نادي كايزر سلاوترن ... اسم صعب في النطق بين جمهور كرة القدم العربية، ولكنه بات سهلاً ومألوفاً في السنوات العشر الاخيرة منذ انتقل اليه من نادي فيردر بريمن الالماني المدافع المصري الشهير هاني رمزي، وحقق الفرعون الاسمر الطويل - وهو لقب اطلقه الجمهور الالماني عليه - نجاحاً فائقاً مع ناديه كايزر سلاوترن، واصبح احد الاساسيين عبر عقد من الزمان، وخاض عدداً قياسياً من المباريات لأي لاعب من افريقيا في تاريخ النادي. كايزر سلاوترن هو النادي التابع للمدينة الواقعة في الطرف الغربي من المانيا، وهي قريبة جداً الى الحدود الفرنسية، وبعد إلغاء الحدود بين دول الاتحاد الاوروبي صار الذهاب الى اي مدينة فرنسية في الشرق لا سيما متيز اسهل جداً من الانتقال الى مدينة المانية مجاورة. ووسط شعب يزيد تعداده على 82 مليون نسمة - وهو الاكبر على الاطلاق بين كل دول اوروبا - تعتبر مدينة كايزر سلاوترن الاصغر في تعداد السكان وفي المساحة بين المدن الاثتني عشرة، التي تستضيف المونديال، وهي برلين - الاكبر - وميونيخ وهامبورغ وفرانكفورت وشتوتغارت ودورتموند وكولن وغليزنكيرشين وليبزيغ وهانوفر ونورنبيرغ، ولكنها المدينة الالمانية الاغنى تعداداً بالاميركيين، نظراً إلى وقوعها على مرمى البصر من قاعدة رامشتاين العسكرية الاميركية، ويعيش داخلها اكثر من 40 الف اميركي من العاملين في القاعدة، وهم لا يجدون مكاناً اقرب من كايزرسلاوترن لقضاء اوقات الفراغ اليومية والإجازات الاسبوعية، وتمثل الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الولاياتالمتحدة ان مدينة كايزرسلاوترن هي التجمع الاكبر للاميركيين خارج الولاياتالمتحدة والطريف أنهم يطلقون عليها لقب"المدينة كيه"اي المدينة المفتاح. وسكان كايزرسلاوترن لهم طابع فريد بين الالمان، وهم مجانين في كرة القدم وهادئون مع الحياة العادية، وطموحاتهم عملاقة مع فريقهم، وقناعتهم هائلة في المجالات الأخرى، والمدينة تقع في منطقة بفالتس، والنادي يقع في ضاحية بيتسينبيرغ، وهذه الضاحية تكتسي باللون الاحمر تماماً في الايام التي يخوض فيها الفريق مبارياته، نظراً إلى اندلاع حمى الكرة مع مباريات الفريق، ويرتبط الناس بفريقهم لأنه الوحيد الذي يعطيهم الشعور بالوجود والقوة بين المدن الالمانية الاخرى، ولا يزال سكان المدينة سعداء وفخورين بما حققه منتخب المانيا الغربية عام 1954 في سويسرا عندما فاز وللمرة الاولى بكأس العالم لكرة القدم، وكان نجم كايزر سلاوترن الاسطوري فرتيزفالتر هو كابتن المانيا، وهو الذي تسلم كأس البطولة من رئيس سويسرا ومن الفرنسي جول ريميه رئيس الفيفا، وقدم تحية مليئة بالتواضع والاحترام لزميله كابتن منتخب هنغاريا الخاسر في المباراة النهائية فرانز بوشكاش، وضمت التشكيلة الالمانية بطلة العالم 1954 خمسة لاعبين من نادي كايزر سلاوترن وبينهم الشقيق الثاني لفريتز وهو اوتمار فالتر. وملعب المدينة الذي يستضيف مباريات البطولة يحمل اسم فرتيز فالتر، وهو الاصغر ايضاً بين كل الملاعب ويسع 41170 متفرجاً، ويحتضن الملعب المستطيل الشكل خمس مباريات في النهائيات، وبينها اربعة في الدور الاول لاستراليا ضد اليابان في 12 حزيران يونيو المقبل في المجموعة السادسة، وايطاليا ضد الولاياتالمتحدة في 17 حزيران ضمن المجموعة الخامسة، وباراغواي ضد ترينداد وتوباغو في 20 حزيران يونيو في المجموعة الثانية، والسعودية ضد اسبانيا في 23 حزيران ضمن المجموعة الثامنة، وهي فرصة لجماهير المملكة للتعرف على المدينة الجميلة وآثارها ومتاحفها وقصورها وحدائقها. وفي الدور الثاني - ثمن النهائي - يحتضن ملعب فريتز فالتر المباراة الخامسة في 26 حزيران بين الفائز بصدارة المجموعة الخامسة - والترشيحات لإيطاليا وتشيخيا - وثاني المجموعة السادسة - والترشيحات بين كرواتيا واستراليا واليابان - ويتمنى اهل كايزر سلاوتري ان تحتل البرازيل المركز الثاني في مجموعتها وان تلتقي مع ايطاليا في ثمن نهائي لا ينسى. ولن تقتصر احتفالات سكان كايزر سلاوترن - وعددهم مئة الف نسمة - على مباريات المونديال والمنتخبات الموجودة في مدينتهم، ولكنها تمتد الى عدد من المهرجانات الشعبية ابرزها في الساحة الكبرى التي تحمل اسم شتيفتي بلاتس، وتضع اللجنة المنظمة للبطولة شاشة عملاقة في الهواء الطلق، ليتمكن اكثر من عشرة آلاف شخص من مشاهدة المباراة المقامة في الوقت نفسه في ملعب فريتز فالتر على الهواء مباشرة من دون اي تكاليف، وهو الذي يشيع جو وحماسة الملعب الحقيقية في ساحة المدينة، ووفرت سلطات المدينة لأكثر من مئة الف زائر وسائح برنامجاً ومهرجاناً شعبياً في ميدان محطة القطار أو ميدان دار البلدية وفي الشوارع الرئيسية روميل وايزنبان، وتُحوِّل اضواء الليزر بألوانها المختلفة الشوارع الى تحفة فنية ممتعة. والايام الخالية بين المباريات ستكون حافلة بالمهرجانات الثقافية المتنوعة التي تجمع بين الحضارات في إطار عام يحمل اسم"بطل العالم". وينتظر اهل كايزر سلاوترن الحدث الكبير لوضع اسم مدينتهم الصغيرة على الخريطة العالمية بعد أن أخفقت في سعيها - قبل 32 عاماً -، لاستضافة اي مباراة في نهائيات كأس العالم 1974 الذي نظمته المانيا الغربية. واختارت اللجنة المنظمة للبطولة نجماً مخضرماً في صفوف كايزرسلاوترن، ليكون سفيراً للمدينة في المونديال، ومهمته تمثيل اللجنة في كل المباريات المقامة في المدينة واستقبال ضيوف"الفيفا"والمنتخبات المشاركة، وسفير كايزر سلاوترن هو اللاعب القديم الفائز بكأس العالم الاولى لألمانيا 1954، هورست ايكل، وكان اصغر لاعبي المنتخب في النهائيات، ولعب ايكل المولود في 1932 في كايزر سلاوترن من 1948 الى 1960، وخاض 247 مباراة وسجل 74 هدفاً وتوج بطلاً للدوري عامي 1951 و1953 ولعب 32 مباراة دولية من 1952 الى 1958.