام علي، فيما اندلعت اشتباكات مساء أمس في مدينة الصدر شرق بغداد بين"جيش المهدي" والقوات الأميركية. قال احد مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد ان "جيش المهدي" لن يحل ولن تجري أي عملية لنزع سلاح الميليشيات المنضوية تحت لوائه. وأوضح عبدالهادي الدراجي ان مبادرة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني "التي وضعت حلاً لأزمة النجف لا تتضمن ضمن بنودها حل جيش المهدي او نزع سلاحه". واضاف: "ولهذا فاننا لم ولن نحل جيش المهدي". وقال الدراجي ان "جيش المهدي مؤلف من قواعد شعبية من الطبقة الكادحة لعامة الناس، وليس تنظيماً رسمياً. وعندما طلب منهم انهاء القتال ذهب كل فرد من افراده الى حال سبيله". واكد الدراجي ان انصار الصدر لن يشاركوا في اي عملية سياسية في البلاد "ما دام الاحتلال موجوداً. فوجود الاحتلال يفقد اي عملية سياسية صدقيتها". واضاف ان "وجود القوات الاميركية في العراق سيفرغ اي عملية سياسية من محتواها". وحذر من ان "أميركا ستكون اللاعب الاساسي في العملية السياسية ما دامت قواتها موجودة في العراق، شاء هذا الطرف او ذاك او رفض، وبالتالي فانها ستتلاعب بهذه العملية كما تشاء". وقال الدراجي ان المبادرة التي تم التوصل اليها في النجف "كانت مع مكتب المرجع الأعلى للسيد علي السيستاني في النجف وان الحكومة ليست طرفاً في هذا الاتفاق". واضاف "ليس لدينا اي اتصال مع الحكومة ولن ننصاع الى مطالبها". في غضون ذلك أعلن الشيخ ابو زهراء الناصري، عضو لجنة المفاوضات في مكتب الشهيد الصدر، ان مبادرة السيستاني بخصوص النجف لا تسري على المدن الاخرى، واكد ان "تيار الصدر يدرس مشروعاً جديداً يهدف إلى التفاوض مع الحكومة العراقية والقوات الاميركية حول الوضع في بقية المدن". وأوضح ان "وفداً من وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء واطراف حكومية اخرى يفاوض حالياً" مع تيار الصدر لانهاء المعارك. واوضح ان مطلب التيار الصدري الوحيد هو "وقف اطلاق النار في عموم المدن العراقية، وتفعيل التنسيق بين الشرطة العراقية ومكتب الصدر في تلك المدن ومنع دخول القوات الاميركية". ولفت الناصري الى ان "الهدنة التي عقدت في النجف، وعلى رغم انها جاءت متأخرة، إلا انها تستمد اهميتها من الدور الكبير الذي لعبته في حفظ ماء الوجه لكل الاطراف"، مشيراً الى ان ازمة النجف احرجت المرجعية الدينية والحكومة العراقية والاحزاب السياسية والدينية المشاركة في العملية السياسية. ولفت الى ان معركة النجف احدثت شرخاً كبيراً داخل قيادات الاحزاب السياسية حيث قاتلت قواعدها الشعبية مع انصار الصدر في النجف، ما شكل ضغطاً من هذه القواعد على قياداتها لتغيير مواقفها من التيار الصدري ومعركة النجف. واكد ان "انصار الصدر لا يملكون اسلحة ثقيلة"، مشيراً الى ان "اثقل اسلحتهم التي قاتلوا بها طيلة الاسابيع الثلاثة الماضية الضغوط العسكرية الخارجية التي مارسها انصار الصدر على الحكومة والقوات المتعددة الجنسية خارج النجف". ولمح الناصري الى ان تحالفات ثنائية واخرى ثلاثية تربط التيار الصدري مع قوى وطنية ودينية اخرى يجري تعزيزها حالياً، ويأتي في مقدمها تحالف التيار الصدري مع هيئة علماء المسلمين. الى ذلك، توقع الناصري حدوث اعتقالات كثيرة وملاحقات لقيادات "جيش المهدي" وعناصره. لكنه أعرب عن امله بأن تلتزم الحكومة بمضمون المبادرة الاخيرة في النجف. من جهة أخرى ذكر الناصري ان الجثث التي وجدت في "المحكمة الشرعية" في النجف هي "ضحايا القصف الجوي الأميركي الذين قتلوا بقنابل محرمة"، واكد ان النجف تعرضت قبل ايام من اعلان الهدنة الى هجوم بقنابل محرمة تحمل مادة تؤدي الى تفسخ الجسم وتشوهه. من جانبه، هدد اسعد البصري، مدير مكتب الصدر في البصرة، بتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات المتعددة الجنسية في عموم المدن العراقية اذا ما خرقت هذه القوات الهدنة في النجف، وكشف ل"الحياة" وجود اكثر من 150 استشهادياً جاهزين لتنفيذ عمليات استشهادية بتفجير سيارات مفخخة