يودع نجم نادي الهلال والمنتخب السعودي السابق نواف التمياط اليوم في ستاد الملك فهد الدولي في الرياض الملاعب الرياضية بعد مشوار حافل شهد العديد من الإنجازات قبل أن يعلن النجم الآسيوي السابق اعتزاله اللعب. ويلاقي الهلال السعودي نظيره أنتر ميلان الإيطالي الذي وصل الرياض أمس في المباراة التكريمية للتمياط. وكان من أبرز الذكريات الجميلة في مسيرة نواف التمياط عندما توج بلقب الأفضل على مستوى آسيا، وكان الأسوأ هو إصابته القوية بقطع في الرباط الصليبي عام 2000 ومعاودة الإصابة له مرة أخرى في 2003 وهي الآلام التي لم تدع المجال لمواصلة مسيرة نواف الذهبية. إنجاز فريد يعتبر اللاعب الوحيد الذي حاز كافة البطولات الخارجية مع الهلال بمختلف مسمياتها، وهو إنجاز فريد من نوعه «كأس الأندية الخليجية الأبطال، كأس الكؤوس العربية، كأس الأبطال العربية، كأس النخبة العربية، كأس الكؤوس الآسيوية، كأس الأندية الآسيوية الأبطال، وكأس السوبر الآسيوي». وكان من بين الألقاب الشخصية الأهم في تاريخ نواف التمياط أربعة منجزات مهمة، وهي التتويج بلقب أفضل لاعب آسيوي وعربي عام 2000م، وكذلك حصوله على جائزة الأفضلية في كأس الأندية العربية أبطال الكؤوس الحادية عشرة، ونيله كذلك لقب أفضل لاعب في كأس السوبر الآسيوي السادسة عام 2000م، وأفضل لاعب في بطولة الأندية الخليجية الأبطال عام 2000م، وحصوله على أعلى تقييم للاعبين في مباراة المنتخبين السعودي والكاميروني في نهائيات كأس العالم 2002م من قبل الفيفا. بدأ نواف التمياط ممارسة حياته الكروية في نادي الهلال حينما كان يرافق شقيقيه محمد وصفوق التمياط اللذين مثلا الفريق الأول في السابق، وحينها كان نواف يداعب الكرة في النادي وشاهده الأمير خالد بن محمد وأصر على تسجيله وبالفعل تم ذلك خلال رئاسة الأمير عبد الله بن سعد للنادي عام 1413ه، وبدأ مع فريق درجة الشباب حينما لم يتجاوز (16 عاما)، وتعرض التمياط خلال تواجده مع فريق شباب النادي لأول إصابة له في الرباط الصليبي كادت أن تهدد حياته الكروية، ولكن النجم الشاب تجاوز الإصابة وعاد للملاعب لينثر إبداعاته داخل المستطيل الأخضر. أولويات التمياط وصعد نواف للفريق الأول عام 1416ه وكانت أول مشاركة له على صعيد الفريق الأول أمام التعاون ضمن بطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم، في حين كان أول هدف سجله الفتى لفريقه كان في مرمى النجمة ضمن كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والذي انتهى لمصلحة النجمة بثلاثة لهدف واحد، في حين كان آخر هدف سجله في الشباب ضمن بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عام 1428 والتي انتهت بهدف لمثله. وكان أول موسم للفتى الذهبي مليئا بالإنجازات والكؤوس، إذ حقق التمياط مع الهلال في تلك الفترة بطولتين محلية ومثلها خارجية، وكانت بطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم بفوزه على الاتفاق 4-2، وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بفوزه على الأهلي 2 1، وكأس الأندية العربية أبطال الكؤوس بفوزه على الترجي التونسي بهدف دون رد، بجانب كأس آسيا أبطال الكؤوس بفوزه على ناغويا الياباني 3-1. في موسم 1417ه حقق نواف بطولة وحيدة مع فريقه كانت بطولة السوبر الآسيوي بعد أن تغلب على بوهانج الكوري بهدف وحيد ذهابا وتعادل معه إيابا 1-1، أما عام 1418ه ساهم نواف بفاعلية بفوز فريقه بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين أمام الشباب 3-2 في مباراة دراماتيكية ما زالت عالقة في أذهان الجماهير، وكانت البطولة الثانية هي بطولة الأندية الخليجية في العاصمة العمانية مسقط بعد أن تصدر الهلال فرق البطولة من دون خسارة وحقق اللقب عام 1419ه لم يكن عاما سعيدا لنواف ولجماهير الهلال، إذ غاب الفريق عن تحقيق أية بطولة في ذلك العام، ولكن الفريق عاد وحقق أربع بطولات دفعة واحدة عام 1420ه كان لنواف التمياط بصمته الواضحة، إذ حقق الفريق في ذلك العام بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد بفوزه على الشباب 2-1 وكان