ضرب الشباب أكثر من عصفور بحجر واحد عندما أحرز لقب بطل الدوري السعودي لكرة القدم اثر فوزه على حامله الهلال 3- صفر الجمعة في المباراة النهائية للنسخة الثلاثين. ونجح الشباب أولاً في إيقاف زحف الهلال نحو إحراز البطولة السادسة على التوالي وكسر احتكاره للعام الثاني على التوالي، إذ كان ينقص الهلال لقب الدوري فقط ليتوج بجميع البطولات المحلية، ثم ثأر ثانياً من الهلال بالذات الذي جرده من لقبه الموسم الماضي عندما خسر أمامه صفر-1 في نهائي النسخة الماضية، علما بأن الشباب كان بطلاً للنسخة الثامنة والعشرين بفوزه على الاتحاد 1- صفر في النهائي. كما استعاد لاعبو الشباب الثقة بعد الخسارة القاسية أمام العربي الكويتي صفر-3 في المرحلة الثالثة من الدور الاول لمسابقة دوري أبطال آسيا، وخالفوا جميع التوقعات وردوا بقوة على كل من شكك في قدراتهم بعد أن رشحت الصحف ووسائل الإعلام المحلية الهلال للفوز باللقب بسهولة. وأكد رئيس النادي خالد البلطان ان"الفوز بالدوري هو حصاد لجهد موسم كامل"، مضيفاً:"الفوز على الهلال كان مستحقاً بعد المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون طيلة اللقاء حيث تفوقوا على أنفسهم وقدموا فاصلاً كروياً ممتعاً". وأسهم المدرب المحلي عبداللطيف الحسيني في انجاز الشباب وأضاف البطولة الخامسة للمدربين المحليين في تاريخ الدوري السعودي، إذ سبقه خليل الزياني مرتان مع الاتفاق ويوسف خميس مع النصر وخالد القروني مع الاتحاد. وكان الحسيني كُلف بمهمة تدريب الشباب في وقت حرج جداً بعد استقالة المدرب التونسي أحمد العجلاني عقب الخسارة الكبيرة أمام العربي الكويتي. وأقام الحسيني معسكراً تدريبياً في مدينة العين الإماراتية لمدة أسبوع تمكن خلاله من انتشال اللاعبين من مرحلة الإحباط وهيأهم نفسياً لمواجهة الهلال. وقال الحسيني:"تعمدت إبعاد اللاعبين من الضغوط الإعلامية التي تسبق المباريات النهائية، كما خشيت أن يتسرب اليأس إلى نفوسهم بخاصة في ظل تحيز بعض وسائل الإعلام إلى الهلال صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة". وأضاف:"طلبت من اللاعبين المحافظة على نظافة شباكهم خلال الشوط الأول والضغط على لاعبي الهلال في الشوط الثاني لاستنزاف لياقتهم، وقد نجح لاعبو فريقي في تنفيذ الخطة بحذافيرها واستغلوا ضعف الجهة اليمنى للهلال وشنوا غزواتهم منها بقيادة العراقي نشأت أكرم الذي كان نجم اللقاء بلا منازع". ومن دون شك كان أكرم نجم المباراة، إذ تلاعب بمدافعي الهلال وقدم استعراضاً جميلاً لمهاراته الفنية العالية وصنع الهدفين الثاني والثالث، وبالتالي سيرفع هذا التألق من أسهم اللاعب الذي يرتبط بعقد مع الشباب ينتهي بعد مسابقة دوري أبطال آسيا. وينتظر أن تشهد المفاوضات بين الطرفين سخونة بعد أن أصبح اللاعب مطمعاً للأندية السعودية على وجه الخصوص والخليجية على وجه العموم. ويعد أكرم أحد ركائز المنتخب العراقي ولكنه سيبتعد من منتخب بلاده 6 أشهر، تنفيذاً لعقوبة فرضها عليه الاتحاد العراقي على خلفية خلاف بينه وبين بعض زملائه على شارة قيادة المنتخب خلال مواجهته سنغافورة في افتتاح التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا. وينفرد الشباب بميزة فريدة هذا الموسم فالفريق على رغم فوزه بالدوري السعودي الذي تصدره منذ بداية الموسم لا يضم إلا لاعباً دولياً واحداً هو احمد البحري، وهو في الأصل معار من الاتفاق. ودعم الشباب صفوفه بعدد كبير من اللاعبين سواء من طريق الانتقال الرسمي أمثال الحارس محمد خوجه أو بشار عبدالله أو من طريق الإعارة أمثال أحمد البحري وبدر الحقباني وعلاء الكويكبي وناصر الشمراني. وهي البطولة السابعة عشرة في تاريخ الشباب الذي تأسس عام 1948 ولم يحقق أي بطولة على مدار 40 سنة قبل أن يتوج بكأس الأمير فيصل بن فهد عام 1987 والتي كانت البداية نحو مشوار البطولات والألقاب، والتي كان أبرزها الفوز بالدوري أربع مرات وبكأس ولي العهد ثلاث مرات، وبكل من كأس الأمير فيصل بن فهد وبطولة الأندية الخليجية وببطولة الأندية العربية وببطولة النخبة العربية مرتين، ومرة واحدة ببطولة الأندية الآسيوية. والشباب هو ثالث نادٍ سعودي يجمع بين الدوري والكأس، كما أنه أول فريق يفوز بأكثر من بطولتين في موسم واحد، إذ حقق أربع بطولات عام 1992. وكان الشباب اول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري بمسماها الجديد دوري كأس خادم الحرمين الشريفين ثلاث مرات متتالية وامتلك أول كأس للبطولة. كما انه أول فريق سعودي يحرز كأس الأبطال العربية وكأس النخبة العربية.