او احزمة ناسفة. من جهة أخرى ذكر البصري ان أنصار الصدر احبطوا محاولة القوات البريطانية لاقتحام مكتب الصدر في البصرة مساء أول من امس، فدارت اشتباكات بين الطرفين ادت الى مقتل خمسة جنود بريطانيين. ودعا البصري القوات البريطانية الى عقد هدنة تشبه اتفاق النجف، وطالب باطلاق عشرة معتقلين من اعضاء مكتب الصدر في البصرة. على صعيد آخر، اعتبر الشيخ جواد الخالصي، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي الوطني ان "السيد مقتدى الصدر خرج منتصراً من الأزمة الأخيرة في النجف على رغم موافقته على البنود الخمسة التي جاءت بها المبادرة السلمية للمرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني". واستبعد في الوقت نفسه حل "جيش المهدي"، لكنه توقع تجدد أزمة النجف في غضون اسابيع نتيجة عدم التزام الاطراف المعنية بالشروط التي نصت عليها المبادرة كاعتقال الشرطة العراقية عناصر من "جيش المهدي". في غضون ذلك، وصل فريق من الوزراء العراقيين، يتقدمهم وزير الدولة قاسم داود، الى النجف أمس قادماً من بغداد على متن مروحيتين أميركيتين من طراز "بلاك هوك". وتجول الوفد، الذي يضم خمسة وزراء في بعض شوارع المدينة، التي تناثر فيها حطام المعارك وآثار الدمار وصولاً الى مرقد الامام علي بن أبي طالب. وقال داود: "جئنا الى النجف لدعم اتفاق السلام الذي توصلنا اليه ولتهنئة آية الله السيستاني". وعلى رغم توقف القتال في النجف لكنه استمر في مدينة الصدر شرق بغداد حيث شهدت مساء أمس اشتباكات بين "جيش المهدي" من جهة والقوات الأميركية والشرطة العراقية والحرس الوطني من جهة ثانية. وذكر شهود أن الاشتباكات اندلعت بعدما طلبت القوات الاميركية من المواطنين التزام منازلهم لحين انتهائها من تفتيش المنطقة بحثاً عن المسلحين. وأضافوا ان قذائف المدفعية سقطت على أماكن وجود القوات الاميركية في المدينة التي انتشرت على مداخلها الدبابات الامريكية ، فيما أغلق العديد من شوارع المدينة والمداخل المؤدية إليها. وأطلق مسلحون النار من أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية على القوات الاميركية والعراقية، فيما أطلق الجنود الأميركيون النار من أسطح المباني التي تمركزوا فيها. ولم تعرف حصيلة الاشتباكات. وكان السيستاني طالب السلطات العراقية بفتح تحقيق حول التظاهرات التي انتهت الخميس بمقتل عشرات الاشخاص في يوم عودته الى النجف. وقال بيان صادر عن مكتب السيستاني: "ان سماحته الذي قدر الجهود التي قام بها المؤمنون من اجل انقاذ النجف الاشرف، يشعر بالحزن ازاء تعرض مؤمنين لاطلاق نار ادى الى قتل وجرح ابرياء". واضاف: "نطلب من السلطات فتح تحقيق لتحديد الجهة التي قامت بذلك والتحقيق معها". وحصل اطلاق نار باتجاه تظاهرتين من انصار الصدر كانوا يسيرون باتجاه النجف في وقت كان السيستاني يتوجه في موكب الى المدينة مع آلاف الشيعة. وضمت التظاهرة الاولى آلاف الاشخاص الذين كانوا يريدون التوجه من مسجد الكوفة باتجاه مرقد الامام علي، بينما ضمت التظاهرة الثانية آلاف الاشخاص ايضا قادمين من الديوانية. وأطلق عناصر من الحرس الوطني العراقي النار على التظاهرتين لمنعهما من الدخول الى النجف، واسفر الحادثان، بالاضافة الى سقوط قذائف على مسجد الكوفة الخميس، على مقتل 74 شخصا واصابة 376 آخرين بجروح. وفيما بدأت النجف تلملم جراحها أعربت ايران عن استعدادها لترميم الاضرار التي لحقت بضريح الامام علي. ونقلت الصحافة الايرانية عن رئيس الهيئة الايرانية للتراث استعداد الهيئة لترميم الاضرار التي ألحقتها المعارك بالمباني الدينية في النجف على نفقتها الخاصة. وأضاف ان الدائرة المكلفة شؤون الاماكن المقدسة والمباني الدينية في الهيئة "على استعداد تام لارسال يد عاملة لاعادة البناء وتسديد التكاليف كافة". وتضررت اقسام عدة من الضريح، وتسبب تبادل اطلاق النار في تشققات في الباب الرئيسي للمبنى وتضررت ايضا جدران المقام في اماكن عدة وازيلت قشرة من الاحجار الذهبية ال 7777 التي تشكل قبة الضريح بسبب النيران المتفرقة.