نواف صاحب الهدف الثاني في المباراة، أتبعها ببطولة كأس الملك عبد العزيز (المؤسس) بتغلبه على الأهلي 2-1 وكان الفتى الذهبي صاحب الهدف الثاني في اللقاء، أتبعها الفريق ببطولة كأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري بعد فوزه على جابيلو إيواتا الياباني 3-2 وكان لنواف بصمته الواضحة في هذا اللقاء، اختتمها الفريق ببطولة كأس ولي العهد بتغلبه على الشباب بثلاثة أهداف نظيفة. وفي عام 1421ه حقق الفريق أولى بطولاته الآسيوية بعد أن تجاوز شيميزو الياباني ذهابا 2-1 وإيابا 1-1 وكان لنواف بصمته الواضحة، كما حقق الفريق في ذلك العام بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس بعد أن تغلب على النصر بهدفين لهدف. في عام 2000م حقق التمياط العديد من الألقاب الشخصية، إذ حقق جائزة أفضل لاعب آسيوي عام 2000م بعد أن قدم مستويات مذهلة مع المنتخب السعودي في بطولة آسيا لعام 2000م وناديه الهلال، بجانب جائزة أفضل لاعب عربي لذات العام، وجائزة أفضل لاعب في البطولة العربية أبطال الكؤوس، وأفضل لاعب في نهائي كأس السوبر الآسيوي ليكون ذلك العام هو الذهبي بالنسبة للإنجازات التي تحققت مع النادي أو تلك الألقاب الشخصية التي حققها لنفسه ومنها جاء لقب الفتي الذهبي. الرباط الصليبي تعرض نواف لإصابة قوية في الرباط الصليبي عام 1421ه أبعدته عن الملاعب لمدة تجاوزت الستة أشهر عاد بعدها التمياط تدريجيا للفريق الأول مطلع موسم 1422ه حتى بدأ يعود لمستواه ليقود الفريق لتحقيق كأس النخبة العربية في سورية، وفي ذات العام فاز الفريق بلقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد أن تجاوز الاتحاد 2-1، كما حقق الفريق في ذلك العام بطولة كأس الكؤوس الآسيوية بعد تغلبه على هيونداي الكوري بهدفين لهدف. في عام 1423ه حقق الفريق بطولة وحيدة بقيادة نواف التمياط وكانت كأس ولي العهد بعد أن تغلب على الأهلي بهدف دون رد ليغيب بعدها الفريق عن تحقيق أية بطولة عام 1424ه. أما في 1425ه ساهم نواف بفاعلية بتحقيق فريقه لقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بفوزه على الشباب 1-0. في عام 1426ه ساهم نواف في تحقيق بطولتين لفريقه بعد أن سجل هدف الفوز في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الأهلي، والذي انتهى 2-0 للهلال، وكان التمياط صاحب هدف الفوز في نهائي كأس ولي العهد بعد أن تغلب الهلال على الأهلي 1-0، في حين كانت آخر بطولة لنواف التمياط مع الهلال عام 1428ه حينما حقق الفريق لقب الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم بعد أن حقق المركز الأول في الدوري. إنجازاته مع الأخضر أما مسيرة نواف مع المنتخب فقد كانت حافلة بالإنجازات، إذ ساهم نواف في تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم ثلاث مرات متتالية عام 1998 و2002 و2006م، في حين حقق مع المنتخب بطولة وحيدة وهي كأس العرب 1998م، والتي أقيمت في الدوحة وحقق المنتخب لقبها أمام شقيقة القطري 3-0، كما ساهم في تأهل المنتخب لنهائي كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت وخسر المنتخب النهائي لمصلحة نظيره الياباني بهدف دون رد. وأعلن نواف التمياط اعتزاله لمعشوقته كرة القدم مطلع الموسم الرياضي الماضي حينما شارك مع الفريق في معسكره الخارجي الإعدادي لذلك الموسم في إيطاليا، ومع نهاية المعسكر وقبل بداية المنافسات الكروية أعلن نواف التمياط اعتزاله كرة القدم في أغسطس من عام 2008م برغم أنه لم يتجاوز (32 عاما) وكان أحد أهم أسباب اعتزاله هي الآلام المتكررة التي تداهمه في الركبة ولم يتحملها اللاعب ليعلن بعدها ابتعاده النهائي عن كرة القدم بعد أن ساهم في تحقيق 22 بطولة لفريقه، بجانب التأهل لكأس العالم ثلاث مرات متتالية وبطولة وحيدة مع المنتخب. وفور إعلان التمياط اعتزاله الكرة تكفل الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس مجلس إدارة نادي الهلال بحفل وداع اللاعب الذي وقع اختياره على أنتر ميلان الإيطالي بكامل نجومه ليحيي حفل وداع الفتى الذهبي للجماهير السعودية.